قرأتُ لك اسلمو ولد سيدي احمد- كاتبوخبير لغوي

أحد, 2014-11-16 00:00

صَدَرَ(1433ه/ 2012م )عن المركز العربيّ للبحوث التربوية لدول الخليج(الكويت)، كتاب بعنوان:" واقع استخدام اللغة العربية في وسائل الإعلام بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربيّ لدول الخليج".

ونظرا إلى أهمية الدراسة الواردة في هذا الكتاب والنتائج المستخلصة منها، فقد ارتأيت أن أنقل إلى القراء الكرام التوصيات التي أصدرها مُعِدّو الدراسة. وذلك على النحو الآتي:

يمكن تقسيم توصيات الدراسة إلى ثلاثةِ محاورَ يختص كل منها بفئة من الناس، وهي:

أولا: المسؤولون وأصحاب القرار في الدول العربية:

1-اعتماد اللغة العربية الفصحى لغة متداولة في المراسلات بين الجهات الرسمية داخل الدولة. وكذلك في الكتابات والخطابات الرسمية، والحرص على تأكيد ذلك بتعاميم إدارية واضحة.

2-تعزيز الثقة باللغة العربية، والاعتزاز بها حفاظا على كيان الأمة، وترسيخا لشخصيتها ووجودها. واعتبار التفريط في اللغة العربية تفريطا في الهُوية واستلابا لثقفاتها. 

3-جعل مادة اللغة العربية مادة رئيسة في جميع المراحل التعليمية قبل المرحلة الجامعية، ومادة مساندة في المرحلة الجامعية.

4-جعل مادة اللغة العربية مادة إلزامية في كليات الإعلام وأقسامه في الجامعات الرسمية والخاصة، وتشجيع الطلبة على إعداد بحوثهم النظرية بلغة عربية سليمة، وإنتاج مواد إذاعية وتلفزيونية وسينمائية تستعين بهذه اللغة وتعتمد عليها.

5-إعداد مناهج علمية متقنة، وتصميم وسائل تعليمية متطورة لجميع المراحل التعليمية، ولا سيما لرياض الأطفال، لتحبيب اللغة العربية لدى الطلبة، وترسيخها لديهم في مراحل مبكرة.

6-تشجيع طلبة الدراسات العليا في كليات اللغة العربية والإعلام على إعداد بحوث نظرية وميدانية عن العلاقة بين هذين العلمين ودور كل منهما في التأثير في الآخر.

7-دعم المؤسسات الرسمية والخاصة التي تُعنى بعلوم اللغة العربية، ونشر الكتب باللغة العربية، ولا سيما وزارات التربية والثقافة، ومجامع اللغة العربية، واتحادات الكتّاب العرب، والمؤسسات الثقافية المعنية.

8-دعم المعارض الخاصة بنشر الكتب العربية، ولا سيما المعارض المخصصة للطفل العربيّ، وتشجيع عقد المؤتمرات والندوات المخصصة لموضوعات مرتبطة باللغة العربية، ولا سيما العلاقة بين اللغة العربية ووسائل الإعلام.

9-وضع الخُطط القومية لإعداد المجتمع لعصر المعلومات، بما في ذلك تطويع التقنيات المتطورة للحواسيب  للإسهام في نشر اللغة العربية، ووضع البرامج المساعدة على انتشارها، وتجنب الأخطاء اللغوية لدى مستخدميها.

10-تكريم الإعلاميين المبدعين في مجال اللغة العربية إعدادًا وإلقاءً وتقديمًا، وإقامة مسابقات علمية إعلامية ورصد جوائز لهذا الشأن.

ثانيا: المسؤولون في المؤسسات الإعلامية في الدول العربية:

1-اختيار العاملين في مجالات التحرير والإعداد والتقديم وَفْقَ معايير عدة في مقدمتها المستوى المتميز في الأداء اللغويّ، والتمكن من ناصية العربية.

2-تضمين الدورات البرامجية الإذاعية والتلفزيونية برامج أدبية ولغوية تحبب اللغة العربية للجمهور، وتطرح عليهم الموضوعات اللغوية بطريقة جذابة شائقة.

3-تشجيع إنتاج المسلسلات والأفلام المختلفة الناطقة بلغة عربية فصيحة مبسطة تفهمها معظم شرائح المجتمع وتتلقاها بصورة إيجابية.

4-التنسيق بين المؤسسات الإعلامية في الدول العربية للإفادة من البرامج التي تُعنَى باللغة العربية وترسيخها لدى المتلقين، والاتفاق على تبادلها.

5-تشجيع إنتاج البرامج والمسلسلات الموجهة إلى الأطفال، والتي تخاطبهم بلغة عربية سليمة وسهلة لتحبيبهم في اللغة العربية، وترسيخها في ذاكرتهم، وترغيبهم في استخدامها.

6-إقامة دورات تدريبية ذات مستويات مختلفة في مجال اللغة العربية وفن الإلقاء للعاملين في مجالات التحرير والإعداد والإلقاء لتعزيز مهاراتهم في هذه المجالات، وجعل اجتياز هذه الدورات شرطا لارتقائهم في المناصب والحصول على المميزات المختلفة. 

7-العمل على بث معظم البرامج، ولاسيما البرامج الإخبارية والأدبية والثقافية والعلمية والدينية والأفلام الوثائقية بلغة عربية سليمة، باعتبار تلك اللغة تتناسب مع طبيعة تلك البرامج والشريحة المستهدفة منها. 

8-تشجيع مقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية على تقديم برامجهم بلغة عربية سليمة، ونطق الحروف العربية بصورة واضحة، ولاسيما في البرامج المذكورة آنفا.

9-إنشاء أقسام متخصصة تضم باحثين في اللغة العربية لمراجعة المواد المكتوبة التي ستقدم في البرامج الإذاعية والتلفزيونية وتدقيقها لغويا وتشكيلها. 

10-عدم اعتماد البرامج المترجمة من اللغات الأخرى والواردة من الشركات الخاصة بالترجمة إلّا بعد مراجعة هذه البرامج من الناحية اللغوية، لتصل إلى المشاهدين سليمة خالية من الأخطاء النحوية والإملائية.

11-التعاون مع مجامع اللغة العربية والجامعات واتحادات الكتّاب والمؤسسات الثقافية المعنية بالعربية على إنتاج برامج مشتركة تحيي العربية وتحببها إلى الناس.

ثالثا: مقدمو البرامج الإذاعية والتلفزيونية في المؤسسات الإعلامية في الدول العربية: 

1-الحرص على الالتزام بتقديم البرامج المختلفة باللغة العربية السليمة، واعتبار ذلك واجبا وطنيا بالدرجة الأولى، وضرورة مِهْنية بالدرجة الثانية. 

2-الإفادة المثلى من الدورات التدريبية اللغوية المختلفة التي تنظمها المؤسسات الإعلامية لصقل المهارات اللغوية.

3-تطوير القدرات والإمكانات اللغوية عبر المطالعة المستمرة والانتقائية لكتب اللغة والأدب. 

4-إثراء الذائقة اللغوية من خلال سماع البرامج الأدبية المتميزة لغةً وأداءً ومضمونًا، والأشعار التي يلقيها أصحابها، والقصص الأدبية التي يرويها مؤلفوها.

5- الحرص على الإفادة من الملاحظات التي يدونها المدققون اللغويون-في حال وجودهم-في المؤسسات الإعلامية على المواد الإعلامية المكتوبة، والاستفسار الدائم منهم عن المشكلات اللغوية التي تصادفهم.

ملاحظة:

لا بد من التنويه بهذه التوصيات التي وضعت برامج متكاملة للرفع من مستوى الإعلام العربيّ وجعله يخدم اللغة العربية التي هي الوعاء الحاضن لفكر الأمة العربية، ورمز هُويتها، وسجِلّ حضارتها وتراثها...