باحث في الإمارات يرصد أطوار «التدوين التاريخي في موريتانيا»

اثنين, 2014-07-07 01:19

عن قسم الدراسات والنشر في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، صدر أخيراً كتاب جديد للزميل منّي بونعامة، بعنوان «التدوين التاريخي في موريتانيا.. من إشكالية الوعي التاريخي إلى أزمة الخطاب»، الذي يعد حصيلة أربع سنوات من البحث والتمحيص والتقصي.

ويناقش الكتاب عبر فصول أربعة مسار التدوين التاريخي في موريتانيا وأطواره التي مر بها؛ انطلاقاً من بواكير الوعي التاريخي، الذي أسهم في عكوف مؤرخي القرن الـ18 على كتابة التاريخ، وإن على استحياء، ثم ما شهده ذلك التدوين من تطور خلال القرن الـ19، ما أسهم في تدبيج مدوّنة تاريخية لامست الكثير من الفنون والموضوعات التاريخية، وبرزت نصوص مهمة في التراجم، والأنساب، والمناقب والكرامات، ووفيات الأعيان، وحوادث السنين.

ورأى الباحث أن بواكير التدوين التاريخي في موريتانيا ارتبطت بمسألة الهوية والتعريف بالذات، سواء رداً على قلق داخلي، أو صداً لتوهّم وتشوّه خارجي، فكان خطاب الأنساب لذلك موجّهاً للمنافحة عن تلك الهوية المنطمسة والقابعة في محيط (تكروري) زنجي، وانتمائها العربي، والارتفاع بأنسابها إلى مشجرات أنسابية شريفية وأنصارية، وشكّل هذا القلق الجذوة التي أذكت بواكير الوعي التاريخي لدى نخب البلاد العالمة، وعبّرت عن منعرج حاسم في تطوّر وعيهم بالتاريخ وخطابه الذي اتخذوه مطيةً للتعبير عن هويتهم، والتأكيد كذلك على هوية محلية «أصلية» في مقابل هوية وافدة متغلّبة.

وأشار الباحث إلى أن التطورات السياسية التي عرفتها موريتانيا مع مطالع القرن الـ20، التي أسفرت عن خضوعها التام تحت نير الاستعمار الفرنسي، أسهمت في توقف كتب التواريخ التي كانت تدوّن في العديد من المدن العتيقة مثل (ولاتة، تيشيت، تجكجة)، كما أدت في ما بعد إلى أزمة لامست صميم الخطاب التاريخي، وتجلت ملامحها في عزوف، بل عجز مؤرخو القرن الـ20 عن التعبير عن قضايا وطنهم وتدوين أحداثه ووقائعه بما يتناسق مع حجم التطورات التي عرفها خلال هذه المرحلة، بل ومجانبتهم لذلك وابتعادهم عن الخوض فيه.

الامارات اليوم