قصة الشاعر الذي أغضب ولد عبد العزيز بمقال شهير

اثنين, 2019-12-23 21:30

الشاعر سيدى ولد لمجاد

قصة الشاعر الذي وقف وحده ضد سخرية ولد عبد العزيز ومقاله الشهير الذي أغضب الرئيس السابق قبل ثلاث سنوات

بعد الصدمة التي تلقاها ولد عبد العزيز من الشيوخ الرافضين لتعديلاته الدستورية نهاية مارس 2017 وهو في سدة الحكم عقد هذا الأخير مؤتمرا صحفيا بالقصر الرئاسي للرد على تداعيات هذا الزلزال الكبير كان من إرهاصاته وتداعياته النفسية هجوم ولد عبد العزيز على الشعر والشعراء والمقارنة بين اهتمامه ب" مشاريع كبيرة " واهتمام الناس فقط بالشعر والآداب والفنانين

ومباشرة في تلك الليلة العزيزية كتب الشاعر سيدي ولد الأمجاد عضو اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين مقالا ضد هذه الخرجة ( اخروجو ) لولد عبد العزيز بعنوان : ( الرئيس والشعر والشعراء : أية إشكالية متجددة ) أغضب الرئيس السابق عزيز حينها بحيث بادرت وزارة الثقافة عن طريق الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ بالضغط المباشر على اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين الذي أصدر بيانا رسميا على الفور يتبرأ فيه من موقف الشاعر ولد الأمجاد ويعتبره موقفا شخصيا لا يعبر عنه

وكان مقال الشاعر ولد الأمجاد يومها حديث الساحة الوطنية وكل الصالونات الأدبية والسياسية لجراءته وشجاعة صاحبه ومقدمة شرارة قوية تمثلت في هجائية طويلة للرئيس السابق شارك فيها عدد كبير من شعراء موريتانيا وقد تناولت مقال ولد الأمجاد كبريات الصحف العربية الشهيرة مثل صحيفة القدس العربي التي كتبت عنه ما يلي حرفيا :

(إلى جانب جبهة التعديلات الدستورية التي يتواصل فيها القصف السياسي بين الموالاة والمعارضة، انفتحت في موريتانيا أمس ليومها الثالث، جبهة أخرى بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وعدد من كبار شعراء موريتانيا، الذين اتهموه بالسخرية من الشعر والأدب خلال مؤتمره الصحافي ليلة الخميس الماضي.
وتصدى الشاعر الكبير سيدي ولد أمجاد مبكراً لما يعتبره الشعراء سخرية الرئيس منهم أمام الملأ، قائلاً : «سيدي الرئيس، فقط، لمعلوماتك الساخرة من الشعراء أو الأدباء؛ هل تعلم أن محمود سامي البارودي أبرز شعراء النهضة العربية كان ضابطاً في القوات المسلحة المصرية، وأن شاعر العربية حافظ إبراهيم ضابط شرطة، وأن الشاعر العملاق عمر أبو ريشة عالم كيمياء، وأن نزار قباني لم يتخرج من كلية الشعر في دمشق ولا علاقة له بالآداب إطلاقاً، وأن ابراهيم ناجي صاحب «الأطلال» كان طبيباً؟».
وأضاف الشاعر أمجاد «هل تعلم بأن الحرب أولها كلام والأدب والشعر والإبداع وقود التوجيه المعنوي والنفسي والحضاري للفرد والمجتمع ووسيلة النصر الأولى ورفع المعنويات؟ «.)

وهذا نص مقال الشاعر سيدي ولد الأمجاد الذي كتبه بتاريخ 24 مارس 2017 وعنوانه :

(الرئيس والشعر والشعراء : أية إشكالية متجددة )

1

هل الشعراء هم من صوتوا ضد مشروع التعديلات الدستورية
في مجلس الشيوخ ؟!

متى ( ينتشل ) الرئيس نفسه من هذه ( اارؤيا ) الضيقة لحقل العلوم الإنسانية عموما وهو المحاط في قصره بطاقم ينتمي في اغلبه لهذا المجال من مستشارين ومكلفين بمهام ومدير تشريفات وغيره اما اذا تحدثنا عن رموز ورؤساء أغلبيته فلن تشذ القاعدة كثيرا عن ذلك بدء بالناطق الرسمي باسمها كلهم ينتمون لنفس الاختصاصات في الشريعة والآداب والقانون والاقتصاد والوجبات السريعة ، ليس فيها علماء في التسليح ولا في العلوم الدقيقة ولا مرشح واحد لجائزة نوبل في الطب او الزراعة أو الغاز او الحديد او السمك أو الذهب

سيدي الرئيس فقط لمعلوماتك الساخرة من الشعراء أو الأدباء هل تعلم أن محمود سامي البارودي أبرز شعراء النهضة العربية ضابط في القوات المسلحة المصرية وأن شاعر العربية حافظ ابراهيم ضابط شرطة وان الشاعر العملاق عمر أبو ريشة عالم كيمياء وان نزار قباني لم يتخرج من كلية الشعر في دمشق ولا علاقة دراسية له بالآداب إطلاقا وان ابراهيم ناجي صاحب الأطلال طبيب وان وأن الأمثلة كثيرة داخل وخارج موريتانيا ومادمنا في موريتانيا هل تعلم مثلا ان عائلة الشاعر الكبير أحمدو ولد عبد القادر التي انجبها من بنات وأولاد كلهم يعملون طبيبات وخبراء في البترول والاقتصاد والبنوك وأساتذة رياضيات ولم يتخرج أي واحد منهم من كلية الشعر و لعلمكم الكريم سيدي الرئيس لا توجد كلية في العالم اسمها كلية الشعر ولا توجد جامعة يتخرج منها الشعراء فالشعر موهبة وابداع وفتوة وانطباع وقيمة مضافة في تاريخ الفنون والشعوب والحضارات وليس ظاهرة موريتانية خاصة فقط تعيق التقدم ومشاريعكم الطموحة ، وإذا كنتم ترون أن الشعر والشعراء هم سبب الأزمة الحقيقية في البلاد فأنا أخاف على مستقبل استفتائكم الشعبي المقبل لأننا بلد المليون شاعر
هل تعلم بأن عنترة بن شداد العبسي قديما فارس شجاع وليس مجرد شاعر فقط ، ثم ماهي عقدتكم يا سيدي مع الشعر والشعراء أليس الشعر ديوان العرب والمقاومة والوطنية و مصدر القيم والشهامة والعزة والكبرياء
من كتب النشيد الوطني في كل بلد وشعب والذي يقف الرئيس والكبير والصغير إجلالا وتحية له أليس هو الشاعر وليس التاجر
هل تعلم بأن الحرب أولها كلام والأدب والشعر والإبداع وقود التوجيه المعنوي والنفسي والحضاري للفرد والمجتمع ووسيلة النصر الأولى ورفع المعنويات
في خطاب سابق سمعتكم تقولون بأن الأنظمة السابقة كانت تسهر مع الشعراء والفنانين ، هل كان بعض الشعراء وتلك فئة قليلة منهم هي وحدها من كان يتهافت ويتسابق ويحمي وبستفيد من تلك الأنظمة ، ولماذا الشعراء والشعراء فقط من بين كل رعيتكم المباركة هم وحدهم الجدار القصير ، ألسنا من غزية إن غوت غوينا وإن ترشد غزية نرشد
ما ذنبنا نحن الشعراء إذا كنا في زمن آخر لا يقال فيه يا غلام اعطه ألف دينار ،
تبيت سيدي الرئيس على عتاب كل شعراء البلاد حتى يوم الحصاد وربما نفعلها مثل ما فعل الشيوخ الشداد

الشاعر والأديب : سيدي ولد الأمجاد.
24 مارس 2017