لماذا لا يعود سجناء غوانتانامو الموريتانيين إلى وطنهم ؟ / عبد الناصر بيب

خميس, 2015-02-05 09:52

بدأ معتقل غوانتانامو في 11/1/2002 ووصل عدد نزلائه انذاك إلى 779 سجين، وبعد مرور أكثر من 13 سنة تبقى منهم حوالي 140 معتقلاً، فيالبداية كان من بينهم ثلاث موريتانيين هم محمد ولد صلاحي وأحمد ولد عبدالعزيز وسيد أمين ولد سيدي محمد الذي أفرج عنه في عام 2009 وعاد إلىنواكشوط، واليوم بقي في هذا السجن المثير للجدل ولد صلاحي وولد عبدالعزيز رغم عدم توافر أدلة لإدانتهم وكون أيّاً منهم لم يقدم للمحاكمة طوالهذه الفترة والتي تعرضوا خلالها لشتى أنواع التعذيب والمعاملة اللاإنسانية . 

بدأت قصة المهندس محمد ولد صلاحي في 20 نوفمبر 2001 حينما غادرمنزل أهله في انواكشوط قبل أن يتفاجأ بمكالمة من المفوض دداهيليستدرجه لإدارة الأمن ليدخل بعد ذالك معتقل غوانتنامو في أواخر عام2002، لينقطع اتصاله بأهله حتى يومنا هذا .

أما أحمد ولد عبد العزيز وهو تاجر الكترونيات فقد كان ينشط بين الإماراتالعربية المتحدة وباكستان حيث ألقت الاستخبارات الأمريكية القبض عليهفي مدينة كراتشي الباكستانية بعد تعاونها مع الاستخبارات الموريتانية التيكانت تداهم منازل أقاربه في موريتانيا بحثًا عن أي معلومات تؤدي إلىمكانه، ومنذ اعتقاله انقطع اتصاله بأهله ولم يصلهم منه سوى رسالة خطيةواحدة حذف أغلبها . 

طيلة هذه السنوات بذلت دول عديدة كل الجهد للدفاع عن مواطنيهاوتحريرهم من غوانتانامو وهو ما أسفر عن عودة مئات المعتقلين إلى أوطانهم،وفي العام الماضي وعلى هامش زيارة محمد ولد عبد العزيز لواشنطن خلالالقمة الأمريكية الإفريقية استبشر بعض أهالي المعتقلين خيرًا فيها، لكنها لمتأتي بجديد يُثلِج صدورهم، وقبل هذه الزيارة بفترة كانت صحف أمريكيةعدة قد تحدثت عن رفض دول عربية وإفريقية تسلم معتقليها في هذا السجن!! 

لكن لربما يكون ولد صلاحي وولد عبد العزيز قد إبَتليا لأنهم جاءوا من دولةتعاقبت عليها عددة أنظمة لزمت الصمت ولم تفعل ما يكفي للدفاع عنمواطنيها، ولهذا مازالوا رهن الاعتقال، رغم أن الإدارة الأمريكية أعلنت مراراًوتكرارًا عن استعدادها تسليم بعض السجناء إلى بلدانهم في أفق مسعاهاالهادف إلى إغلاق هذا المعتقل سيئ الصيت .  

وحسب بعض المعلومات القادمة من السجن تشير إلى أن إطلاق سراح أحمدولد عبد العزيز ليس سوى مسألة وقت وسيكون مع أول دفعة، لكن مما لاشكفيه هو أن اطلاق سراح ولد عبد العزيز ومحمد ولد صلاحي يتوقف علىمقدار الجهد الذي ستبذله الحكومة الموريتانية في الفترة القادمة من أجلهم .