لبغدادي.. من لاعب كرة قدم في المسجد إلى "خليفة"

ثلاثاء, 2014-07-08 12:54

لتحق أبو بكر البغدادي بجماعة التوحيد والجهاد التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة وكان يقودها الأردني أبو مصعب الزرقاوي وكانت تقاتل في محافظة الأنبار. وقد اعتقلته قوات الاحتلال أواخر العام 2005 وسجن لمدة أربعة أعوام في سجن بوكا في البصرة.
 
هو إبراهيم عواد البدري المعروف بأبو بكر البغدادي، جهادي عراقي نصبه تنظيمه "الدولة الإسلامية" المنبثق عن تنظيم القاعدة خليفة على المسلمين في كل أنحاء العالم ودعاهم لبيعته وطاعته.
 
المولد والدراسة
 
تفيد المعلومات القليلة المتداولة عن ولادة إبراهيم عواد إبراهيم بأنه ولد عام 1971 في مدينة سامراء العراقية لعائلة متدينة، وهو ينتمي إلى عشيرة البدري.
 
وينقل تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية أن البغدادي انتقل إلى حي الطبجي في بغداد وهو في سن الـ18 حيث حصل على شهادته الجامعية الأولى والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية ثم حصل على الدكتوراه في القانون الإسلامي من الجامعة ذاتها في العام 2000.
 
وبقي البغدادي في الحي نفسه حتى العام 2004، وكان يسكن في غرفة ملاصقة لمسجد الحي الذي عمل فيه إماما لنحو 14 عاما، لكنه غادر المنطقة إثر خلاف مع باني المسجد وأهل الحي.
 
ونقلت الصحيفة عن أبي أحمد أحد المصلين في المسجد في تلك الفترة أن البغدادي كان أفضل لاعب كرة قدم ضمن فريق المسجد، وكانت هي الرياضة الوحيدة التي يمارسها.
 
وتنقل صحيفة عربية تصدر بلندن عن أستاذ درس البغدادي على يديه أن الشاب لم يكن سلفياً، وتخصص في التجويد، ولا علاقة له بغير التلاوة، في حين تشير مواقع جهادية إلى حصوله على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
 
التوجه الفكري
 
التحق البغدادي بجماعة التوحيد والجهاد التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة وكان يقودها الأردني أبو مصعب الزرقاوي وكانت تقاتل في محافظة الأنبار. وقد اعتقلته قوات الاحتلال أواخر عام 2005 وسجن لمدة أربعة أعوام في سجن بوكا في البصرة حيث تعرف إلى أعضاء معتقلين من تنظيم القاعدة وانضم إليهم.
 
وتقول معلومات وزارة الداخلية العراقية بهذا الصدد إن الدكتور إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي "كان يعرف بأبي براء وتشرب الفكر التكفيري من قادة التنظيم الذين كانوا معتقلين معه وقتذاك".
 
وقاتل البغدادي القوات الأميركية في العراق تحت إمرة الزرقاوي حتى مقتل الأخير في غارة أميركية عام 2006 ومن بعده خليفته أبو عمر البغدادي الذي قتل هو الآخر في العام 2010، وهو العام الذي تزعم فيه أبو بكر البغدادي تنظيم دولة العراق الإسلامية.
 
دوره في سوريا
 
انتهز البغدادي فرصة اندلاع الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، فأرسل مساعده أبا محمد الجولاني إلى سوريا لكي يوجد لتنظيم القاعدة موطئ قدم هناك، وشكل جبهة النصرة التي أعلنت عن نفسها بسلسلة تفجيرات وباتت رقما صعبا ضمن المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الأسد.

وفي التاسع من أبريل/نيسان 2011، ظهر تسجيل صوتي منسوب للبغدادي أكد فيه أن جبهة النصرة في سوريا هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن توحيد اسميْ "جبهة النصرة" و"دولة العراق الإسلامية" تحت اسم واحد وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
 
ومع تزايد نفوذ الجولاني بسوريا، ورفضه فتوى بدمج قواته تحت قيادة زعيم تنظيم الدولة بالعراق، شنّ البغدادي حربا على جبهة النصرة مما أدى إلى انفصاله عن تنظيم القاعدة.
 
وتجاهل البغدادي نداءات زعيم القاعدة أيمن الظواهري لترك سوريا لجبهة النصرة، ووسّع عملياته في شمال وشرق سوريا عامي 2012 و2013، واشتبكت عناصره مع قوات النظام السوري، غير أنها كرست جل مجهودها لمحاربة كتائب المعارضة المسلحة الأخرى.
 
ونقلت رويترز عن مقاتل غير سوري ضمن صفوف تنظيم الدولة قوله إن البغدادي كان الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري بعد مقتل أسامة بن لادن الذي كلفه بتأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام.
 
"خليفة المسلمين"
 
وفي 29 يونيو/حزيران 2014 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قيام ما وصفها بالخلافة الإسلامية وتنصيب أبو بكر البغدادي "إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان"، ودعا ما سماها الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعته.
 
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي إن مسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" يُلغى ليقتصر على الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن هذا الإعلان جاء بعد اتخاذ قرار بهذا الشأن ممن وصفهم بأهل الحل والعقد من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى.
 
ويوم الجمعة 4 يوليو/تموز 2014 ظهر البغدادي لأول مرة بشكل علني خطيبا للجمعة على منبر المسجد الكبير بالموصل خلال شريط مصور بثه تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الحكومة العراقية شككت في صحة التسجيل زاعمة أن البغدادي أصيب بغارة جوية وأنه يتلقى العلاج في مكان مجهول في سوريا.