من أشهر حوادث الرصاص في موريتانيا (قصص ووقائع)

أربعاء, 2015-08-12 20:43

من رصاصة بدر إلى اطويلة، إلى الرصاص المتطاير في كرو، إلى حوادث متعددة أخرى لا يزال الرصاص في موريتانيا يثير أسئلة مروعة، بعد أن يسيل دماء كثيرة بقصد أو بدونه

ومن  أبرز حوادث الرصاص في موريتانيا:

 

رصاصة بدر

كانت غزوة بدر الموريتانية أكثر الرصاصات الموريتانية صخبا، فلم تهدأ الأمور بعد ثلاث سنوات من تلك الرصاصة التي انطلقت من مسدس الشاب بدر بن عبد العزيز لتخترق جسد صديقته رجاء بنت أسيادي، وتنتهي هي الأخرى بمصالحة تمثلت في تعويض مالي وتسديد بعض متأخرات والد الفتاة، مقابل الإفراج عن الشاب المعتقل بعد أن دفع غرامة 50 ألف للحق العام.

 

رصاصة الرئيس

لا تزال رصاصة الرئيس هي الأخرى تثير  جدلا كثيرا، ترفض المعارضة تصديق رواية الرئيس والسلطة، ويختلق الشارع الموريتاني عشرات الوقائع حول تلك الرصاصات الغريبة التي أقعدت رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز عدة أشهر عن العمل وكادت تقضي عليه.

 

رصاص المحشر

اعتقل بزرة ولد هيدالة في قضايا عديدة، كان آخرها رصاصات المحشر عندما أطلق الرصاص في الهواء أمام محشر أمن الطرق في مقاطعة لكصر واستعاد سيارته المحتجزة.

عاد بزرة إلى منزله وبعد ساعات ألقى عليه الدرك القبض وأدين في محاكمة سريعة وحكم عليه بالسجن النافذ لمدة سنتين.

 

رصاص في كنكوصة

في كنكوصة استقرت رصاصات أطلقها حرسي على شفا التقاعد في جسد الشاب الوديع شيخنا ولد الطالب النافع منهية بذلك حياة هادئة لطفل ودع الحياة في عمر الزهور

طوي الملف بعد محاكمة القاتل الذي أكد أنه لم يتعمد القتل، ودفع الدية لأسرة القتيل.

 

قتيل في مقامة

في مقامة أيضا سقط الشاب ألمين مانغان برصاص الشرطة، عندما فضت مظاهرات قوية شارك فيها مانغان ورفاقه من حركة لا تلمس جنسيتي المطالبة بالحقوق الثقافية والسياسية للزنوج.

يقول أنصار مانغان إنه تعرض للقتل المتعمد من عناصر الشرطة، وتؤكد الشرطة أنها كانت في حال دفاع عن النفس بسبب هجوم العشرات من الشباب الغاضبين.

 

مجزرة من أجل القيادة

في مدينة لعيون منتصف التسعينيات قرر شاب غاضب الانتقام لشرفه بعد أن سلبه أقاربه من خلافة والده على مشيخة مجموعته القبلية الضيقة، فقد كان والده قاضي القرية وإمامها وعندما توفي نقل سكانها الزعامة إلى عم القاتل وشقيق القاضي المتوفى.

استشاط الشاب غضبا وانتقل إلى سوق مدبوكو المشهور حيث استجلب معه بندقية من نوع بوفلكة وكمية هائلة من الرصاص انتظر سكان القرية عند مسجدهم في صلاة الفجر، ثم صب عليهم وابلا من الرصاص، لم يسلم منه بعض الأطفال والنساء المجاورين للمسجد

ثم سدد رصاصة أخرى لجزار القرية الذي كان قد بدأ في نحر ناقته، آخر ضحايا "الزعيم الغاضب " كان أحد أصدقائه الخلص ناشده أن يسمح له بالاقتراب منه، فرد عليه برصاصات اخترقت جسده

لجأ القاتل إلى إحد الجبال المحيطة بمدينة لعيون واحتمى به عدة ساعات من نهار قبل أن يتمكن الدرك من اعتقاله بعد أن أمطروه بوابل من الغاز المسيل للدموع وأمطرهم هو بما تبقى من ذخيرته دون أن يصيب أحدا منهم

حكم القضاء على القاتل المذكور بالسجن المؤبد ولا يزال في سجنه لحد الآن.

 

عبد الرحمن ولد بزيد

كان شابا وسميا هادئا حول إلى أقصى موريتانيا معلما ثم حولته الإدارة الجهوية للتعليم إلى أقصى منطقة في الحوض الشرقي بانبيكت لحواش، لم يعرف لم اختاروه دون غيره وهو القادم من ولاية انشيري، وأخيرا علقوا راتبه مع تهديد بالفصل

وقف عبد الرحمن ولد بزيد أمام القصر الرئاسي يستنجد برئيس الجمهورية، اشتبه فيه الحرس الرئاسي فأمطروا جسده برصاص اخترق منطقة البطن والصدر

وطوي الملف أيضا من جديد، بتسوية قبلية وتحذير لأسرته من أي حراك يمكن أن يقود إلى اتهام القصر وحراسه.

 

رصاص في مدرسة الشرطة

في منتصف التسعينيات  سدد ضابط شرطة فلسطيني يعمل أستاذ بمدرسة الشرطة رصاصات قاتلة إلى جسد رجل موريتاني اشتبه في أنه يراقبه منذ فترة.

أثارت القضية تداعيات سياسية وأمنية كبيرة، فقد ادعى الفلسطيني أن الموريتاني القتيل مجند من قبل الموساد وأنه كان يراقبه بهدف قتله.

 

رصاص حول السياج

في إحدى القرى التابعة لمقاطعة كرو وضع شيخ مسن حدا نهائيا لحياة ابن أخيه عندما سدد له عدة رصاصات اخترقت صدره وعنقه، وعاجلت القتيل قبل أن يرتكب هو الآخر مجزرة مماثلة ضد حراس السياج الذي ينازعه في ملكيته أقاربه الأدنون

نقل الموتى إلى المقابر والأحياء إلى المشافي والسجون، ولا يزال الملف مفتوحا على احتمالات عديدة أبرزها المصالحة وطي الملف تحت لحاف العلاقات القبلية.

 

رصاص الإرهاب

حجز الإرهاب جزء مروعا في ذاكرة الدم في موريتانيا، حيث أراق الدماء الطاهرة للجنود الموريتانيين في لمغيطي والغلاوية وتورين، قبل أن يلعلع الرصاص في سماء نواكشوط ذات صباح من العام 2008 إثر مواجهة بين عناصر من الأمن الموريتاني وجماعة سلفية متشددة يقودها الخديم ولد السمان، حيث تحصنت بإحدى العمارات في مقاطعة تفرغ زينة.

كان الخديم ومساعدوه موسى ولد اندي وأحمد ولد الراظي يصبون وابل الرصاص على الشرطة التي أخطأت في تقدير الموقف، ودون أي توقف كان الرصاص ينهال على الجميع، سقط ولد اندي من سيارته لتمر من فوقه بسرعة، بعد أن اخترقت جسده رصاصة، فيما كان رصاصه هو الآخر أو رصاص أحد زميليه قد اخترق جسد عنصر من الشرطة فأراده قتيلا، واخترق جسد عنصر آخر بإصابات بالغة أقعدته عن العمل والحركة لعدة أشهر.

ورغم ذلك لا يزال الرصاص – ولله الحمد – أقل الأسلحة استخداما في الجرائم المسجلة في موريتانيا، حيث تمثل الأسلحة البيضاء والمطاوي والآلات الحديدة، السلاح الأكثر حضورا في الجرائم في موريتانيا، وبشكل مروع سجل عشرات الضحايا والمصابين وربما لأتفه الأسباب

نقلا عن موقع السراج