القصة الكاملة لصحافيي "الجزيرة" في باريس

جمعة, 2015-02-27 17:10

 
 خرج الخبر بهذه البساطة: الشرطة الفرنسية في باريس تعتقل ثلاثة صحافيين من شبكة "الجزيرة" بسبب استخدامهم لطائرة من دون طيار فوق سماء باريس. لم تكشف المصادر الأمنية الفرنسية أكثر من ذلك، إلى جانب أعمار الموقوفين الثلاثة، 34 و52 و68 سنة: الأوّل كان يتحكّم بالطائرة، والثاني كان يصوّر والثالث كان بموقع المتفرّج. هكذا تقول الشرطة الفرنسية إنها ضبطتهم "متلبّسين"، وأوقفتهم للتحقيق معهم لتعود وتطلق سراحهم بعد أقل من 24 ساعة. ومعروف أن قيادة الطائرات من دون طيار في فرنسا ممنوعة من دون ترخيص وإذن مسبق، وتؤدي بصاحبها إلى التوقيف والسجن لمدة سنة ودفع غرامة مالية تصل إلى 75 ألف يورو.

لم تكشف الشرطة الفرنسية ولا حتى قناة "الجزيرة" عن هوية الصحافيين الثلاثة، ولا عن أسمائهم أو جنسياتهم أو المهمة التي يقومون بها. حتى أن الشبكة القطرية لم تذكر إن كان هؤلاء ـ وهم ثلاثتهم غير فرنسيين ـ من الموظفين لديها أو من المتعاونين معها. وجاء توقيف الصحافيين الثلاثة بعد رصد الشرطة الفرنسية طيلة ليلتين متتاليتين لتحليق طائرات من دون طيار، وهو ما أثار الهلع في العاصمة الفرنسية، علماً أن مصادر عدة أكدت أن لا رابط بين طائرة صحافيي "الجزيرة" والطائرتين اللتين رصدتا ليلاً.
وإلى جانب الطائرات في باريس، رصدت الشرطة الفرنسية أجساماً شبيهة تطير فوق مناطق فرنسية عدة، وتحديداً فوق مفاعلات نووية وفوق مخبأ لغواصات نووية في ميناء بريست، وحتى فوق القصر الرئاسي في الإيليزيه. ومما يؤرق السلطات الفرنسية (من شرطة ودرك ودفاع جوي) أنه، لحدّ الساعة، لم يكشف سرها ولا يعرف المسؤولون عنها شيئاً، رغم اتهامات سابقة للإيكولوجيين ومنظمة "غرينبيس" المدافعة عن البيئة.
وكان المدعي العام الفرنسي قد سبق وطالب بفتح تحقيق حول الطائرات التي تحلّق ليلاً في سماء العاصمة. وقد أكّدت أنييس لو كويفر، المتحدّثة باسم المدعي العام، أنّ أوّل طائرة من هذا النوع ضبطت ليلة الثلاثاء وقد حلّقت فوق إحدى محطات القطار، ثمّ دار الأوبرا في باريس، ثمّ حدائق تويلري، ثمّ برج إيفل ثم برج موبارناس. ويتخوّف الفرنسيون من أن تكون هذه الطائرات تهدف إلى رصد أماكن معيّنة بغية "التحضير لعملية إجرامية خطيرة في باريس"، وفق ما جاء في بيان صادر عن الشرطة الفرنسية.
وتعاني العاصمة باريس من حالة هلع أمني مستمر منذ الاعتداء على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي. وجاءت قصة هذه الطائرات من دون طيار لتزيد من هذا الهلع في فرنسا وبين الفرنسيين.
أما قناة "الجزيرة"، فلا تزال حتى الساعة متكتّمة تماماً عن الموضوع، واكتفى متحدّث باسمها بالقول: "ثلاثة صحافيين يعملون مع قناة "الجزيرة" إنكليزية أوقفوا من قبل الشرطة الفرنسية بينما كانوا يقومون بالتصوير في باريس. قصة صحافية عن الطائرات من دون طيار التي تحوم فوق سماء باريس. سنعلّق بشكل أكبر على الموضوع عندما نملك المزيد من المعلومات".

 

العربي الجديد