هوامش على مؤتمر الرئيس الأخير

خميس, 2015-05-21 11:03

كان لقاء الرئيس الأخير بالصحافة علامة مسجلة وخطوة بكرا من تاريخ الدولة الموريتانية، حيث أظهر في شكله وطريقته وتوقيته لمسات إعلامية مميزة يجب أن نثمنها وأن نشد على يد القائمين عليها وتشجيعهم من أجل سياسة إعلامية فعالة تشكل قطيعة تامة مع الأساليب القديمة التي يكتفى فيها الرئيس بإلقاء خطابات جامدة لم تعد تناسب ثورة الإعلام التفاعلي، التي تتطلب رؤية منفتحة تمكن أصحاب القرار من الظهور بطريقة حيه ومشوقة تجعل المشاهد والمستمع يتفاعل مع الحدث نتيجة توخي الجديد في كل لحظة.

فقد نجح رئيس الجمهورية أن يكشف عن ملامح مشروعه التنموي المتكامل ، واستطاع نفض الغبار عن أهم المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الوجيزة من حكمه، وكان في المؤتمر الصحفي الأخير صريحا في الرد على المتقولين وإشاعات المرجفين ، حيث فند بالحجة والبرهان مزاعم الغوغاء وكشف عن مدى صدقية خطابه وملامسته لواقع المواطن ، وقد اثبت الرئيس خلال المؤتمر تمسكه بما ينفع الناس ، كان ذلك جليا في الشواهد التي كانت تتحدث عن نفسها قبل النطق بها ، إذ تبدت علامات الاهتمام بالمواطن في كل كلمة تفوه بها رئيس الفقراء , حيث استهل اللقاء بتشكراته للرعية من مختلف مناطق الوطن ، وخص المناطق المزورة بأسمى تحاياه على مشاركتهم في عملية البناء واطلاعه على النواقص والمشاكل التي استقبلها برباطة جأش وسعة صدر متعهدا بالعمل على تسويتها وفي أقرب وقت ممكن .

موضحا أن التعليم الذي يتصدر قائمة أولوياته هو الجسر لبلوغ الأهداف التنموية الكبرى داعيا في الوقت نفسه كل الشركاء السياسيين إلى الدخول في الحوار والمشاركة في عملية البناء وتعزيز الوئام الاجتماعي واللحمة الوطنية .

 لقد كانت جسارة السيد الرئيس عظيمة ورؤيته ثاقبة يوم انتصر على الإرهاب ، والإرهاب العابر وجنب البلد ويلات التمزق التي طال مدها دول الجوار وعصفت رياحها بكيانات دول كانت في الأمس القريب مضرب المثل في التماسك والصبر على مواجهة الصعاب.

إن تلك السياسات هي عصارة عمل فريق رداؤه الإرادة وإيزاره الحزم ، إذ كان كان هناك تناغم مابين الحكومة برئاسة المهندس يحي ولد حدمين وذراعها السياسي الذي كان يؤدي مهامه بأكمل وجه، سلاحه في ذلك خبرة وكارزمية رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المحامي اللامع سيد محمد ولد محم الذي انتقل الحزب معه من موقع المتفرج إلى الدور الريادي الذي جعل منه عصا تتوكأ عليها الحكومة في العديد من نشاطاتها  وقد مد الحزب جسور التواصل بين القيادة الوطنية والمواطنين في كل نقطة مزورة من مناطق الوطن ، ينضاف إلى ذلك دخوله الخط التطوعي ولعبه الدور المنوط به ، حينما افتتح اقساما للتقوية لصالح الباكلوريا بالتعاون مع الوزارة الأولى، وما ذلك كله إلا أن الحزب راح ينتهج سياسات عصرية غير تقليدية تلامس الجوانب التي تسير فيها حياة المواطنين، إنه لجدير بنا ان نزهو بما حققت بلادنا التي تعيش نيسان تاريخها في ظل قيادتنا الرشيدة .وأن نحافظ على المكتسبات وأن نعمل على تقوية أواصر اللحمة الوطنية في مأمورية سماها قائد ربان سفينة البناء مأمورية الوحدة الوطنية.