حصاد الفشل

جمعة, 2014-07-04 18:29

في وطني يتقزم الطموح ويتلاشي المستقبل.... إلي أقصي الحدود، علي قياس ضياع وتقزم النمر الصومالي الذي تحول في ظل الظروف القاسية إلي قط يصرع بسهولة القطط الأمريكية المدربة ......؟ ليتضح لاحقا بعد التحقق انه من أصل نمر، قصة فكاهية تحاكي وتفسر في جوانب كثيرة طموح الشباب المزارع من حملة الشهادات. كان طموحهم أن يكونوا فاعلين في معركة التنمية الزراعية التي يقودها رئيس الجمهورية، استبشروا بالطموح الواعد للسيد الرئيس، قاتلوا من اجل ذالك، من اجل الإنتاج الغذائي للوطن..... سقط بعضهم كضحايا طبيعيين للتجربة.... ضحايا كان مصيرهم التجاهل والنسيان، حين يتحدث المسؤلون عن نجاح المشروع لا شيء يذكرونه غير الانجازات ............. لا مجال للإقرار بالإخفاقات.
تقزم الحلم وتجمد في استغلالنا سياسيا وإعلاميا... تجمدت طاقات وجهود وكدح المستفيدين في المن عليهم... بما جنت سواعدهم، لا تثمينا لجهودهم في الإنتاج... في خلق فرص العمل... في تزويد السوق.. في تغير العقليات… في تطوير الزراعة، لا ذكر لكل هذا.
الأشياء في هذا العهد تقاس فقط بالقيمة المادية، ولا عيب في هذا، العيب في التركيز عليه دون سواه من الأشياء المعنوية التي تجسد الشراكة الوطنية و تنمي الوعي بالمسؤولية الوطنية وأداء الواجب في مجتمع الدولة مقابل حق الفرد الثابت في وطنه بلا منٍ ولا أذاً، وهذا بالضبط هو مفهوم الدولة، أما حياة شيخ القبيلة مع أفراد قبيلته فتلك قصة أخري.
علي كل، طالبَ حملة الشهادات بضرورة معالجة أزمة البذور كوسيلة ضرورية في العملية الزراعية... لا توجد بذور مصدَّقة فالتراخيص الممنوحة لمؤسسات البذور أصبحت وسيلة لتغطية الغش والتلاعب بالزراعة، لا توجد محاسبة، يبيع المُنتج أرزا عاديا بثمن البذور المصدَّقة، أو يهرب بذورا غير مصدَّقة من السينغال ليظل المزارع ضحية للتحايل بهذا المفهوم، الدولة والمُنتج المفترض شريكين في جريمة واحدة: خداع المزارع والتلاعب بمصيره من يستطيع أن ينكر هذا الواقع ...؟
حين نتجاوز مصاعب البذر تبقي مسالة الحصاد عقبة كبيرة تؤرقنا جميعا، منذ ا انطلاقة المشروع المعانات اخطر ما فيها أنها تزداد سوءا وتعقيدا، وهذه ظاهرة خطيرة جدا لماذا..؟
هل إن النداءات المتكررة عن مشاكل الحصاد لم تصل مسامع الجهات المختصة...؟ أم أن الدوائر القريبة من الرئيس تعمل علي إخفاء الحقائق عن الرئيس... وهي الأرجح.
وإلا فما معني سحب كل الحاصدات أثناء زيارة السيد الرئيس لمدينة روصو 2013، وفي فترة حصاد الحملة الصيفية، وعرض كل تلك الحاصدات وهي تقطع المحصول فقط في الحقول المقابلة للشارع حيث سيمر موكب الرئيس، طبعا الهدف من ذالك ليري الرئيس الأشياء وكأنها طبيعية دون نقصان... ،في عرض ممسرح وإنكارا آثما للحقائق كما ثبت لاحقا بضياع محاصيلنا في تلك الحملة بسبب الأمطار، باستثناء القلة المحظوظة من زيارة السيد الرئيس والمتواجدة في اغلبها علي الشارع... ما هذا أليس هذا تلاعبا بمصيرنا وحياتنا من ينكر هذا.............؟ لا شيء اقسي وأمر من ضياع مجهودك البدني والمادي والنفسي بين يديك وأنت عاجز عن إنقاذه، وليس بمتناولك أصلا آلة حصاده، الدولة وحدها من يمتلك القدرة فخزائنها ملئي بفائض مالي يناهز 80 مليار أوقية، ورغم ذالك جهودنا وأموالنا وآمالنا ومستقبلنا يضيع باستمرار، وليست المرة الأولي ...........
هذا حالنا جميعا، وفي الجزء القديم من امبورية تحديدا معاناة لا تتوقف، بدأت بمنح أراضي موبوءة غير منتجة، وظلت آمالنا محدودة محصورة في حملة صيفية وحيدة للسنة - مجهولة المصير إلي اليوم - قبلها حملة بيضاء، وقبل ذالك حملتين هزيلتين، تراوح إنتاجهما مابين 1.3 طن للهكتار في الحملة الثالثة، و1.8 طن للهكتار في الحملة الرابعة، كمتوسط إنتاج )تقرير واقع امبورية القديمة 2013 بحوزة: الرئاسة – الوزارة الأولي - وزارة التنمية الريفية و وزارة التشغيل(.
ماذا تبقي إن ضاعت هذه الحملة، لنجزم فعلا بالفشل ونرحل.....؟ إذا سارت الأمور علي هذا النحو دون اتخاذ إجراءات سريعة، وبتدخل مباشر من الرئيس شخصيا لإنقاذ المحصول فكبروا علينا أربعا واهتفوا وانشدوا بما تبقي من الانجازات الفاخرة والنصر المبين فوق ركام أحلامنا المتناثرة.
صدق أو لا تصدق 620 هكتار)امبورية القديمة( بانتظار حاصدتين متهالكتين بمعدل حصاد يومي من 5 إلي 6 هكتارات بهذا المعدل سيتجه الحصاد إلي مدة 4 أشهر في حين سيكتمل تساقط الأمطار التي بدأت فترتها فعلا بعد اقل من شهرين علي الأكثر.
واقع مزعج لا يدع مجالا للشك بحتمية الكارثة...... فمن يجيب......؟
اعلم يقينا وبحكم التجربة أن صرخاتنا لن تجد حلولا سريعة بل ستقابل كما جرت العادة بردود ملحمية في الانجازات، وقفزا علي واقع ومعاناة الحصاد، فلوزارتنا نفقات لا لتوفير الحاصدات وحل مشاكل الحصاد وإنما لزراعة الدعاية والإعلام تستعين في ذالك بطاقم من الصحافة غير مرحب به في عالمنا العملي، مجندين للقمع الإعلامي.... لا يرافعون إلا عن باطل... يديرون ظهورهم باستمرار للحق.
والمظلومين والضعفاء وعون المصلحين.... وطنهم جيوبهم.... مهنيتهم العون علي الإثم والعدوان والفساد ..ذالك حال سلطتنا الرابعة –الصحافة- التي يعول عليها في دعم التنمية و كشف ملفات الفساد وإنصاف المظلومين والضعفاء. نصيحتي لإخوتي المغلوبين علي أمرهم ...أن لا تنتظروا الأوهام عليكم أن تواجهوا التحدي بالإصرار والعزيمة ، ولا خيار أمامنا غير ذالك.
اعلم بالتجربة ما في الحصاد اليدوي من مشقة وصعوبة في عصر الآلة والسرعة ، اعلم أيضا مصاعب الحصول علي العمال ... وشح ذات اليد، اعرف كل ذالك وأكثر... لكنه قدرنا لا مفر منه..
لا تنتظروا صندوق الإيداع والتنمية الذي ولد عاجزا مرتبكا، تحركوا بسرعة أنقذوا ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. بعدها نجلس جلسة محاسبة فلا يمكن أبدا الاستمرار في عملية اقتصادية غير منتجة، بعد ثلاث حملات متتالية من الضياع والخسارة، وليست بالطبع أمامنا خيارات وردية لكنه الواقع المر يفرض نفسه في بلاد السيبة. حفظك الله يا وطني
محمد محمود ولد الناه