وزير الخارجية الموريتاني يستعرض حصيلة رئاسة موريتانيا للجامعة العربية

اثنين, 2017-03-27 15:01

في الوسط إسلكو ولد إزيد بيه وزير الخارجية الموريتاني

شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور إسلكُ ولد أحمد إزيد بيه، اليوم بالعاصمة الأردنية عمَّان في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للدورة العادية الثامنة والعشرون للقمة العربية، وستجدون -مرفقا- نص الخطاب الذي ألقاه معالي الوزير بهذه المناسبة.

نص الخطاب 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

معاليَ الأمين العام لجامعة الدول العربية،

الحضورُ الكرام،

 

في مُستهل كلمتي أودُّ أن أتقدمَ بجزيلِ الشكر وعظيم الامتنان إلى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وبالغ العناية التي حظينا بها منذ وصولنا إلى هذه الأرض الطيبة. 

 كما أتوجه بجزيل الشكر إلى معالي السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وموظفي الأمانة العامة على تعاونهم معنا وتنسيقهم المُحكم خلال الرئاسة الموريتانية للدورة السابعة والعشرين للقمة العربية.   

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

تولت الجمهورية الإسلامية الموريتانية رئاسةَ القمة العربيةِ السابعةِ والعشرين في ظرف زمني دقيق تمر به منطقتنا العربية والعالم من حولنا؛ الأمر الذي جعلنا نؤكد على استشراف  مستقبل عربي أكثر وعيا بمتغيرات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وتأسيسا على ذلك عملت موريتانيا، بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، على  وضع مقاربة واقعية للعمل العربي المشترك، تدعو لتقوية العلاقات البينية، وتأخذ في الحُسبان أهمية التكاتف من أجل التصدي للتحديات القائمة.

وفي ظرف زمني قياسي،  باشرت بلادنا، بالتنسيق مع الجهات العربية المختصة،  وفقاَ لمُخرجات إعلان نواكشوط وما تضمّنَه من بنود  تكفُل تعزيز العلاقات العربية – العربية وترفع التحديات المشتركة، خاصة ما يتعلق  منها بالقضايا ذات الأولوية كالقضية الفلسطينية والأمن القومي العربي والحوار مع المحيط الإقليمي والدولي.  و في ذلك، عملنا على طرح هذه القضايا  في كافة المحافل  والمناسبات والدفاع عنها، كما  حظيت  بنصيب وافر من الاهتمام، خلال الزيارات  الرسمية في الإطار الثنائي.

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

رغم تشابك وتعقيد الأحداث التي عرفتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، ما تزال القضية الفلسطينية تتصدر اهتمامات الشارع العربي، وفي طليعة أجندات العمل العربي الرسمي؛ باعتبارها القضية الأولى التي يتوقف عليها الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.  

ومن هذا المنطلق، وتشبثا بموقِفها الثابت، أعربت موريتانيا  في كافة المناسبات عن ضرورة وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الفلسطيني، للحصول على حقه في الكرامة والسيادة في ظل دولة مستقلة قابلة للبقاء، عاصمتُها القدس الشرقية، استنادا إلى مرجعيات القانون الدولي  والقرارات العربية والأممية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، إلى خط الرابع من يونيو 1967.

 وعكست الزيارة الرسمية التي قام بها، فخامة الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس أبو مازن، لبلادنا في الفترة من 14 إلى 16 سبتمبر2016،   متانة الروابط التي تجمع البلدين، وتُوجت تلك الزيارة بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية.

وكان لقرار اليونسكو الصادر في أكتوبر الماضي، بشأن الحفاظ على وضع مدينة القدس، ورفض أي محاولة لتهويدها، حُضوره  في أعمال القمة العربية الإفريقية الرابعة في مالابو، بتاريخ 23 نوفمبر 2016؛ تلك القمة التي أصدرت إعلانا خاصا بالقضية الفلسطينية، أبرز الأفارقةُ من خلاله إدانتهم لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وتشبثهم بالدفاع عن القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين.

 وبمناسبة زيارة العمل والصداقة التي قام بها السيد جوزيه ماريو فاز رئيس جمهورية غينيا بيساو لبلادنا يومي 07 و08 فبراير2017 ، تضمن البيان الختامي المتوج لها عن ارتياح قائدي البلدين، تبني مجلس الأمن الدولي للقرار 2334 القاضي بوقف أنشطة الاستيطان غير الشرعية في فلسطين.

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

إن إدراك الجمهورية الإسلامية الموريتانية للأبعاد المختلفة للأمن القومي العربي، جعلها تعتني بالجوار الجغرافي المباشر، وبصفة خاصة الدول الإفريقية جنوب الصحراء، فضلا عن دول  حوض البحر الأبيض المتوسط؛  حيث جرت اجتماعات إقليمية وثنائية هامة خلال فترة الرئاسة الموريتانية للقمة العربية، كان من بينها قمة  مجموعة "دول الساحل الخمس" في باماكو،  شكلت كلها فرص حوار بناء حول القضايا العربية الملحة وفي مقدمتها قضية فلسطين.

كما كان للقضايا الأخرى ذات الارتباط بتنمية الإنسان العربي حضورَها في برنامج المأمورية، خلال الأشهر الماضية؛ فقد احتضنت نواكشوط، على سبيل المثال، مؤتمرا دوليا خاصا بالغلو والتطرف؛ وذلك من منطلق القناعة بأن الثقافة والتعليم في الوطن العربي يقع عليهما كبير الدور في ترشيد الناشئة، ومعالجة الأفكار المنحرفة التي تتولد عنها ظواهر التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة، وغيرها من الظواهر السلبية التي تشكل تحديا كبيرا لعالم اليوم، بصورة عامة ،وللوطن العربي بصفة خاصة. كما نظمت بلادنا المؤتمر الأول للوزراء والقيادات المسؤولة عن التعليم الفني والمهني في الوطن العربي،  تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية،  و قبل ذلك، التأمت في نواكشوط الدورة 54 للمكتب التنفيذي لمنظمة المدن العربية.

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

 ينعقد اليوم اجتماعنا التحضيري للقمة الثامنة والعشرين في ظرفية خاصة؛ تستدعي منا تضافر الجهود من أجل الدفع بالعمل العربي المشترك، توطيدا  لنظام عربي إقليمي متكامل وفاعل، يكرس التضامنَ والحوار والسلم الأهلي؛ وهو ما يتطلب تسوية الخلافات البينية و وضع حدٍ لمظاهر العنف  والاقتتال وسدِ باب التدخلات الأجنبية وإذكاءِ الخلافات الداخلية.

لقد حرِصت الجمهورية الإسلامية الموريتانية، طيلة رئاستها للقمة العربية السابعة والعشرين،  على الحد من  التداعيات السلبية لمظاهر الفوضى  التي يُرادُ لها أن تقوِّض أمننا القومي، وأكدت تشبثها الدائم  بترسيخ مفاهيم الأخوة العربية وتجاوز الخلافات المرحلية، تحقيقا لتطلعات شعوبنا في العيش الكريم، في كنف الأمن والحرية والديمقراطية.   

وإزاء تطورات الأوضاع العربية الراهنة، أعربت موريتانيا، في كل المناسبات، عن تضامُنِها مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا الشقيقة، ودعمَها لجهود بناء المؤسسات السياسية والأمنية؛ ونستحضر بهذا الخصوص مُساهمات فخامة رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبد العزيز في اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى، المعنية بليبيا والتي كان آخر اجتماع لها بتاريخ27 يناير المنصرم في الكونغو – برازافيل،  حيث قدمت  هذه اللجنة خارطة طريق متكاملة لتجنيب ليبيا مخاطر الحرب الأهلية والتدخل الأجنبي.

كما جددت موريتانيا الدعوة للأشقاء في سوريا لاعتماد الحوار نهجا للخروج بحل سياسي يصون وحدة وسلامة هذا البلد العربي، ويحفظ لشعبه وِحدته واستقلاله.

وفيما يعني اليمن الشقيق، فإن موريتانيا تقف إلى جانب الشرعية، بقيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وتدعو الأشقاء اليمنيين  إلى نبذ العنف والحد من مظاهر الانقسام والتسلح، حفاظا على يمن موحد يتمتع بكامل سيادته و وحدته.  

 

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

 اسمحوا لي في ختام كلمتي أن أدعو أخي معالي السيد أيمن الصفدي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، بالتفضل  لتولي رئاسة مجلسنا،  مهنئا إياه  ومن خلاله المملكة الأردنية الهاشمية  الشقيقة على استضافتها القمة العربية في دورتها العادية الثامنة والعشرين، ولي كامل اليقين أن رئاسته لدورتنا ستدفع بالعمل العربي المشترك قدما، متمنيا له التوفيق والسداد.

وفقنا الله في بلوغ الغايات والأهداف التي نتطلع إليها جميعا خدمة لقضايا أمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.