لا تغيير في النظام الموريتاني... إنهم وجهان لعملية واحدة,

جمعة, 2018-12-21 21:42

بقلم: الياس محمد

لن يكون هناك رئيس  يحكم دون العسكر مهما كانت قوته وجبروته, وأي أحد يمكن أن يشكل خطرا علي  العسكرلن يسمح له بتأشيرة المرور من طرف المستقلة للأنتخابات.    

الأقطاب السياسية التي تدّعي  أنها مُعارضِة  للنظام ليسوا  سوى  كرنفالات أو قفازات للريئس إلا من" رحم ربك" ، البعض منهم  يتقاضى رواتب  من أجل مهمة  تمديد عمر النظام  الحاكم  إلى أقصى الحدود ، وفي نفس الوقت  تعطي  للنظام  مبررات بأنه  نظام  ديموقراطي  متوازن  فيه  سلطات تنفيذية  وتشريعية  وقضائية،  وفيه  كذلك  معارضة  حرة تنتقد النظام  لتعطيه (المصداقية).

أما الحقيقة المُرّة  فإن الجميع   ليسوا سوى  لاعقي أحذية  النظام  يضحكون على الشعب  بتآمر  مع النظام  ويقتاتون  من  فُتات  فضلاته حتى  يحافظوا  على بقائهم  أحياء  ولو بمعيشة الذل والهوان ... أما المعارضة  الحقيقية فهي  المعارضة  الشجاعة التي  تعري عورة  هذا النظام وتآمره، واقتلاع  بذوره و جذوره ،  تلك البذور المسرطنة  في البلد.

  فلعنة الصراع على السلطة مع الرئيس الشرعي  سيدي ولد الشيخ عبد الله التي هيأت لها كتيبة النواب التي يتزعمها ولد محم رئيس الحزب الحاكم.وبعض من النواب الذين لم يبلغوا رتب كبيرة تخولهم الوصول  إلي مرتبة الجنرال ولد محم.

وهذه من أكبر الجرائم التي ارتكبها  ولدمحم وزملاؤه هي أنهم  هَـيّؤوا  ومهدوا الأنقلاب علي ارادة الشعب بالأكاذيب والخرافات ، وضربوا  حصارا  متينا  على كل ما يجري وراء الكواليس .الآن  يعيد التاريخ نفسه بطريقة أخري فالكتيبة الإنقلابية تعكف علي دراسة مرشح يسايرها في ما تصبو إليه ويتقاسم معها الكعكة,مع وجودها في المشهد السياسي حتي تكون هي من يصنع القرارالسياسي في البلد.مع زعيمها الروحي ولد عبد العزيز.وهذه المواصفات لا توجد إلا في رجلين ولد الغزواني وولد محمد لقظف ،اللذين  يرتاح لهما الرئيس اكثر من أي مرشح آخر ، نظرا للعلاقة التي تربطهما وتشابك المصالح بينهما.

لكن الكتيبة تري عكس ذالك فمرشح  ينتمي إلي "أهل الشرق" غير مضمون الولاء، ولن يترك السلطة متي طلب منه ذالك.فالهدف هو الإمعان  في  سرقة  خيرات الشعب الموريتاني وتشويه  الهوية الثقافية  للشعب بشتى الطرق ، لتحقيق  هدف استراتيجي  وهو  إغراق الشعب في الفقر المدقع والأبدي،  ومسخ هويته الحضارية  حتى  تنحصر  مطالب الشعب  دائما وأبدا في  مطلب  واحد  هو  توفير القوت اليومي  في أدنى  درجاته  حتى يبقى الشعب على قيد الحياة  فقط ، وتلك  أكبر همومهم  .  كل ذلك من اجل قبول  الكثير من الموريتانيين بالنظام العسكري الذي  يضع الشعب كله  تحت حذائه ، لكن هناك  شريحة  من أحرار موريتانيا نبشت  في تاريخ جذور الصراع  على السلطة وغياب روح  التوافق ونكران الذات  وترك  العسكر يفعل  فينا ما يشاء ومتى يشاء