ما الذي أنجزته بنت حمادي للمجموعة الحضرية منذ وصولها ؟

خميس, 2015-03-05 10:58

منذ إنشاء مجموعة نواكشوط الحضرية  سنة 2001 وهي تعاني مجموعة من الاختلالات ، جعلتها مشلولة عن القيام بمهامها الخدمية  المنوطة بها . وترجع هذه الاختلالات إلى عدة عوامل ، منها ما هو متعلق  بالإطار القانوني المنظم لعملها ، وما ولده  من تداخل للاختصاص بين المجموعة كإطار عام والبلديات المتشكلة منها.

 ضعف الموارد المالية هوالآخر عاملا من العوامل المؤثرة على استجابة المجموعة لتطلعات المواطنين ، خاصة ان الأعباء الملقاة على عاتقها كثيرة والموارد شحيحة . ثم إن نقص الخبرة لدى الكادر البشري الذي يتميز أغلبه بعدم الاختصاص في مجال عمل الجماعات الترابية  جعل القائمين على تدبير شأن المجموعة يعجزون عن الوقوف على مكامن الخلل الذي يعيق عمل المجموعة.

كل هذه العوامل وغيرها جعلت المجموعة الحضرية في السنوات الماضية  تعيش مجموعة من المشاكل ، ظلت تتفاقم دون أن تجد من يشخصها ويبحث لها عن حلول مناسبة، وهو ما راكم المشاكل في أدراج المسؤولين السابقين ، لتجد الرئيسة الجديدة السيدة اماتي بنت حمادي نفسها امام مؤسسة على شرف الانهيار ، وهو ما حتم عليها البحث عن حلول سريعة ولو جزئية لتتدارك بها ما بقي من هذه المؤسسة المهمة .

فمجموعة نواكشوط الحضرية مكلفة بمهام جوهرية يمس أغلبها الحياة اليومية للمواطنين ، من نظافة ، ونقل حضري ، ومراقبة للأسعار وغيرها من المهام المسندة للمجموعة .

فما الذي أنجزته  بنت حمادي للمجموعة الحضرية منذ وصولها ؟

 

 

تحديات ومكاسب

إن من يريد الإجابة على هذا السؤال لابد وأن ينطلق من بعدين اساسيين أولها البعد المتعلق بالمشاكل المتراكمة والموروثة عن الرؤساء السابقين للمجموعة الحضرية. والبعد الثاني هو الفترة الزمنية التي مرت على تولي السيدة اماتي رئاسة مجموعة نواكشوط الحضرية .

إن بنت حمادي وهي أول امرأة تتولى رئاسة مجموعة نواكشوط الحضرية لم تألوا جهدا منذ تنصيبها في البحث عن إيجاد حلول مناسبة لمجمل المشاكل الرئيسية التي تعاني منها مدينة نواكشوط وعلى رأسها النظافة .

لعل ابرز إنجاز إلى حد الساعة للرئيسة هو قدرتها على الحد من الأوساخ التي كانت متراكمة في العاصمة ، وخاصة بلديات الأطراف التي كانت مهمشة من طرف شركة "بيزرنو" حيث كان اهتمام الأخيرة ينصب على مركز المدينة وبعض الأحياء الراقية المحيطة به .

إن أي متجول هذه الأيام بمختلف أحياء العاصمة نواكشوط يدرك من دون أي عناء مدى النجاح الكبير الذي حققته المجموعة الحضرية في مجال النظافة . فالفرق التابعة للمجموعة تجوب كل شوارع نواكشوط وبشكل يومي لجمع الأوساخ ، ونقلها إلى مكبات للنفاية المخصصة لها .

أمر آخر يحسب للسيدة الرئيسة وهو نجاحها في إقناع المواطن الموريتاني بأن يكون شريكا فعليا للمساهمة في نظافة المدينة ، فجاءت دعوة التطوع للنظافة وما صاحبها من حملات إعلامية لتحد شيئا ما من تلك المسلكيات البدائية المسيطرة على فكر جل ساكني العاصمة نواكشوط . والتي بلا شك تعتبر من ابرز التحديات التي تقف عائقا أمام المجموعة لتأدية دورها في التحسين من الواجهة العامة للمدينة .

 

ورغم الفترة الوجيزة كما أسلفنا هاهي  الرئيسة تخطو بخطوات واثقة حول تكريس المؤسسية في المجموعة الحضرية، وضخ دماء شبابية ذات كفاءة في كل مفاصل الإدارة وبتخصصات متنوعة . وهو أمر لا شك أنه سيعطي دفعة قوية للمجموعة الحضرية ، وسيضعها على سكة قطار الإنجازات الواعدة والتي ستحقق النمو والرفاه لساكنة عاصمتنا الفتية .

 

محمد ولد سيدى