نحو إقلاع اقتصادي آمن...

أربعاء, 2020-09-30 12:53

الأستاذ / إسلمو ولد آحمد سالم

قبل الإقلاع لا بد من تفقد الوضعية العامة و إكمال النواقص و التأكد من سلامة المحرك و انتظار إكتمال الركاب ، و اختيار الطاقم الكفء للرحلة ، و معرفة الطقس و كل التفاصيل التي تضمن السلامة.
أعتقد أن الإقلاع الاقتصادي ينبغي أن يركز أولا على دراسات الإمكانات الاقتصادية للبلد ، خاصة في مجال الزراعية و التنمية الحيوانية و الصناعات المرتبطة بهما ، مجال التعدين و التحويل المضطرد نحو التصنيع و تصدير المعدن الصافي بدل الخام، و الاهتمام بالسوق الداخلية في الاسماك للتغيير في النظام الغذائي للسكان ، و العمل الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء بتطوير المنتج الزراعي و الحيواني، خاصة في مجال الخضروات و الفواكه و منتجات الألبان صناعة الجلود .
تختلف المقاطعات من حيث مقدراتها الاقتصادية ، لذلك فمن المهم اعتبارها وحدة اقتصادية، فيجب أن يقام بدراسة متكاملة عن المؤهلات الاقتصادية لكل مقاطعة على حدة، و ما ينبغي أن يواكبها من تنمية بشرية و خدمات .
و لعل أهم قضية يجب أن تكون أولوية في مواكبة التنمية الاقتصادية هي التعليم و التوعية و الارشاد الزراعي ، و تطوير و نمط و أدوات الإنتاج.
و يجب أن يكون هناك برنامج في الإسكان يقضي على التقري العشوائي بتجميع تلك التجمعات الصغيرة المتناثرة إلى قرى تتملك مقومات الحياة ، و بالتالي تكثيف الجهود في مجال التعليم و الصحة و التوعية الاجتماعية و الخدمات كالماء و الكهرباء .
و يجب تطوير الزراعة المطرية باستحداث نظام تخزين المياه ، و إدخال منتجات زراعية لم تكن موجودة ، و استخدام آلات حديثة للحرث، و اكتتاب مرشدين زراعيين يقومون بدور الارشاد و التوجيه، كما ينبغي التوجه نحو التشجير بالأشجار المعروفة في المناطق حسب بيئاتها للحد من التصحر و تحسين البيئة النباتية ..
و ينبغي تفعيل دور الشؤون الاجتماعية باكتتاب مرشدين اجتماعيبن ينشرون الوعي المدني و الصحي داخل التجمعات السكنية ، و كذلك الشعور بالانتماء و توجيه المجتمعات للانتاجية.
و ينيغي القيام يتمييز إيجابي في مجال التعليم ، في تحويلات المدرسين الأكفاء و بناء المدارس و دعم دخل الأسر، و بناء المساجد و المحاظر و توفير المرشدين الاجتماعيين و توجيه المنظمات غير الحكومية و الخيرية للتوعية و الدعم في هذه التجمعات .
و يجب الحد من فوضوية المؤسسات الثانوية و النقاط الصحية ، باعتماد معايير علمية، و دمج المؤسسات بدمج القرى، و بناء مؤسسة ثانوية واحدة كبيرة في عاصمة كل مقاطعة ، بمعايير جيدة و توفير طواقم و بنى تحتية مميزة بها من مخابر و قاعات عرض، و تحويل المراكز الصحية بعواصم المقاطعات إلى مراكز استطباب تتوفر عل أغلب التخصصات حسب الأمراض المنتشرة في المنطقة بناء على دراسات علمية دقيقة، و توفير جميع التخصصات في جميع عواصم الولايات.
التوجه لبناء الجسور عن معابر الأودية لفك العزلة و هي طريقة أسهل من بناء الطرق ، فالوديان هي العوائق الوحيدة في مناطق الكثافة السكانية .
و ينبغي اتباع سياسة أكثر محدودية في مجال الصيد البحري التجاري و التعدين ، بخلق فرص العمل و زيادة الدخل .
و يجب زيادة رواتب الموظفين بطريقة تفرغهم للعمل العمومي و التفاني في الخدمة و معركة التنمية .
مواكبة البرنامج بخطة إعلامية منظمة يشارك فيها كل مواطن من موقعه ، و بث روح الوطنية و التلاحم و روح المسؤولية..
هذه أفكار متفرقة قد تساهم في إثارة الموضوع و يفتح المجال للمتخصصين من أجل الإدلاء بدراسات تكون خطة عمل لتطبيق هذه الأفكار و غيرها عمليا ..