الخطر القادم من أمريكا لموريتانيا: (تفاصيل مثيرة)

سبت, 2015-03-21 11:21

 حذرت السفارة الموريتانية في واشنطن المهاجرين الموريتانيين المقيمين في المدن الأمريكية من «إرسال المعدات والأفرشة المستعملة والموبوءة بحشرة بق الفراش في الحاويات من الولايات المتحدة إلى موريتانيا».
وللتعريف فبق الفراش cimex lectularius هي حشرات صغيرة بنية اللون مسطحة تتغذى على الدماء وهي النوع الأكثر تأقلماً على العيش مع البشر منذ عصور بعيدة.
ويفضل بعض أنواع هذا البق التغذي على عائل بري خصوصاً الخفافيش والطيور.
وكانت السلطات الصحية الموريتانية قد لاحظت، حسب بيان السفارة، معاناة سكان مدينتي نواكشوط ونواذيبو من البق الأمريكي الذي تسرب مختفيا في الأفرشة المنزلية المستعملة التي اعتاد المهاجرون الموريتانيون في المدن الأمريكية على شرائها بأثمان زهيدة وإرسالها في حاويات عبر السفن البحرية إلى موريتانيا لبيعها بقيم غالية.
وأكد بيان السفارة الموريتانية «أن المعدات المستعملة وبخاصة الأفرشة فيها حشرات صغيرة تخلف كل منها ألف بيضة تدعى بق الفراش تشكل خطرا على الصحة العمومية في موريتانيا»، مضيفا «أنه تمت ملاحظة وجود هذه الحشرة في نواكشوط ونواذيبو». 
وأوضحت السفارة «أن هذه الحشرة تسبب بعض الأمراض ويكلف القضاء عليها بالنسبة لكل منزل أكثر من 5000 دولار ولا تتوفر معالجتها لا في موريتانيا ولا في قارة أفريقيا عموما».
ولم تستبعد مصادر صحية موريتانية «أن يكون البق الأمريكي هو السبب في الحمى المعروفة بحمى «تيارت» والتي انتشرت السنة الماضية في الأحياء الشمالية للعاصمة الموريتانية نواكشوط». وقد أشكلت أسباب هذه الحمى التي ما تزال منتشرة وإن بشكل أقل، على السلطات الصحية.
وبعد تداول هذه المعلومات أوقفت السلطات الموريتانية توريد الملابس والأفرشة المستعملة التي تسمى محليا «فك جاي» ومعناها «أنفضها وبعها».
وأكد أحمد مصطفى وهو فني مختص في الأمراض الجلدية «أن أمراض الحكة الجلدية والأكزيما والصدفية وداء الثعلب كلها أمراض منتشرة بين المترددين على قسم الأمراض الجلدية وسببها البق الوافد من الخارج».
وقال «إن هذا البق سريع التكاثر وشديد الالتصاق بالبشرة ومن الصعب القضاء عليه». 
هذا وسيضع حظر استيراد هذه المستعملات آلاف الأسر الموريتانية الفقيرة في حرج لاعتمادها على الملابس المستعملة المستوردة من الخارج والتي تباع بأثمان بسيطة للغاية.
ولم تعد الملابس المستعملة حكرا على الفقراء فقد اكتشف ميسورون أن بين أكوام هذه الملابس المستوردة بالأطنان في حاويات ضخمة، توجد أقمصة وبذلات وربطات عنق من ماركات عالمية.
وأصبح ميسورون كثيرون يشترون البذلة التي تبلغ قيمتها 100 دولار أمريكي بدولارين فقط ثم يقومون بغسلها وكيها وارتدائها بزهو وخيلاء.
هكذا تطاير ضرر البق الأمريكي ليعبر بحر الظلمات منتشرا بين سكان الصحراء الذين تعاملوا مع القراد والقمل ومع ممالك النمل ليجدوا أنفسهم أمام عدو أخطر بكثير وأقدر على الاختفاء حيث لا تراه العين المجردة.