قبل فيروس كورونا كانت النذر بالجائحات والأوبئة تخدم دائما التضامن

ثلاثاء, 2020-03-24 18:26

بقلم: عبيد إميجن

قبل فيروس كورونا كانت النذر بالجائحات والأوبئة تخدم دائما التضامن، الاستقرار والحرية بالنسبة للموريتانيين...

 

1940-1944 :

عرف الإنسان الموريتاني البدوي والبدائي أعوام النيْسانْ سيئة الذكر مما اجبره تحت ضغط الحاجة إلى النزوح من اجل الغذاء، الحماية واللباس باتجاه التمدن والتقري وظهرت مزايا التضامن الاجتماعي العابر للبعد التقليدي والقبلي. وكانت السلطات الكونوليانية قبل سنوات الجفاف هذه عاجزة عن تمدين البدو والرحل لمدة تزيد على نصف قرن.

جفاف 1969 و1970 وكانت نتيجته المباشرة التضامن الدولي مع الشعب الموريتاني في وقت كانت البلاد فيه بأمس الحاجة للاعتراف الدولي بُعيد قيامها.

 

1979-1976

شكلت هذه الأعوام أول اختبار حقيقي لوطنية الموريتانيين فقد خففت حرب الصحراء من استحضار البعد القبلي والعرقي والطبقي والانتقال بالناس عبر الاحساس بالخطر الداهم على الوطن إلى الشعور بالهوية الوطنية المشتركة، وكان من نتائج ذلك، أيضا تقوية الانتماء واللحمة الوطنية.

 

موجة التصحر والجفاف لعام 1984

كان من نتائجها تكدس الناس ضمن أحزمة الفقر "الكبات، الكزرات" بجانب المدن الكبرى (انواكشوط، انواذيب ، كيفة وغيرهما) هربا من زحف الرمال والمجاعات المميتة، وكان من نتائجها ايضا تمايز الموريتانيين على اساس مكوناتي وشرائحي ومن خلالها اكتمل نزوح العبيد عن مسترقيهم السابقين.

 

جائحة فيروس كوفيد:

عزلت المواطن الغني والفقير، الكادح والقافز عن بقية العالم ومنحتهم نفس الفرصة بعدالة (النجاة معا أو الموت معا) وفوق هذا فقد أظهرت للجميع انه لا يوجد وطن بديل عن موريتانيا، فمن كان يتهم بالميول إلى دول الجوار لم يجد بدا من إظهار اختياره النهائي وقت المحنة، فأختار بلاده الحقيقية. ثم جُمدت الجدالات الخلافية ذات المنشأ الهوياتي وأوقف مؤقتا الانشطار العرقي والشرائحي، يمكن كذلك ان تسفر هذه الجائحة عن تقوية الوعي : المدني والصحي.

و لو توفرت الإرادة - بعد انتهاء الأزمة - فيمكننا التأسيس لامة موحدة ومتضامنة وقوية.

 

لمطالعة المقال في الاصل اضغط هنا