تستعد مدينة اعوينات ازبل لاستقبال رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في الحادي و العشرين من الشهر الجاري تكفي جولة سريعة للاطلاع علي أحوال ساكنة المدينة في مجال البني التحتية الأساسية، لإظهار مدى المعاناة التي يعانيها السكان هناك،. فرغم أن المدينة تعتبر بوابة ولاية الحوض الشرقي، ويسكنها أكثر من 8000 نسمة، فإن نصيبها لايزال ضئيلا في ما يتعلق بالخدمات الأساسية التي تلتزم الدولة بتوفيرها لمواطنيها ، من صحة وتعليم وماء وكهرباء ، فهل ستكون هذه الزيارة بداية لانتشالها من براثن النسيان ؟

شاب يتلقى العلاج على حصير في ساحة المستوصف

 

فلا تخفى حاجة السكان في ظل إقبال فصل الصيف،،إلى تزويد المدينة بالكهرباء إذ يعتبرون تزويد مدن اقل منها كثافة سكانية تماطلا و اهانة في حق مدينتهم العريقة. هذا إضافة إلى غياب البنى الصحية اللازمة، إذ لا توجد إلا نقطة صحية واحدة تظل عاجزة عن توفير أبسط الخدمات الصحية، فهي مجرد نقطة عبور يتم عن طريقها إرسال المرضى  إلى لعيون أو النعمة، في ظل الارتفاع المذهل ا لتكاليف النقل والسكن، لا يفرق الزئر لهذه النقطة بينها وأكثر البيوت تواضعا في المدينة، ، حصائر لحجز المرضى، وأدوية متناثرة في العراء، وربما يزداد حدة المرض عند استقباله من المشرف على هذه النقطة، حسب بعض السكان هناك. .

ادوات بناء في إحدى غرف مستوصف أعوينات أزبل تدل على تجميل واجهته قبيل مقدم الرئيس

 

و يعتبر توفير الماء الصالح للشرب مطلبا أساسيا لسكان المدينة التي لا توجد بها شبكة مياه حقيقية ما جعل السكان يعانون العطش لاسيما في فصل الصيف حيث لا يوجد في المدينة سوى خزان واحد يتم ضخ المياه من خلاله لنصف المدينة اليوم بينما يتم ضخها للنصف الآخر في اليوم الموالي .

مدير مدرسة أعوينات أزبل محفوظ ولد سيدي ولد حمود وسط طاقم مدرسته

 

و في مجال التعليم تعاني المدينة من نقص حقيقي حيث لا توجد بها سوي مدرسة واحدة للمرحلة الإبتدائية تحوي 14 فصلا و عشرين معلما و تبلغ نسبة تمدرس البنات فيها 70% و رغم أن السكان يثنون علي الطاقم التعليمي في المدرسة خاصة مديرها السيد محفوظ ولد سيدي ولد حمود إلا انهم يطالبون بفتح ثانوية في المدينة مما سيكون له اثر ايجابي في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي إذ أن معظم أبناء المدينة لا يستطيعون إكمال دراستهم الثانوية خارج المدينة نظرا لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية, و قد سبق أن تم فتح ثانوية بالمدينة وتم إغلاقها عام 2008 من طرف وزيرة التعليم آنذاك. كما يطالب السكان بتعزبز الأمن للحد من النزاعات بين السكان و محاربة الجريمة التي بدأت تتسلل الي المدينة  

تلاميذ المدرسة أثناء الاستراحة الصباحية

 

استعدادات رغم الهم

شهدت مدينة اعوينات ازبل في الأيام الأخيرة حركة دؤوبة لأطر ومنتخبي المدينة استعدادا لاستقبال ولد عبد العزيز، ويكاد يجمع المواطنون ممن التقتناهم - الذين اكتست وجوههم بتضاريس تحاكي تضاريس مدينتهم القاسية- علي أملهم في أن تثمر زيارة رئيس الجمهورية عن تلبية طموحاتهم  المشروعة في مختلف المجالات.

قسم من الفتيات يدل على إرتفاع نسبة إقبال البنات على الدراسة

 

يقول السيد شغال ولد لغظف المدينة التي يتجاوز سكانها 8000 ساكن تعاني من العديد من المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية و نقص البني التحتية إلا أنه منذ وصول أنباء الزيارة بدأت حملة تنظيف للأوساخ و القاذورات المتراكمة في زوايا المدينة كما تم فتح تسعة فصول جديدة أمام التلاميذ الذين كانو يدرسون في فصول خربة و تم جلب أجهزة جديدة للنقطة الصحية و التي لم تكن تحوي أي أجهزة

شغال ولد لغظف يتحدث لموفد "موريتانيا اليوم" عن مشاكل سكان أعوينات أزبل

 

و تقول السيدة السالمه بنت عبد الله: نعلق الكثير من الأمل علي زيارة رئيس الجمهورية فسكان المدينة يعانون من التهميش و الحرمان و الأمراض نتيجة سوء التغذية و نقص الخدمات الصحية و ارتفاع الأسعار خاصة المواد الأساسية مثل اللحوم رغم أن النشاط الاقتصادي الأساسي في المدينة هو التنمية الحيوانية . 

 موريتانيا  اليوم