الأنتيلجانس الإسلامية / شيخاني ولد الشيخ لد محمد يحي

سبت, 2014-11-01 11:09

قد يكون العمل الإسلامي تميز في بعض مراحله خاصة البداية بكثير من العاطفة والحماسة المتسرعة والسطحية وحتي أحيانا التهور مع الحركات القتالية ومع ذالك فإن بدء الثورة العربية فتح صفحة جديدة في العمل الإسلامي مهدت لها نجاحات تجسدت في تركيا علي يد أردوكان وفي ماليزيا علي يد مهاتير محمد وفي فلسطسن علي يد حماس وفي السودان والأردن .

وبعد الربيع العربي انطلقت مرحلة جديدة في العمل الإسلامي السلمي الواقعي والعقلاني والذي يتجاوز السطحية والبساطة المتشنجة والعدائية إلي الأنتيليجانس المدركة لواقعها والمستوعبة لتفاصيل المشهد بكل تنوعاته وتشققاته ، حينها أعلن الغنوشي بأن بن لادن توفي لأن منهجه التصادمي لم يعد خيارا أمام الشباب المسلم لإقامة النظام الإسلامي .

قبل ذالك خط الغنوشي برؤيته منهجا فكريا عقلانيا يرسم معالم الحل الوسطي الشامل واقتبس من منهجه أردوكان ،  في كل هذا كانت هناك عقلية إسلامية فائقة الذكاء تدير وتبرمج حتى من وراء  القضبان وتحت القبو وفي ظل المطاردة والتهجير والمضايقة ، لم يصل الإسلاميون الجدد بالعواطف ولا المظاهر ولا التجييش  والاحتقان ولا الصدامات العنجهية بل من خلال التفكير السوي المنطلق من بعد النظر وعمق الفكر واستراتيجية الخطط وشمولية الحلول وحرك هذا المنهج عقولا كانت تفكر في الإسلام وتنظم وتخطط وتعمل وتدرس .

وفي موريتانيا أردنا في جيل العدل أن نقيم تجربة نموذجية ناجحة للتحول السياسي والنظامي .

 اعتقدنا ضرورة وجود تطوير وتغيير في العمل الإسلامي في جميع النواحي فكرا وتعاملا ومظهرا وخطابا ،وأنه  يجب أن يكون الخطاب الإسلامي براجماتيا ومباشرا وليس مجرد أيديولوجيا ، و أن يلامس واقع الناس ويخاطب ذواتهم كما يخاطب ضمائرهم ويستجيب لحاجاتهم ويتعامل معها .

وأنه يجب أن نطور  طرق العرض والعمل وأن نصل بالخطاب الإسلامي كل جهة وناحية وأن يكون خطابا قويا  مباشرا صريحا جريئا شعبويا يضع النقاط علي الأحرف وعلي العاملين للإسلام أن تتوفر فيهم الجاذبية والقوة .

أردناهم تكنوقراط لديهم مظاهر عصرية وجميلة ينتمون لواقعهم وزمنهم ، تقدميون براجماتيون واثقون من أنفسهم أقوياء.

أردنا أن نقوي المسار الإسلامي فنسد الثغرات ونشد الأركان ونقوي نقاط الضعف ونجدد الوسائل والمناهج ونلج جميع الأصعدة .

كنا بحاجة إلي قيادات شبابية قوية وجريئة وجذابة ومثقفة وعصرية ، أردنا أن ننتقل بالخطاب الإسلامي من السطحية والعواطف المنطلقة والشعارات الحنجرية والتعصب للأشخاص والأحزاب والحركات ومن الشعارات العامة والضبابية والمطلقة إلي خطاب برامج وأفكار عميقة وخطط واضحة وطرق عملية مفصلة ، يحمل هذا الفكر قيادات شبابية فاعلة وذكية   قادرة علي الإبداع .

المهم لدينا هو تحقيق الهدف حتي  لو كسرنا قواعد اللعب  التقليدي فالمهم الهدف وحتي ولو كان تسللا .

نريد في جيل العدل أن ندشن أسلوبا جديدا في العمل الإسلامي في البلاد يقوده مهندسون روضت عقولهم الرياضيات وأخصبت الفلسفة والروايات خيالاتهم وأعطاهم التعامل الفيزيائي الرياضي القدرة علي استنتاج الحلول وابتكار المخارج وأكسبهم الإطلاع والمعرفة بالغرب مصل وقاية فهم يعون الغرب ثقافة وفنا وعلما فكرا ولغة ومجتمعا .

و يعرفون مخارج الأمور ومداخلها  وخفايا السياسات الدولية واستراتيجيات التخطيط العسكري .

وأورثهم التعليم الأصلي المحظري قواعد علمية صلبة وراسخة وأنضج الفكر الإسلامي رؤيتهم وأنارت التجارب المعاصرة بنجاحها وفشلها دروب الإصلاح لهم واستقر حب الله تبارك وتعالي في قلوبهم حتي عصمهم  من الوقوع في وحول الشهوات وانطلق بهم إلي التطلع إلي جنات القربات وصاغ أفئدتهم لتعطي للإسلام بلا انتظار لجزاء ولا تعلق بحصاد بل محبة لله تبارك وتعالي وابتغاء لمرضاته .

و ستثبت الأيام إن شاء الله تعالي أن هذا المنهج الجديد سيحدث الفرق وسيتوج العمل الإسلامي بنجاح باهر مؤيد بالنصر والثبات .

وعلي كل حال هناك نهج سياسي غير تقليدي بالمرة دخل الساحة السياسية .