فساد الجمارك ــــــ الحلقة الثانية ـــــ

أحد, 2017-02-05 15:17

العين بالعين .. والسن بالسن .. والبادئ اظلم !!

  يقول أندريه جيد ٫٫ المنافق الحقيقي لا يدرك خداعه لأنه يكذب بصدق ٬٬ و لأن  الحياد في حالات الظلم إنحياز للظالم لذلك سأواصل كما وعدتكم تتبع وفضح وكر الفساد والمحسوبية والظلم واستغلال النفوذ واليد المسلطة على الضعفاء والبسطاء من مراجعين ووسطاء باحثين عن لقمة عيش كريمة في وطن تعود شعبه الظلم وطأطأة الرأس لكل  متغطرس يمارس هواية التجبر والتقوي الكاذب على من لم يكن صاحب حظوة من رجال أعمال الصدف وخؤولة النظام أونواب استبدلوا قبة البرلمان بكواليس ودهاليز الجمارك مستغلين نفوذهم لتمرير وإخراج السيارات والحاويات مقابل عمولات يومية تتجاوز راتبهم الشهري في تواطئ واضح وفاضح مع الجمارك منافسين بذلك وسطاء بسطاء اختاروا عن قناعة هذه المهنة لكسب قوتهم وأتخذوها مصدر عيش رغم تضخيم المساطر الإجرائية أمامهم وتبسيطها لمقربين آخرين ــــ سأعود لذكرهم بالتفصيل في الحلقة 4 ـــ قاطنين بين المكتب 12و13 في جمارك الميناء وكأنما تم إ نتخابهم وسطاء لا نواب !!

وكم شعرت بالإستغراب والدهشة وأنا أتابع البرنامج الوثائقي عن الجمارك على قناة الموريتانية وكم كان ذلك التضخيم للإنجازات المجهرية سخيفا وكم كانت إشادة المفتشين مضحكة .. ورخيصة في خطب ود واضح للجنرال حينما ينهي كل واحد منهم جملته المركبة ب ٠٠٠ هذا بفضل تعليمات وإرشادات المدير !! 

وكأنهم في مدارس للإبتدائية ٠٠ قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ! وكما يقال ـــ الخلطة متعارفة ـــ وألتمس العذر لهم فقد بدأ الجنرال مسيرة فساده بتحويل المفتشين والضباط لمخبرين بعضهم على بعض لينفرد بقيادة سفينة الفساد والنهب الممنهج ويشغلهم بحرب جانبية واضعا المفتش غير المناسب في المكان غير مناسب مفسرا قانون الجمارك على هواه ومقدرا  المخالصات على هواه  أو حسب رغبة متنفذ أو نائب أو صحفي ذو سوابق او  مقرب أو متخصص في الوساطة الاجتماعية، لينفخ عضلاته الوهمية وتشدقه بالقوانين على حساب بسطاء استقدموا سيارات دفعوا أموالهم مقابلها ليحشرها  في ساحة الميناء في تصرف مناف للعقل والمنطق ومخل بأمانة المسؤولية عن مساواة الجميع أمام القانون  في نظام يرفع شعار محاربة الفساد الذي ظل شعارا فقط في قطاع الجمارك !!

وتظل مدونة الجمارك ٫٫ القانون٬٬ مجرد حبر على ورق تراقصت عليه فئران الزمن الضائع ويؤخذ منه ما يتوازى مع هوى الجنرال ٬ لكن العارفين يدركون جيدا أن من بين سطوره ٠٠ تُرفع الجنح والمخالفات الجمركية إلى المحاكم وفقا للقواعد العادية ٠٠ ومنه إذا تبين للمحكمة حسن نية مرتكب المخالفات وتجاوز الطرف الآخر في التمييز في تطبيق القوانين ....

الخداع برتبة جنرال !!

وكما يقال الأعور في دولة العميان ملك أو على الأنسب الٱعور وسط العميان ملك .. ولكي لا أذهب بعيدا فهناك معادلة ذات مجهولين  أولهما ٫٫ الجمارك الجدد٬٬ وثانيهما الوسطاء فالأول تخرج تحت ظل تعليم فاسد مفسد فلا أحد منهم يستطيع كتابة لا تقرير بالعربية ولا الفرنسية وكأنهم تخرجوا من حظيرة الحيوانات ٠٠وكأنهم من إنتاج الزبونية والمحسوبية وهدفهم جمع الأموال فقط ..مما يطرح الكثير من نقاط الإستفهام والتعجب حول مستقبل هذا القطاع ٠٠ ضف إلى ذلك أن آخر حبات العنقود من الجمارك لم يبق منهم فوق السطح إلا إثنان أو ثلاثة إن كثروا٠٠ وليس باليد   حيلة  !! يبقى المجهول الثاني حينما أحاول تفكيك أقواسه فإنني أجد صعوبة في ذلك لا لكون قلمي عاجزا عن إيجاد العبارات المناسبة ٠٠ فقد تعود الرقص منذ نعومة أظافري ولكن ليس في المياه العكرة ٠٠ فهناك فرق شاسع بين الجهل البسيط والجهل المركب ففي الحالة الأولى قد وجدنا جهلا بسيطا وفي الثانية نجده مركبا مُجسدا في الوسطاء حيث يتربع في واجهة الوساطة الجمركية وسطاء بلا مؤهلات وبالكاد يفكون طلاسم الحرف وجهلهم من النوع المركب وهم أسرع الوسطاء ثراء يجد مبرراته في عملية تمالئ واضح حيث يغض الجمارك الطرف عمدا عن تلاعبهم وتزييفهم لما في الحاويات وجمركة ماليس بها وهي عمليات درت عليهم أموالا بسرعة صاروخية ـــ  وهم القادمون إلى الميناء أصلا من قاع الفقر و الجهل  وبعد سنة من التحايل والتزييف والتزوير تعلن إدارة الجمارك مصادرة وضبط حاويات مخالفة للمساطر في صحوة مفتعلة متأخرة وإبعاد أصابع الإتهام بغرامات لا تتجاوز مليونين أو ثلاثة بعد نهبهم لمليارات كان ينبغي دخولها لخزينة الدولة بدل جيوب الوسطاء وشركائهم من الجمارك وبدل إحالتهم للعدالة وتجميد تراخيصهم يتم التعامل معهم مجددا بتراخيص جديدة لإعادة نفس السناريو رغم  ادانتهم  جهارا نهارا  وهكذا دواليك .....!! 

وساعود لاحقا لدق تلك الأبواب وتطحين الزجاج علي خفافيشها  !!  

ومن الملاحظ عند زوار مكتب الجنرال الخوف والإرتباك الظاهر على مراجعيه من مفتشين وموظفي إدارته ووسطائه وهم يرددون الأدعية والتعاويذ وكأنهم في موعد مع الشيطان أو مارد من الجن ..وكما يقول المثل الياباني ..يموت الجبان مِرَاراً قبل موته!!

 من هنا ونتيجة هشاشة وضعف وتمالئ المفتشين والوسطاء بسط الجنرال نفوذه وهيمنته لأنه وجد هم منحنين مما سهل ركوبهم مستعينا بجيش من بشمركة الصحافة خريجي جامعة الفشل تماما كالدفعات الأخيرة من منتسبي  الجمارك العديمي الخبرة والكفاءة نتيجة تكوينهم الجامعي الضعيف ومعيارية وزبونية إختيارهم مما يهدد مستقبل الجمارك خاصة مع تقاعد الجيل الأول من جيل التعليم الجيد و تهميشهم من طرف جنرال ليس من أهدافه تطبيق المساطر وإحترام الكفاءة والأقدمية                        

 وعلي زاوية اخري  غير متناظرة ومتعددة الأغراض يشرع الجنرال  من قانون حامورابي إتحادية للوسطاء لتبحث له داخل  عتمات الليل الحالك عن ثٌقب للشمس وكما يٌقال السرج المذهب لا يجعل الحمار حصانا !! ..وهي أشبه بتلك النعامة التي تدفن رأسها في التراب متوهمة أنها قد توارت عن الأنظار ..علي حين تٌسلط سوطها المسموم برذاذ العقم والنهب علي من تبقي من وسطاء مهمشيين..لتنتزع رغما عنهم ألف أوقية عن كل تصريح في جباية غير مستحقة ليحصلوا سنويا علي 35000 تصريح من مكتب 13 و 24000 من مكتب 12  من الميناء مما يعادل  59000000 مليون سنويا في هذا  الميناء وحده فماذا سيكون الرقم لو عممناه علي جميع مكاتب الوطن .. ليبنوا  قصورا مشيدة دون رقيب أو محاسبة رغم عدم شرعيتها حسب نظامها الأساسي لتبقي حكرا متعمدا للبعض  دون الآخر في تجاهل من الجهة الوصية في تطبيق النظم ..  وهذا علي مرأي ومسمع من الجميع في مشهد اقرب الي الدوقات والجاهلية !!  

من هنا يمكن الفهم بأن عرشك لم يكلفك الكثير من العناء لتوطد أسسه .... وتحت خيمة تخليدكم للعيد في مسرحية فصولها غير مترابطة ..لتفتخروا بحصيلة مليارات ... يٌمكن لأي كان تحصيلها في ظرفية أصبحت فيها جمركة الحاوية  مضاعفة اربعة مرات ... في عملية حسابية يمكن للطفل في روضة ما... الحصول علي نتائجها .... فأي حديث عن إنجازات خارقة للعادة .. وتوجيهات جنرالية سامية ونتائج هزيلة كهذه  !! كفاكم كذبا ونفاقا ..كفاكم نهبا وضحكا علي الذقون .. كفاكم تمثيلا وتشويها للحقائق وإعتداء علي حقوق الغير .. ومهما عزفتم من  أغاني النفاق فلن يكون هناك واقع آخر .. فالكلمات التي تُكتب فوق الماء تختفي قبل كتابته!!

أيها الجنرال  .. لقد حدثتك وغلمانك في ماسبق   بلغة الحروف وفي قادم الحلقات سيكون للغة الفيزياء والرياضيات وقع وآثار جسام .... ومن الأولي أذكرك ب دافعة أرخميدس ( La poussée d’Archimède)  في القوي وقصة التاج المغشوش والصائغ والملك والعبقري أرخميدس!! وفي الثانية تعتمد علي البراهين ومنها ( Enlèvement direct)  للسيارات الجديدة والمستعملة والزائدة سنا ورغم أن هذه القاعدة تنطبق فقط علي المواد التي تفسدها الشمس أو خطيرة ..وقد ضحك احد افراد البعثة التونسية حينما قال بأن موريتانيا هي الدولة الوحيدة التي تقوم بذالك !!..ورغم تحريمها في القانون الجمركي إلا انك تغض طرف العين عنها متأثرا برائحة القصر او نائب ساقط صاحب سوابق او صحفي بشمركي دخيل علي صاحبة الجلالة او زيداني..ومع كل هذا تعلل بأن السيارات الزائدة علي المئتين ـــــ التي وضعت ملف فسادها امامك و التي خرجت من الميناء متعدية القانون ـــــ وبدل متابعتها واسترجاعها الي الميناء ليتساوي الجميع امام القانون .. تبحث لنفسك عن منفذ لتورط غلمانك الصغار !! لا.. انت حاسبتك مهترئة ..واوراقك مختلطة وتمتطي حصانا في سراب الصحراء .... !!

  يتوصل.....

القاظي مولاي احمد