إيكونوميست: إفريقيا أرض الانقلابات

أربعاء, 2015-05-13 23:46

"الانقلابات لا تزال شائعة في إفريقيا، رغم توجه القارة نحو المزيد من الديمقراطية، وربما يرجع السبب إلى القبول الشعبي لهذا الاتجاه الانقلابي.. وكان اليوم الأربعاء الموافق 13 مايو هو دور بوروندي، حيث أعلن اللواء جودفرويد نيومباري الإطاحة بالحكومة على صوت الأعيرة النارية في شوارع العاصمة بوجمبورا".

 

هكذا استهلت مجلة "إيكونوميست" البريطانية تقريرها عن محاولة الجيش في بوروندي انتزاع السلطة من الرئيس المثير للجدل بيير نكورونزيزا، الذي جاء تحت عنوان "بوروندي.. عقلية الانقلاب".

 

وفيما يلي نص تقرير الصحيفة:

 

من المحزن أن الانقلابات لا تزال شائعة في إفريقيا، رغم توجه القارة نحو المزيد من الديمقراطية، وربما يرجع السبب إلى القبول الشعبي لهذا الاتجاه الانقلابي، فقد طارد جنرالات الجيش في بوركينا فاسو العام الماضي الرئيس بليز كومباوري الذي حاول التشبث بالسلطة في تحدٍ لعدد الولايات المحددة للرئاسة، وكان اليوم الأربعاء الموافق 13 مايو هو دور بوروندي، حيث أعلن اللواء في الجيش جودفرويد نيومباري الإطاحة بالحكومة على صوت الأعيرة النارية في شوارع العاصمة بوجمبورا.

 

جاء الانقلاب في بوروندي عقب أسابيع من الاحتجاجات الشعبية ضد سعي الرئيس بيير نكورونزيزا لتولي فترة ولاية ثالثة بما يعد انتهاكا للدستور، فكان الرئيس خارج البلاد أثناء تنفيذ الانقلاب، واستشار نظرائه في شرق إفريقيا بشأن كيفية حل الأزمة، لاسيما أن الحكومات الغربية هددت بقطع المساعدات عن بلاده إذا تمدد حكم الرئيس الحالي.

 

وقال اللواء جودفرويد نيومباري، وهو محاط بعدد من كبار الضباط في الجيش والشرطة: "نظرا لغطرسة الرئيس بيير نكورونزيزا وتحديه المجتمع الدولي الذي نصحه باحترام الدستور واتفاق أروشا للسلام، قررت لجنة تأسيس الوفاق الوطني إقصاءه وإقصاء حكومته أيضا"، فيما هلل مجموعة من المتظاهرين في الشوارع، الذين وصل عددهم إلى 50 ألف خلال الأيام القليلة الماضية، ابتهاجا بهذا القرار.

 

لكن ليس معروفا مدى الدعم الذي يتمتع به هذا الجنرال العسكري - الذي أقاله بيير نكورونزيزا من رئاسة الاستخبارات البوروندية في فبراير الماضي - داخل القوات المسلحة وفي الدولة ككل، حيث ترددت الأنباء بأن القوات الموالية للرئيس كافحت للدفاع عن المباني الاستراتيجية في العاصمة بوجمبورا، وربما يفشل الانقلاب الذي وصفه المستشار الإعلامي للرئيس بأنه "مجرد مزحة"، رغم تبيُّن أن الأمر أكبر من ذلك.

 

على أقل تقدير، أحبطت محاولة الانقلاب خطة الرئيس بيير نكورونزيزا لخوض الانتخابات المقرر انعقادها في غضون أسبوعين، ومن المرجح أن يتولى رجال الجيش السلطة لفترة من الزمان، حيث أعلن الجنرال جودفرويد نيومباري اعتزامه تأسيس حكومة انتقالية في غضون ساعات من شائعات الانقلاب الأولى، لكن مثلما حدث مع الجنرالات في بوركينا فاسو، قد يجد الجنرال البوروندي في السلطة متعة، ويتردد في التخلي عنها تماما مثلما يفعل الرئيس المنتخب.