موريتانيا: استنفار وتنسيقات توقعا لهجمات عشوائية قد يشنها مستولون على الطائرات الليبية

ثلاثاء, 2014-08-19 08:12

 أكدت مصادر عسكرية وأخرى ديبلوماسية في نواكشوط «أن تنسيقا أمنيا وعسكريا واستخباراتيا قد توثق خلال اليومين الأخيرين بين دول المغرب العربي ومحيطها الأوروبي، بعد استيلاء جهاديين مسلحين في ليبيا قبل أيام على إحدى عشرة طائرة ليبية يتوقع أن تستخدم في شن هجمات عشوائية مماثلة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر». 
وأشارت هذه المصادر إلى «أن موريتانيا ودولا مغاربية وأوروبية تواصل حاليا عقد اجتماعات تنسيقية وتنظيم تدريبات مشتركة لمواجهة هذا الخطر الذي أخذته الدوائر الاستخباراتية الغربية مأخذ الجد معتمدة على معلومات ومتابعات سابقة توقعت أن يكون الوجود الإسلامي المتطرف في ليبيا بؤرة لتهديد الأمن في جانبي المتوسط».
واختفت الطائرات الليبية الإحدى عشرة مؤخرا من مطار طرابلس بعد المواجهات العنيفة التي دارت في الأسابيع الأخيرة بين الميليشيات المسلحة والتي أسفرت عن سيطرة إحدى هذه الميليشيات على المطار بالكامل.
وعززت تقارير نشرتها وسائل إعلام ليبية مؤخرا «فرضية عزم المسلحين تحويل الطائرات المذكورة من رحلات طيران مدني إلى هجوم إرهابي، ضد أهداف عسكرية واقتصادية ومؤسساتية بكل من الجزائر وتونس والمغرب».
وكانت تقارير استخباراتية غربية قد تحدثت مؤخرا عن «استهداف محتمل ووشيك لعدد من دول شمال أفريقيا قد يطال مؤسسات حساسة ومواقع إستراتيجية بهذه البلدان».
ومع أن الجزائر وتونس والمغرب تعتبر الهدف الأول للهجمات المتوقعة لمعاداتها للتيار السلفي الجهادي، فقد اتخذت دول أخرى احتياطاتها للرد على هذه التهديدات حيث ركزت أجهزة المراقبة الجوية بكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومالطا واليونان ومصر، رادارات المراقبة صوب مطار طرابلس الدولي وكامل الفضاء الجوي الليبي وذلك لوضع الطائرات الليبية تحت المراقبة الدائمة ولمتابعة عمليات إقلاعها وهبوطها للرد الإستباقي على أي هجوم قد يقع.
وبسبب التدهور الأمني أجلت الولايات المتحدة الأمريكية دبلوماسييها من العاصمة الليبية معلقة نشاطها الدبلوماسي بليبيا بعد المواجهات العنيفة التي دارت بمطار طرابلس، كما أجلت دول ألمانيا وفرنسا وهولندا ودول أوربية أخرى دبلوماسييها من العاصمة الليبية بعد تصاعد أعمال العنف.
وفي ذات السياق أكدت إذاعة «ميديا الصحراء» الموريتانية الخاصة «أن موريتانيا واحدة من الدول التى قد يستهدفها الإرهابيون بالهجمات المتوقعة مما جعلها تشارك في مناورة تدريبيّة منظمة حاليا، إلى جانب جيوش إسبانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا ومالطا والمغرب وتونس والجزائر».
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد توقع في مقال كتبه مؤخرا في صحيفة هافيغتون بوست الأمريكية توسعا في النشاط الإرهابي على مستوى الساحل الإفريقي. 
وأكد الرئيس الموريتاني الذي يجعل من الأمن أولوية أولوياته «أن التهديدات الأمنية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن، تستلزم، على الرغم من تراجعها مؤخرا، يقظة دائمة وتنسيقا عالميا أكثر فاعلية وقوة حول الإرهاب». 
وأشار إلى أن «الأحداث الأخيرة في كل من مالي والسودان وليبيا ونيجيريا وكينيا والصومال، تؤكد وجوب معالجة هذه الظاهرة باعتبارها قضية عالمية لكي يتسنى احتواءها والتغلب عليها بشكل مستدام». 
وقال «إننا في إفريقيا نقف على مفترق طرق تاريخي إن نحن أردنا توفير السلام والاستقرار للأجيال القادمة».

القدس