السمنة عند المرأة الصحراوية.. هرب من العنوسة ومكسب للجمال

خميس, 2015-04-09 16:52

غريبة هي الحياة بمنطقها المعاكس، لكل نظرته الخاصة في التعامل مع الأشياء، وهذا ما هو عليه الحال بالصحراء التي لها أسلوبها الخاص في التعايش مع الأشياء ولها نظرتها المميزة والغريبة لمعايير الجمال نجملها في فكرة متعارف عليها يقرها الكبير والصغير مند القدم.

الجمال عند المرأة الصحراوية يساوي السمنة إذ لا جمال بدون بدانة، حتى أن الرجال رفعوا شعار عدم الارتباط بالفتاة الرشيقة، ذلك أن الصحراوي بطبعه يفضل ذات القوام الجميل و الذوق هذا لا ينطبق إلا على المرأة المكتنزة التي تبدو عليها مكامن الجمال بجسدها والأغرب من ذلك الارتباط والتشبث الدائم بالعادات والتقاليد رغم التطورات الفكرية والثقافية التي اكتنفت الحياة الصحراوية.

ويذهب الباحثون في التراث الشعبي الصحراوي أن فكرة التخلي عن الذوق المتداول -السمنة -مسالة مستبعدة وستبقى واردة ما لم تتغير الظرفية الزمنية ، لدى يعتبر الجسد الممتلئ احد اهم مواصفات فارسة الأحلام بالإضافة إلى الوجه الممتلئ المستدير والملامح الحادة والأسنان البيضاء المتراصة والبشرة السمراء. وأكدوا أن المرأة في المجتمع تتمتع بمكانة عالية لا تحظى بها نظيراتها المنحدرات من أصول أخرى.

وأضافوا أن الرجل الصحراوي يرى أن المرأة النحيفة تعكس المستوى المادي فالضعف البدني يساوي الفقر في أسرتها لذلك يستحيل عليه الزواج بها مهما توفرت عليه من محاسن الجمال ولهذا تعيش فتيات الصحراء منذ فترة المراهقة على هاجس وحيد، وهو الحصول على أكبر قدر من الكيلوغرامات، بغرض الحصول على زوج مقتدر ماديا.

وهذا المعتقد له جذور ضاربة في التاريخ حيث ينظر للعائلة التي تضم نساء سمينات على أنها عائلة غنية وقادرة على تأهيل بناتها للزواج وتحقيق رغبات الرجل في الاقتران بزوجة سمينة. لذلك فالصحراوية السمينة تكون أكثر حظا في الحصول على زوج من مثيلتها الرشيقة، فلا مكانة للرشاقة والنحافة في المجتمع الصحراوي، وهي كابوس يقضي على أحلام الصغيرات في أن يحملن لقب متزوجة.

وفي إطار هذا الموروث الصحراوي أصبحت السمنة قناعة داخلية لدى العديد من النساء في المجتمع الصحراوي، حيث تفضل الكثيرات أن يكُنَّ بدينات بمحض اختيارهن ورغبتهن ويخترن أسلوبا خاصا ونظاما غذائيا صارما يسمى بـ"البلوح أو التبلاح" بالإضافة إلى عصارة بعض الأعشاب التي تفتح الشهية، مع الحرص على الراحة وعدم بذل أي مجهود يؤثر على وزنهن.

ولا يسمح للفتاة الصحراوية بالشعور بالجوع بل يفرض عليها شرب حليب الإبل بشكل متواصل إضافة إلى شرب الحساء والتمر والحلويات، كما يقدم لها بين الفينة والأخرى شراب أعشاب يساعد على تنظيف الأمعاء، وتوسيع الجهاز الهضمي ليستطيع احتواء المزيد من الأطعمة. كما ، تقضي أغلب ساعات يومها ما بين النوم أو تطبيق وصفات العناية بالبشرة والشعر وذلك بغية الظفر بفرصة زواج في خضم واقع اجتماعي يتسم بارتفاع نسبة العنوسة.

يمكن القول إن الظرفية الزمنية لها وقعها الخاص في التخلي عن تلك الترسبات التي نرثها من أجيال مضت والدليل على ذلك نداء العنصر الصحراوي إلى ضرورة الإقلاع عن هذه العادات، لما لها من مضاعفات على صحة المرأة الصحراوية، ومستواها التعليمي وحياتها المستقبلية، ويبررن موقفهن هذا بأن المرأة الصحراوية تمنع من التمتع بسنوات شبابها وتحولها من مراهقة إلى امرأة في سن الأربعين كما تعيق اندماجها في الحياة النشيطة والمساعدة في بناء المجتمع الذي تنتمي إليه.

خديجتنا الصابر ماء العينين

هسبريس