التفاصيل الكاملة لعملية تنويش .. رواية الضحايا+صورة القتيل

اثنين, 2016-02-01 00:51

الصورة من موقع الساحة

اظهرت المعطيات التي تم جمعتها من مسرح عملية تنويش  نجاة الشبان الثلاثة من موت محقق، جراء ارتباك اللصوص وفرارهم من مكان الحادث بعد أول رصاصة أطلقها أحد الشبان العاملين فى محطة لبيع البنزين ومتجر فى منطقة معزولة عن الأحياء السكنية.  

 

كيف وقع الحادث؟  

كانت الساعة تشير إلى الثانية فجرا، وكان الشبان الثلاثة (شقيقين وعامل بالمحطة) فى المتجر المجاور لمحطة "توتال" الوحيدة على الطريق الرابط بين " وقفة توجنين" و"تنويش"، وكانت المنطقة خالية من أي حركة بفعل المساحات الشاسعة غير المأهولة، واختيار مكان معزل لبناء المحطة التجارية.

خلف المحطة يوجد حائط يتبع لها غير مأهول تقدر مساحته ب 400 متر مربع، وشرقها يوجد حائط آخر غير مأهول، وخلف الحائط محطة لتجميع الماشية وبيع ألبانها، لكنها خاوية منذ فترة.  

وفى الطريق المقابل تتناثر أشجار الحزام الأخضر، حيث لاوجود لأي سكن سوى أسرة واحدة تعمل فى حراسة المبانى المتناثرة لأحد النافذين داخل الحزام المذكور.

يبدو المتجر شبه معزول، بحكم توقف شاحنات تابعة للمحطة بينه وبين الشارع الرسمى (طريق الأمل) كما أن المسجد الواقع غرب المحطة يمنع الأسر الواقعة غربها من رؤية أي حراك بداخلها مهما كان وقته أو عدد المشاركين فيه.  

تمركز اللصوص خلف المحطة لبعض الوقت – كما تظهر المعطيات التى تم جمعها- وارسلوا واحدا منهم للاستطلاع نفذ مهمته بنجاح، حيث اشتري "سجارة" وغادر بعد أن تأكد من وجود مراهقين فقط داخل المتجر ( أحدهم العامل بالمحطة والثانى شقيق مالكها.

كان أحد الشباب قد نام خلف ساتر داخل المتجر، تاركا شقيقه والعامل يتعاملون مع الزبناء، فهم قلة فى الغالب وخصوصا فى مثل هذه التوقيت بالضبط. عبر اللصوص الأربعة عبر طريق فرعى يقع شرق المحطة باتجاه المتجر، وكانت الجرأة بادية عليهم، بفعل صغر الأشخاص الذين تم رصدهم داخله، وبعد المتجر من السكان ونقاط الأمن بمقاطعة توجنين.  

هرع العامل فى المحطة إلى الداخل، كان مرعوبا ولايزال حتى بعد مرور 16 ساعة على الحادث، وحاول الصغير تفادى السكاكين التى تمترس خلفها اللصوص وهم يطالبون بتسليم المبالغ المالية الموجودة لدى المتجر، ومحطة البنزين والسجائر، لقد كانت أحلامهم بالربح كبيرة ... إنها اللحظة التى خططوا لها منذ أيام.  

استقيظ الشاب الآخر وقفز إلى السلاح الذى كان قد خبأه فى المتجر قبل فترة لمواجهة التحديات الطارئة، لكن أحد اللصوص فقفز إليه محاولا السيطرة عليه، وسط صراخ الصغار. أستدار الشاب بصعوبة إلى الباب، لكن لصا آخر قفز إلى حتفه هذه المرة محاولا سحب السلاح، وعن قرب استلم الرصاص دفعة واحدة فى بين الرقبة والصدر. 

ضربة كانت كافية لإخراجه من المتجر بشكل كامل، وتناثرت دمائه على الأبواب وأمام المتجر إلى الآن، لكن رفاقه حاولوا سحبه من المنطقة تفاديا للاعتقال رغم حالة الفزع التى تملكتهم جراء استعمال السلاح من قبل أصحاب المتجر.

على بعد 10 أمتار تم رمي جثته بين أغصان الشجر وحائط مهجور، وتم سحب بطاقته هويته وهاتفه النقال خوفا من الملاحقة، ثم غادروا المنطقة بسرعة فائقة.  

عند الصباح تقدم أصحاب المتجر بشكوى للشرطة، وأثناء التحقيق فى الحادث تبين وجود الجثة على بعد 10 أمتار من مكان وقوع العملية، لكن جثة اللص لحد الساعة لاتزال مركونة بأحد المراكز الصحية دون التعرف عليه. وتأمل الجهات الأمنية فى تحديد هويته، لأن تحديدها قد يحدد رفاقه الذين شاركوا فى العملية وغادروا مسرح الجريمة دون ترك أي أثر، بفعل وفاة الضحية واستلامهم لكل أغراضه خوفا من الاعتقال.

زهرة شنقيط