موريتانيا.. تقاليد رمضانية تقاوم الزمن

سبت, 2015-06-20 14:01

يشكل موسم شهر رمضان في موريتانيا، فرصة للكثيرين ليمارسوا خلالها العادات والتقاليد القديمة التي تميز الشعب عن غيره من الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، حيث يحافظ الموريتانيون على عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها والتي لا تزال قائمة تغالب الزمن حتى اليوم.

حلق الرؤوس

تعتبر ظاهرة حلق الرؤوس من أبرز العادات لدى الموريتانيين في شهر رمضان المبارك، حيث تباشر الأسر حلق رؤوس أبنائها تبركا بالشهر العظيم وتيمنا به. 

وقالت فاطمة بنت سيدي أحمد إنها تقوم بحلق رؤوس أطفالها مع بداية شهر رمضان المبارك من كل سنة، وذلك طلبا للبركة والخير، معتبرة أنها ورثت التقليد هذا عن أجدادها وأنه لا يخالف التعاليم الدينية ولم ينهَ عنه أي من علماء البلد وفقهائه.
 

وتضيف بنت سيدي أحمد في حديث لـ "جيل العربي الجديد"، أن حلق الرؤوس تقليد واسع في موريتانيا وأن جميع الأسر لا تزال محتفظة به، ويسمى محليا بـ "زغبة رمضان" وأن الهدف من خلاله هو أن ينبت للطفل شعر جديد خلال فترة الشهر المبارك.

بركة القرآن

يقبل الكثير من الموريتانيين على طلب الرقى من الإمام، بعد انتهائه من صلاة التراويح وذلك من أجل الحصول على بركة القرآن التي يحتاجونها لأمور كثيرة ومتعددة فالبنات يطلبن رقى الإمام من أجل الزواج والظفر بشريك حياة من ذوي الأخلاق الحميدة.
ويرى الشيخ ولد أعبيد أن دور بركة القرآن في رمضان لا يقتصر عند هذا الحد بل يطلبه المرضى للشفاء من الأمراض التي يصابون بها، والتي عادة ما تكون أمراضاً خبيثة استعصت على الدواء.

ويضيف ولد عبيد لـ"جيل العربي الجديد"، أن العديد من الأسر الموريتانية تقوم بتزويج بناتها في شهر رمضان المبارك تيمنا به، وطلبا للاستقرار الأسري، كما يرى آخرون في الزواج في رمضان مدعاة لجلب الخير والبركة وهو أيضا موسم للدعاء للأزواج بكسب المال والحصول على وظائف جديدة.

سمر الليالي

يتميز شهر رمضان في موريتانيا عن غيره من المواسم الأخرى بالسمر الليلي، حيث تشهد خلاله شوارع العاصمة نواكشوط وباقي المناطق الأخرى حركة مستمرة، كما يتميز أيضا بكونه موسم عبادة وتقرب إلى الخالق وتنزه عن كل الأعمال العبثية.
ويرى الشاب عزيز ولد يعقوب أنه خلال ساعات الليل في شهر رمضان يقوم الشباب بممارسة الرياضة ولعب كرة القدم، كما يقوم آخرون بالسمر في المنازل وشرب الشاي المحلي، بينما يقرأ البعض القرآن ويصلي التراويح ويقلل من النوم ليلا.

طقوس ليلة القدر

تقول توت بنت التراد إن ليلة القدر تمثل بالنسبة للموريتانيين، ليلة عبادة وتحصين من الشياطين التي تنزع الأغلال التي كانت تصفد بها طيلة الشهر، وهو ما يستدعي اليقظة والدفاع عن النفس بتلاوة القرآن والتحصين به.

واعتبرت بنت التراد أن من أبرز العادات والتقاليد في ليلة القدر، هو الكي بالنار المعروف محليا "الرشم" وهو عبارة عن الوخز بالإبر بعدما توضع لمدة قليلة على النار.
وأضافت نحصن أبناءنا وكافة أفراد الأسرة من خطر الشياطين عن طريق وخزهم بالإبر، كما تقوم كافة العائلات الموريتانية بإشعال "الباخور" في منازلها لطرد الشياطين التي تقبل بشدة بعد أن تم تصفيدها خلال شهر رمضان المبارك.

(موريتانيا)