تحقيق// التنصير في موريتانيا.. حكايات من داخل "أسوارالكنيسة"

أحد, 2016-01-17 10:02

مثّل انكشاف خيوط العمل التبشيري  في السنوات الأخيرة، صدمة قوية للرأي العام في موريتانيا، خصوصا بعد انتشار قصص وحكايات عن نشاط سري للبعثة الكاتوليكية في نواكشوط وبعض المنظمات الإنسانية في البلاد.

ومؤخرا ظهرت على شبكة الإنترنت، إصدارات  مرئية  تٌروِّج للدين المسيحي باللهجة الحسانية (الدارجة الموريتانية). وقد أثارت هذه الإصدارات "المشبوهة"، حفيظة الموريتانيين الذين بدؤوا يتحدثون عن عمل ممنهج من جهة مّا لنشر المسيحية في البلاد.

بل إن بعضهم أخذ ينظر إلى القضية بشيء من الريبة والشك في أهداف و نشاط بعض البعثات الأجنبية، التنصيري، والتي ظلت في الماضي تتوارى خلف ستار العمل الإنساني، مستفيدة من التسامح الزائد لدى المجتمع الموريتاني.

كسب القلوب أولا..

في ظل العزلة التي تعيشها في بلد مسلم متسامح، تركز الإرساليات التبشيرية في موريتانيا عملها على الأجانب من رعايا البلدان الأوروبية والعربية والمهاجرين الأفارقة بدرجة أولى.. غير أن هذا الإهتمام لا يلغي الدور السري الذي تقوم به لاستمالة بعض الأطفال والمراهقين الموريتانيين ، خصوصا من أصحاب السوابق،  وذلك من خلال افتتاح عديد المكتبات ومراكز الترفيه، والملاجئ لاستقطاب أطفال الشوارع.

و تستغل البعثة الكاتوليكية في نواكسوط، ميراثا يتمثل في 5 كنائس في البلاد بقيت شاهدا حتى اليوم على جهود الإنتداب الفرنسي في التبشير خلال الحقبة الإستعمارية.

و بالنسبة لها ولغيرها من الهيئات المسيحية يحظى مكوّن "الزنوج" في جنوب البلاد باهتمام خاص، لانفتاحه وسهولة اختراقه من طرف المنظمات التنصيرية .

و يكتسي النشاط الخيري، الدور المسهّل للولوج إلى السكان في تلك المناطق، حيث تشرف هذه الهيئات على تمويل مشاريع المياه و الصحة والتعليم ومختلف أوجه الأنشطة الثقافية للسكان.

شهادات من داخل "أسوار الكنيسة"

لطالما حذرت بعض الهيئات الدينية الأهلية من ما قالت إنه دور خطير للإرساليات التبشيرية العاملة تحت غطاء العمل الإنساني، ملفتتة الرأي العام إلى سياسة كسب القلوب التي تتبعها منظمات "كاريتاس" و "الرؤية العالمية" و منظمة مالطا وسابقا منظمة "نور للمعلوماتية" لمؤسسها الأمريكي اكريتستوف ليغيت الذي اغتالته القاعدة في نواكشوط سنة 2009م.

وذلك من خلال نشاطها الإنساني المكثف في العاصمة نواكشوط ومناطق الفقر في بعض ولايات الوسط والجنوب، حيث يتزايد نشاط تلك المنظمات المسيحية بشكل ملحوظ.

ويلتقي عادة ممثلوا هذه المنظمات دوريا بالمسؤولين في إطار الإشراف والمتابعة للمشاريع المنفذة، لكن الأدهي في الموضوع أن الوجه الآخر لنشاط هذه المنظمات، مغاير تماما لأهدافها المعلنة، وهو ما لا يعرفه إلا من خبرها عن قرب.

يرى (م.س) أن حملة التنصير جارية في البلاد منذ سنوات على أكثر من صعيد، وهي  و إن كانت  -يضيف- تصطدم حاليا بعقبة الإرث الديني للمجتمع، إلا أن ضحاياها على الأغلب دائما من الأطفال والمراهقين..

ويسترسل في شرحه لمخاطر هذه الحملة، وهو الذي كان شاهدا على مدى ثلاثة عقود في مقاطعة تيارت بالعاصمة على بعض أوجه النشاط المكثف للكنيسة في هذه المقاطعة..بقوله إن المنظمات التنصيرية تستخدم إمكانات ووسائل هائلة للتغلغل في المجتمع وسط تغاضي شبه تام من السلطات والمجتمع.

مؤكدا، أن البعثة الكاتوليكية  التي تحظى باعتراف رسمي في البلاد، ظلت تستدرج السكان المحليين عبر أذرعها المختلفة، عن طريق إغرائهم بالمال وصرف تكاليف الدواء للفقراء والمحتاجين وتوزيع الملابس والبطانيات لضمان التواصل معهم ونشر التعاليم المسيحية.

وقال إنه شاهد بعض الأطفال الذين سقطوا في فخ "الإيواء" لدى الكنيسة وكيف كانت تهيؤهم للتحول إلى المسيحية عن طريق توزيع بعض البسكويت، حيث يكتب القس على البسكويت من النوعية الجيدة (عيسى) عليه السلام، وعلى البسكويت من النوعية الرديئة (محمد) عليه الصلاة والسلام.

ليزرع البغض في قلوب الأطفال ضد نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم و" الدين الإسلامي".

و يقول أحمد وهو شاب عاش أيضا في مقاطعة تيارت، إنه كان يتردد على (مكتبة حنا) التابعة لكنيسة نواكشوط، و كانت كثيرا ما تشهد نقاشات ساخنة حول الدين، يشارك فيها مسيحيون عرب و أجانب،  و أنه كثيرا ما لاحظ ميلهم لتمرير بعض الآراء والأفكار التي تستهدف تشويه "الإسلام".

المصدر: وكالة بث للأنباء