داعشي يروي قصة توجه لبلجكيا وعودته منها

جمعة, 2015-02-13 16:11

نشرت مجلة رسمية تابعة لـ”داعش” حواراً مع ما يفترض أنه شاب بلجيكي وصفته بـ(المجاهد) الذي توجه مع اثنين آخرين من “الشام” أي سوريا بحسب تسمية التنظيم إلى بلجيكا وخطط لتنفيذ عمليات ضد “الصليبيين” قبل أن يقتل شريكيه ويتمكن هو من العودة مجدداً إلى سوريا على الرغم من مطاردته من قبل وكالات استخبارات غربية.

وفي العدد السابع من مجلته الرسمية (دابق)، الناطقة بالإنجليزية والتي تداولها أنصار التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي الخميس، قال “أبو عمر البلجيكي” كما يكنيه “داعش”، واسمه الحقيقي “عبدالحميد عبود” بحسب المجلة نفسها، إنه “توجه من الشام للقتال ضد السلطات البلجيكية بصحبة شخصين آخرين هما أبو زبير وأبو خالد، وقتل الأخيرين على يد قوات الأمن البلجيكي فيما تمكن هو من العودة مجدداً إلى الشام”.

وفي مستهل الحوار، أوضح أبو عمر، الذي تصنفه وسائل الإعلام البلجيكية بأنه “العقل المدبر لنشاط إحدى الخلايا الإرهابية”، سبب عودته إلى بلجيكيا بقوله: “الحمد لله، الله اختارني وأبو زبير البلجيكي (خالد) وأبو خالد البلجيكي (سفيان) للسفر إلى أوروبا لإرهاب الصليبيين الذين يديرون حربا ضد المسلمين، فكما تعلمون بلجيكيا عضو في التحالف الصليبي الذي يشن هجمات ضد مسلمي العراق والشام”، في إشارة إلى التحالف الدولي ضد “داعش” الذي يشن منذ أشهر غارات ضد مواقع التنظيم في كل من سوريا والعراق.

ونفى أبو عمر الذي لم يذكر هو أو المجلة إلى جنسيته الأصلية، أن يكون معه “أخوة” آخرين ما يزالون في بلجيكا بخلاف الشخصين الذين قال إنهما “استشهدا” لاحقا في إشارة إلى أبي خالد وأبي زبير.

وحول ما إذا كان أبو عمر واجه صعوبات في السفر إلى بلجيكا، قال أبو عمر “قضينا شهورا نحاول أن نجد طريقاً إلى أوروبا، وبقوة الله نجحنا في النهاية في أن نجد طريقنا إلى بلجيكا، (لم يوضح تفاصيل أكثر)، ومن ثم أصبح لدينا القدرة حينها على الحصول على أسلحة وتأمين بيت آمن بينما نخطط للقيام بعمليات ضد الصليبيين. كل هذا كان بتسهيل من الله”.

وبشأن تفاصيل ما أسمته المجلة بـ”يوم المعركة مع السلطات البلجيكية”، قال أبو عمر: “كان أبو الزبير وأبو خالد -رحمه الله عليهما- معا في البيت الآمن وكانت أسلحتهم والمتفجرات معدة. وهاجم الكفار المكان بأكثر من 150 جندي من كل من وحدات القوات الخاصة البلجيكية والفرنسية. وبعد انطلاق المعركة التي استمرت عشر دقائق استشهد الأخوين كما كانت رغبتهما لوقت طويل”.

ولم يوضح أبو عمر، الذي أرفقت المجلة ثلاث صور له، منها صورة مع الشخصين الآخرين المفترضين، ما إذا كان الشخصان تمكنا من إصابة أي من الجنود البلجيكيين والفرنسيين أم لا، حتى أنه لم يوضح طبيعة المهمة التي كانا يستعدا لها.

وبحسب السؤال، الذي طرحته دابق، وهو “إذا لم تكن معهم أثناء الهجوم، لماذا أصبحت مثيراً للشكوك لديهم (السلطات البلجيكية)”، اتضح أن أبو عمر لم يكن بصحبة الشخصين الآخريين، حيث قال: “المخابرات تعرفني من قبل لأنني سبق وأن سجنت بواسطتهم، لم يبين السبب، وبعد الهجوم على البيت، اكتشفوا أنني كنت مع الأخوين وأننا كنا نقوم بالتخطيط للعمليات معا (لم يبين الدليل الذي تم الاستناد عليه في ذلك)، وعليه تعاونت وكالات الاستخبارات من جميع أنحاء العالم من أوروبا وأمريكا من أجل القبض علي”.

وتابع أبو عمر: “قبضوا على مسلمين في اليونان وإسبانيا وفرنسا وبلجيكيا من أجل القبض علي لكن -سبحان الله- كل الذين قبض عليهم لم يكونوا حتى على صلة بخططنا”.

وحول تعرف السلطات البلجيكية على هويته والأمر الذي دفع للشك به ومطارته حسب قوله، قال أبو عمر إن من وصفه بـ”الأخ” قام بأخذ مقطع فيديو لبعض المقاتلين في إحدى المعارك في سوريا وكان هو من ضمنهم لكن كاميرا ذلك الأخ فقدت وبيعت فيما بعد بواسطة من وصفه بـ(المرتد) لصحفي غربي، وفجأة شاهد صورته في مختلف وسائل الإعلام.

وعن وسيلة تمكنه من العودة إلى سوريا بعد اكتشاف أمره أوضح قائلاً “الحمد لله، الله أعمى الكفار”.

ولم يبيّن أبو عمر في الحوار خططه المستقبلية، وما إذا كان سيبقى في سوريا أو يعود مجدداً إلى بلجيكا أو يتوجه إلى منطقة أخرى.

وكانت السلطات البلجيكية، أعلنت يناير/ كانون الثاني الماضي أن قوات الأمن قتلت شخصين، واعتقلت مشتبهًا به آخر، في عملية أمنية داهمت خلالها بيتًا في مدينة “فيرفيرس″، شرقي البلاد، كانت تقطنه مجموعة يُقال إنها عائدة من سوريا “وكانت تستعد لتنفيذ هجمات إرهابية على مراكز الشرطة”، وما ذكره “أبو عمر البلجيكي” يتطابق مع هذه الرواية إلى حد كبير دون أن يتسنى التأكد من ذلك من مصدر مستقل أو من مصدر بلجيكي رسمي.

وتعمل السلطات الأوروبية والأمريكية وفي عدد من دول العالم على ملاحقة ما تصفهم بـ”الجهاديين” الأجانب العائدين من سوريا والعراق إلى بلدانهم والذين يعتقد أن الآلاف منهم توجهوا إلى البلدين للانضمام إلى “داعش” وغيره من التنظيمات المتشددة.

القدس العربي