منطقة نواذيبو الحرة: أموال تهدر لتلميع كيان منهار

أحد, 2015-02-15 11:00

خاص وكالة المستقبل: افتتح يوم الأربعاء الماضي بقصر المؤتمرات بنواكشوط اليوم الإعلامي حول فرص الاستثمار في المنطقة الحرة ، بحضورعدد كبير من أعضاء الحكومة والمستثمرين والإعلاميين.

وقد قدمت خلاله سلطة نواذيبو الحرة رؤيتها  حول آفاق الاستثمار بالمنطقة الحرة.والسبل الكفيلة لتحقيق الاهداف التنموية والسياحية المنشودة من وراء تحويل مدينة نواذيبو إلى منطقة حرة مفتوحة .

هذا اليوم الإعلامي المفتوح مجرد كرنفال احتفالي دأبت سلطة نواذيبو الحرة على تنظيمه منذ تحول نواذيبو إلى منطقة حرة .

فمنذ إنشاء هذه المنطقة والوعود بالتنمية والرفاه تترى على مسامعنا ، لكنها ما زالت مجرد جعجعة بلا طحين كما يقال .

فالسلطة اتخذت  جملة من المحفزات القانونية لنجاح المشروع وجعله قبلة للمستثمرين من أبرزها "استبعاد أي ضرائب بما في ذلك ضريبة الحد الأدنى الجزافي، والإعفاء الشامل إلى غاية السنة الجبائية السابعة منذ الحصول على التسجيل أو الاعتماد، والحد بنسبة سبعة في المائة من الضريبة على الأرباح الصناعية والتجارية من السنة المالية الثامنة إلى السنة الخامسة عشرة، والخصم من الرسم العام بنسبة خمسة وعشرين في المائة ابتداء من السنة السادسة عشرة ".

هذه المحفزات يبدو أنها غير كافية لجلب المستثمرين ، والسبب في نظر بعض المراقبين يعود إلى أن الفكرة ولدت في الأساس مشوهة ، ولم يوفر لها المناخ الملائم لنجاحها من بنى تحتية ،و مخططات عمرانية ، ضف إلى ذلك عجز المسؤولين عن سلطة المنطقة الحرة في سد هذه النواقص او على الأقل التخفيف منهما بشكل يعطي صورة حسنة للمستثمر .

كل هذه الإخفاقات انعكست  سلبا على الحياة اليومية للمواطنين حيث تولدت مجموعة من الاستفهامات لدى المراقبين ، عن الاستفادة التي تحققت لساكنة مدينة نواذيبو بعد إعلانها منطقة حرة؟ ام أنها فاقمت المشاكل على المواطنين من حيث ارتفاع اسعار المواد الغذائية  ؟

إن المواطن البسيط وجد نفسه فجأة ومن دون مبرر أمام ارتفاع صاروخي للأسعار سواء على مستوى المواد الغذائية ، أو على مستوى تأجير المنازل . ضف إلى ذلك ضعف الخدمات الإدارية في المدينة , حيث بات انقطاع الكهرباء والماء ظاهرتين اعتياديتين لدى المواطنين في نواذيبو ، الأمر الذي جعل بعضهم يتندر بالقول "إن كانت هذه هي حرية منطقة نواذيبو، فإن عبوديتها أحب إلينا " .

إننا وللأسف ما زال مسؤولينا مجرد افراد يبحثون عن المكاسب الشخصية ، أما مصلحة الوطن فلا تهمهم ، وإلا فكيف بمن صكوا مسامعنا بالوعود البراقة والآفاق الاستثمارية التي ستتحقق من وراء إنشاء منطقة حرة بواذيبو ، فإذا بنا امام مشاكل جمة تعقد حياة المواطن البسيط ، وتزيد من أعباء همومه اليومية .

إن النظام مطالب بوضع حد لهذا التلاعب بمقدرات الوطن بفتح تحقيق حول الأموال الطائلة التي أنفقت على هذا المشروع من أجل إنجاحه , والذي  لم نر إلى حد الساعة اية مؤشرات تنبئ بجعل منطقة نواذيبو الحرة قطبا تنمويا يجذب المستثمرين ، ويحقق  الرفاه لساكنة نواذيبو خاصة ، والنمو للوطن بشكل عام.

فإلى متى ستظل خيرات هذا الوطن مجرد مكاسب شخصية لبعض ابنائه يبذرونها خدمة لرغباتهم الشخصية من دون حسيب ولا رقيب ؟

 

موسى ولد إسلمو