حراك لموريتانيا لاستغلال مكانتها في الساحل لاستعادة دورها في الاتحاد الافريقي

خميس, 2015-02-12 08:17

 

العرب: أعطت فرصة رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي، للسنة الماضية، حراكا جديدا للدبلوماسية الموريتانية في محيطها بعد سنوات من الانكماش والغياب عن ساحة التأثير الأفريقي، لكنّ تسليم هذا المنصب إلى زيمبابوي، في نهاية شهر يناير الماضي، عادت معه موريتانيا لتطرح أسئلة عدّة تتعلّق بمدى إمكانية أن تفقد ورقة التأثير في أفريقيا بعد تسليمها لرئاسة الاتحاد.
هذا التحول الذي سيؤثر لا محالة على السياسة الخارجية لموريتانيا، يُعتبر أكبر تحدّ أمام دبلوماسيتها في الفترة القادمة، خاصة أنها أضحت مطالبة بتأسيس استراتيجية دبلوماسية تضمن لها المزيد من التموقع في دوائر صنع القرار الأفريقي، والحفاظ على العلاقات التي تم اكتسابها في الفترة الأخيرة.

ويرى الكاتب الموريتاني المتخصص في القضايا الأفريقية، سيري وان، أنّ “المزاوجة في إدارة ملف رئاسة الإتحاد الأفريقي من جهة وملف مجموعة الساحل شكلت أكبر تحد لدى الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبدالعزيز في الفترة السابقة”، مشيرا إلى “أنّ الرئيس الموريتاني طغت عليه سابقا في أكثر من مناسبة صفة رئيس الاتحاد الأفريقي للتوسط في النزاعات والأحداث التي تشهدها بعض دول المجموعة كأزمتي شمال مالي وأزمة بوركينا فاسو، أكثر من صفته كرئيس لمجموعة دول الساحل”.

ولفت إلى أن “موريتانيا لا تمتلك موارد بشرية أو اقتصادية كبيرة تتيح لها أن تشكل قوة تأثير في صنع القرار الأفريقي، إلاّ أنّ حضورها المتنامي خلال السنوات الأخيرة في بعض الملفات الأمنية بمنطقة الساحل عزّز من أهميتها الجيوسياسية بالمنطقة كفاعل لا غنى عنه في تثبيت الاستقرار بالمنطقة ودعمه”.

ويتوقع، سيري وان، أن “تتفرغ موريتانيا بعد تسليم رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى قضايا الأمن والتنمية بالساحل”، مشيرا إلى “قيام النظام (الموريتاني) قبل أيام بعقد لقاءات مع مسؤولين إزواديّين للتباحث معهم في قضية الوساطة بمالي”.

وتحدثت وسائل إعلام موريتانية، قبل أيام، عن قيام الرئيس الموريتاني بتوجيه دعوة لرئيس الحركة الوطنية لتحرير أزواد، بلال آغ شريف، من أجل الخوض في تحديات ومشاكل إقليم أزواد، الذي يشهد منذ سنوات أحداثا أمنية ملتهبة بعد سيطرة الجماعات الانفصالية والجهادية على شمال مالي.

ويُشير وان إلى أن “تأسيس مجموعة الدول الخمس تعتبر أهم حدث إقليمي ميز الدبلوماسية الموريتانية في مطلع عام 2014، حيث استطاعت موريتانيا إقناع أربع دول لها وزنها في منطقة الساحل من أجل إنشاء إطار إقليمي يُعنى بمحاربة الإرهاب وقضايا التنمية بالفضاء الساحلي”.

مشيرا إلى أنّ “تركيز وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الأخير، على تعزيز الحوار السياسي مع مجموعة دول الخمس بالساحل سيحفز موريتانيا على تفعيل حراكها الإقليمي من أجل استدرار مكاسب مادية والحصول على مواقع إستراتيجية متقدمة بالمنطقة”، حسب قوله.

كما اعتبر أنّ بروز عملية “بارخان” العسكرية التي أعلنتها فرنسا مطلع أغسطس 2014، كشفت بشكل أكثر “دور الوكالة” الذي ستضطلع به هذه الدول في محاربة الإرهاب بالمنطقة، حيث أعلن وزير الدفاع الفرنسي، جان اييف لودريان، في وقت سابق، أنّ عمليات فرنسا العسكرية بالمنطقة ضد الجماعات الإرهابية ستتم بالتنسيق والتعاون الأمني والعسكري من دول مجموعة الساحل الخمس، مما سيُعزز دور موريتانيا بهذا الفضاء الإقليمي، وفق رأيه.