خطاب لصاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزوانى بشان السجين329/2017

ثلاثاء, 2020-05-26 20:12

صورة السجين المريض

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

من السهل فى حالة الصحة و الزهو أن يسير أحدنا على السجاد الأحمر الجذاب الفاتن أو يجلس على كرسي ثابت أو متحرك،و لكن حين الغرغرة تتجمع و تتقارب الأنفاس و ترتفع و تضيق و تتقارب الأحشاء،و كأنها توضع فى "صرة"و تعصر عصرا، و وقتها تخرج الروح من أبداننا، بعد طول لهو و غفلة أو تقوى و حذر، و منا من يخلط عملا طالحا سيئا و آخر طيبا، و وقتها فقط يسقط دور الوساطة، و يخابط ملك الملوك المشهد الجنائزي المشرف على الانطلاق فى عالم الغيب و اندثار الأشباح البدنية الزائفة و تمحض الأرواح ،بحقائقها المتنوعة ،عند خالق البرية،الباقى المهيمن،ذى الطول و الجبروت:"فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين"،و بعد فترة برزخية ينطلق المشهد اليقيني المرتقب"يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره".
و ينادى الملك الجبار،الأول بلا بداية و الآخر بلا نهاية:"لمن الملك اليوم" و يجيب نفسه بنفسه ،حيث هو الواحد الأحد الباقى وحده بلا زوال و لا شريك:"لله الواحد القهار"!.
مسلسل صعب و  يستحق فعلا هذا الاستذكار عند حضرتكم و عند كل حضرة،و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فعلا محمدو ولد محمدن ،السجين المريض المحروس،حتى و هو فوق سرير المرض العضال،داخل المستشفى الوطني،بنواكشوط،و بعد أن أمضى أكثر من ثلاث سنوات من فترة محكوميته،يستحق عفوكم،فلا تتجاهلوه،لأنه ليس ابن رئيس سابق،بل هو رجل بسيط يعمل فى قطاع اترانزيت بنواذيبو،و ربما دفع نفسه فى معمعان خاطئ أو دفع دفعا،بضم الدال،و الرجال فى هذه الدنيا يغالبون ،بين الخوف و الطمع،طالبين نادبين حظوظهم و أرزاقهم المضمونة سلفا،فلا تقسون عليه سيدى الرئيس ،فقد قدر الله و ما شاء فعل،و ليست المحاججة هنا،عن الحكم الصادر بحق المتهم،لكن الأمر محل طلب بالعفو، ملح جدا، و الأرجح عندي و غيري ،أنه مستحق !.
أجل أطالبكم صاحب الفخامة بالعفو الرئاسي،عن هذا الرجل الستيني، الذى يعانى على فراش المرض و السجن،و عند التحقيق،ستتضلعون على تفاصيل الرحلة المجنونة ،التى فرضت عليه مئات الكلمترات بين السجون،قسرا و عنفا، بأوامر "حرسي" متهور!.
فكان ذلك كافيا لإسقاطه فى أتون مرض مضاعف ،السكرى كان مزمنا و ازداد ل 4 غرامات مع أمراض أخرى، تكاد تقضى عليه، لا قدر الله.
أناشدكم الله وحده فى هذا المريض السجين، أن أطلقوا سراحه الآن الآن،و ليس غدا،بإذن الله.
و ما كان للائحة العفو الرئاسي، بمناسبة عيد الفطر المبارك أن يفوتها مركبها المبشر الميمون،فألحقوه بها،مشكورين مأجورين،بإذن الله.
أدخله الله و إياكم و جميع المسلمين فى حصن حفظه و هدايته و رعايته و عنايته .
و الأمر مناسب عموما و خصوصا، فإن افترضنا جدلا صحة وقوع جرم المتهم، محل الطلب بالعفو،إلا أنه فى سعة من أمره،إن شاء الله،دنيا و آخرة،حيث  أنه فى هذا السياق ،محل الجدل المشروع ،حسب الظاهر ، لم يأكل حقا لأحد و لم يقتل نفسا،و هو الآن مريض و قد قضى جل مأموريته،و تحققت فيه الشروط الكاملة للعفو عنه،بإذن الله.