ملاحظات على هامش مذكرات الأستاذ يحي ولد عبدي

خميس, 2015-10-22 00:06

نسخة من واجهة الكتاب

صدر عن مكتبة القرنين 15/21 كتاب "خطى في سبيل الوطن" لمؤلفه النائب والموظف السامي الأستاذ يحي ولد عبدى، وقد كان الكتاب عبارة عن تجربة غنية لرجل شارك في تأسيس الدولة الموريتانية، وكان شاهدا على المراحل التي قطعت من أجل التحرر من الاستعمار والتحول من البداوة إلى التحضر.

لقد استطاع المؤلف أن يشركنا بالاطلاع على تجربته ومتابعة سرده بتلهف من خلال أسلوبه الشيق والعفوي، والذي لا شك أن القارئ سيلمس فيه الكثير من الصدق، والبعد عن اللف والدوران في سرد الأحداث التاريخية,

فالكتاب يظهر الجهد  الكبير الذي بذله الجيل المؤسس للدولة والشحنة الوطنية التي كان يتسلح بها، فرغم صعوبة الظروف لم يكن المعلم فيها في تلك الفترة مجرد مدرس أطفال على طريقتنا اليوم، بل كان يحمل في نفسه مجموعة من القيم تمكنه من التغلغل في المجتمع ودراسته بجميع أبعاده الاجتماعية والنفسية لينتقل من موقع الموظف إلى موقع الفاعل والمؤثر.

لقد كان الكتاب شهادة حيه وجديدة لمرحلة ما قبل تأسيس الدولة وما بعدها، شهادة من رجل -كما يقول السفير والكاتب سيد أحمد والدي-"واكب جميع التطورات ليس مشاهدا على الهامش، بل عضوا فاعلا في إرهاصات الحركة التحررية، من إنشاء منظمة "الشبيبة الموريتانية" منتصف الخمسينات، مرورا ب"حزب النهضة"، ثم "حزب الشعب"، متدرجا بين الوظائف السامية والعادية بروح رياضية وانضباط مثالي وبدون أي شكل من المركبات فكان بحق خادما لبلاده وشعبه من أي موقع بوأته إياه الظروف".

ولقد اشتقنا كما قال أستاذنا سيد أحمد بأن يسترسل أكثر للحديث عن تجربته البرلمانية، وكيف كان نشاطهم في تلك الفترة والكواليس التي طبعته ، حيث كان نائبا.

وعلى العموم ولئلا نطيل على القارئ الكريم، فإننا ننصح شبابنا وغيرهم باقتناء هذا الكتاب، فلا شك أنه سيشكل إضافة نوعية بالنسبة لهم، وتجربة غنية يجب الاستفادة منها والاقتداء بها، فيمكن للإنسان أن يستفيد من معارف المستعمر وثقافته دون أن يذوب فيها، بل إن ذلك قد يساعده أكثر في مقاومتها والتحرر من قيودها,

وبالمناسبة فلا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر صديقي وزميلي محمد ولد عبدي أبن أخ المؤلف الزعيم التقليدي فال ولد عبدى تغمده الله برحمته و الذي ورد ذكره في الكتاب، والذي اتحفني بنسخة منه، ولقد كانت بحق هدية ثمينة، ربما لم أكن لأجد الفرصة في الاطلاع عليها في ظل عالم السرعة هذا، الذي سطح الأفكار وبلد الذهن.

محمد عالي ولد العبادي