الهدنة الإنسانية في اليمن.. هل تنزع فتيل الأزمة؟

جمعة, 2015-07-10 16:53

"مجرد استراحة محارب ولن تحمل جديدا".. هكذا وصف المراقبون الهدنة الإنسانية في اليمن والتي من المقرر العمل بها بعد منتصف اليوم، مؤكدين أنها تفتقد لآليات التنفيذ.

وأكد المراقبون أن الهدنة لن تقوم بتسوية الأزمة، مشيرين إلى أن الحل في اليمن إقليمي ويرتبط بشكل رئيسي بملفات دولية لم تحسم بعد.

وأعرب بان كي مون،أمين عام المنظمة الدولية، في بيان، عن تطلعه إلى التزام جميع أطراف النزاع في اليمن بهدنة إنسانية دون قيد أو شرط، تبدأ الساعة 23:59 بتوقيت جرينتش اليوم، مؤكدا على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ودون قيد أو شرط.

استراحة محارب

الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة قال إن "الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها في اليمن لن تحمل جديدا"، مؤكدا على ضعفها وصعوبة استمرارها لفترة طويلة.

وأضاف فهمي لـ "مصر العربية" أن الهدنة أقل من الهدن السابقة والتي فشلت جمعيها في حل الأزمة اليمنية، ومن ثم ستجد نفس المصير، في ظل غياب الإرادة السياسية الحقيقية للحل.

وعن أسباب ضعف الهدنة قال إنها تفتقد لآليات التنفيذ، وللخطوات المرحلية، وللاتفاق الجماعي، الأمر الذي يجعلها غير قابلة للتمديد، أو اعتبارها نواة للحل".

وأكد أن الهدنة الجديدة قد تكون فقط مجرد "استراحة محارب" لا أكثر.

لا تملك الحل

قال أحمد عليدة الباحث السياسي بالمركز الإقليمي للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الهدنة الإنسانية في اليمن والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ مساء اليوم تعكس رغبة الأطراف المتصارعة في الداخل على وقف مؤقت للصراع الدائر.

وأضاف لـ "مصر العربية" أن الهدنة التي تم إقرارها لن تشهد خروقات بنفس القدر الذي حدث بالهدنة السابقة، مشيرا إلى أنها أكثر تماسكا، وإرادة من كلا الطرفين.

وتابع أن هناك حديث عن بعض التحركات السياسية في العديد من العواصم العربية خلال الهدنة، وذلك لمحاولة التوصل إلى حلول سياسية ترأب الصدع وتنهي الاقتتال الدائر.

وعن إمكانية لعب الهدنة دورا للحل السياسي قال إن حل الأزمة اليمنية يرتبط بشكل رئيسي بالملفات الخارجية، خصوصا الملف النووي الإيراني، والذي لم يشهد تسوية بعد.

واستطرد: “الهدنة جاءت بتحركات داخلية وهي لا تملك الحل، لذلك لا يمكن أن تكون نواة لحسم الصراع، مؤكدا في الوقت ذاته أن الهدنة قد يتبها عدة هدن مقبلة، لكنها لن تؤدي إلى تسوية.

هدنة اليمن

وتلقى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تأكيدات من ممثلي جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام، وأطراف أخرى باحترام وقف إطلاق النار في اليمن "بشكل كامل".

وقال بيان تلاه على الصحفيين المتحدث الرسمي باسم "كي مون" استيفان دوغريك، إن الأمين العام "تلقى تأكيدات من الحوثيين، والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب أخرى بأن يتم احترام الهدنة بشكل كامل، وعدم وقوع أي انتهاكات من المقاتلين الخاضعين لسيطرتهم".

وأعرب بان كي مون، في البيان، عن تطلعه "إلى التزام جميع أطراف النزاع في اليمن بهدنة إنسانية دون قيد أو شرط، تبدأ الساعة 23:59 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة حتى نهاية شهر رمضان".

وشدد أمين عام المنظمة الدولية على "ضرورة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ودون قيد أو شرط".

وأكّد كي مون على ضرورة "مواصلة العمل مع جميع الجهات المعنية اليمنية، بهدف اتخاذ خطوات لبناء الثقة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع آلية لسحب القوات، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، واستئناف عملية سياسية شاملة وفقا لقرار مجلس الأمن 2216 (2015)".

واتفق على الهدنة - المقرر أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان المتوقعة في 17 يوليو الحالي - خلال مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة بين حكومة الرئيس اليمني المعترف بها عبد ربه منصور هادي والحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق واسعة من البلاد.

وتهدف الهدنة، وهي الثانية منذ بدء غارات التحالف في أواخر مارس، إلى السماح بتوصيل مساعدات عاجلة من الغذاء والدواء وتخفيف وطأة الحرب على ملايين المدنيين.

وفي21 أبريل الماضي، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس/ آذار الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، وقال إن من أهداف "إعادة الأمل"، ضمان إيجاد حلّ سياسي من خلال استئناف العملية السياسية في اليمن، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين.