ولد عبد العزيز يدعو مناصريه للانصمام لحزب الرباط

أربعاء, 2021-04-07 21:14

بسم الله الرحمن الرحیم
وصلى الله على نبیھ الكریم
رسالة الى الشعب الموریتاني العزیز
من محمد ولد عبد العزیز الرئیس السابق للجمھوریة الإسلامیة الموریتانیة
السلام علیكم و رحمة الله تعالى و بركاتھ.
كـما عـودنـاكـم دائـما إخـوتـي وأخـواتـي طـیلة الـسنوات الـماضـیة أن نـكون مـعكم دائـما فـي أوقـات العسـر والیسـر وإلـى جـانـبكم فـي لحـظات الـفرح و الحـزن. وفـي ظـل ھـذه الـظروف الـصحیة الـخاصـة الـتي یـمر بـھا الـعالـم بـصورة عـامـة وبـلادنـا بـصورة خـاصـة والـتي ألـقت بـظلالـھا عـلى جـمیع مـناحـي حـیاة الإنـسان الإجـتماعـیة والإقـتصادیـة والسـیاسـیة الأمـر الـذي أثـر بـشكل مـباشـر وغـیر مـباشـر عـلى ظـروف الـتواصـل
وسبل التعاون والتكافل معكم نظرا لحالة الحجر الصحي العام التي تفرضھا طبیعة الجائحة وتقتضیھا الوقایة منھا. فـإنـني أنتھـز ھـذه الـسانـحة لأتـرحـم مـعكم جـمیعا عـلى أرواح كـل مـن قـضى مـن أبـناء شـعبنا فـي ھـذه الـظروف الـصحیة الإسـتثنائـیة الـعصیبة سـائـلا الـمولـى عـز وجـل أن یـتغمدھـم جـمیعا بـالـرحـمة والـغفران وأن یـلھم أھـلھم وذویـھم الـصبر والسـلوان وأن یـمن عـلى مـرضـانـا بـالـصحة
والعافیة وأن یرفع عن شعبنا البلاء والوباء. كـما لـن یـفوتـني ھـنا ایـضا أن أتـقدم بـالـتھنئة الـى كـافـة أبـناء شـعبنا " شـبابـنا و شـابـاتـنا خـاصـة" بـتأھـل فـریـقنا الـوطـني لـكرة الـقدم الـمرابـطون إلـى نـھائـیات كـأس الأمـم الإفـریـقیة لـلمرة الـثانـیة عـلى الـتوالـي، فـلھم مـنا كـل الـدعـم والـتشجیع والـمسانـدة وھـم یـدافـعون عـن ألـوان الـوطـن و یرفعون رایتھ عالیة خفاقة بین الأمم.
أیھا المواطنون أیتھا المواطنات؛
إن مـعركـة الـبناء و الـتطور و الـنھضة الـتي بـدأھـا الـموریـتانـیون والـموریـتانـیات الـشجعان عـلى ھـذه الأرض مـنذ فجـر الإسـتقلال و مـاقـبلھ ھـي مـعركـة وجـود وكـرامـة وإثـبات الـذات الـوطـنیة وحـق مشـروع وأصـیل لـشعبنا الـعظیم فـي الـرقـي والـنماء والـتطور والإزدھـار كـغیره مـن شعوب المنطقة والقارة والعالم.
وھي نفسھا معركتنا الحقیقیة والطویلة والمستمرة ضد الجھل والتخلف والبداوة والفساد والإتكالیة والمحسوبیة والزبونیة والتبعیة، مـعركـة تـتجاوز طـموحـات الأفـراد والجـماعـات والـفئات والشـرائـح والـقومـیات المشـروعـة ، وتـسموا فـوق الأیـدیـولـوجـیات والـتجاذبـات و
الاستقطابات البینیة والحدیة إلى ماھو أسمى وأعز ألا وھو رفعة الوطن وشموخھ وعزة المواطن وشرفھ وكرامتھ وعیشھ الكریم. وھـي أمـانـة آمـنت بـھا مـبكرا وعـملت مـن أجـلھا طـویـلا وكـثیرا رفـقة نـساء و رجـال و شـباب وشـابـات مـن خـیرة أبـناء ھـذا الـوطـن نـزاھـة و كـفاءة و نـشاطـا وحـیویـة وإخـلاصـا طـیلة الـسنوات الـتي مـنحنا فـیھا الـشعب الـموریـتانـي الـعزیـز ثـقتھ وتـفویـضھ لـلإطـلاع بـتلك الـمسؤولـیات
الجسیمة ومواجھة التحدیات العظیمة فلھ منا جمیعا ومني خاصة كامل الشكر والعرفان والإمتنان.
مواطني الأعزاء؛
إن حـالـة الـتراجـع والـتقھقر والانـتكاس الـتي یـعرفـھا الـبلد الـیوم اصـبحت تھـدد الـوحـدة الـوطـنیة والانـجازات والمكتسـبات الـدیـمقراطـیة. وقـد نـتج عـن تـلك الـحالـة تـراجـع كـبیر فـي المسـتوى الـقیمي والاخـلاقـي والتخـلي عـن الـمبادئ و إنـحسار واضـح فـي حـالـة الحـریـات الـفردیـة والجـماعـیة الحـزبـیة والاعـلامـیة ، و الحجـر الـبین عـلى افـكار وآراء السـیاسـیین والاعـلامـیین و الشـباب و الـنساء ، مـن خـلال الـترھـیب والإعـتقالات خـارج الـمساطـر الـقانـونـیة والإخـتطاف دون تـھمة أومـذكـرة تـوقـیف صـادرة عـن الـقضاء ، وإجـبار الـمؤسـسات الاعـلامـیة الـخاصـة واصـحاب الاقـلام و الافـكار والـمواقـف الحـرة عـلى الـخضوع لسـیاسـات وتـوجـیھات السـلطة ، فـي تـراجـع خـطیر لـمساحـات الحـریـات وخـرق جسـیم لـمنظومـة الـقوانـین والتشـریـعات الـوطـنیة عـبر سـیاسـة الـترغـیب و حـشو الافـواه بـالـعصى والجـزرة لـتضلیل الـرأي
العام عن ھمومھ الیومیة ومشاكلھ المعیشیة.
كـما اسجـل ھـنا إخـوتـي أخـواتـي الـمواطـنون الـدور السـلبي والـتآمـري الـذي لـعبھ مـاكـان یـسمى " بـالـمعارضـة و مـاكـان یـطلق عـلیھا اغـلبیة " اثـبتت الـمواقـف والاحـدات عـلى الـساحـة السـیاسـیة ان قـناعـات بـعضھما لیسـت نـابـعة مـن مـبدإ ولا صـادرة عـن ایـمان بـاي مشـروع وطـني مـھما كـانـت طـبیعتھ. ویظھـر مـن خـلال كـل ذلـك ان مـاكـان یـسمى بـالـمعارضـة لـم یـكن سـوى تجـمعا مـغاضـباتـي ونـفعي بـامـتیاز ولـم یـكن ھـمھ
الدفاع عن المصالح العلیا للوطن و لا الحفاظ على المكتسبات الوطنیة.
أیھا المواطنون أیتھا المواطنات؛
ان الـدور الـذي كـان یـجب ان تـلعبھ الجـمعیة الـوطـنیة ونـوابـھا مـن مـختلف الانـتماءات السـیاسـیة الـذیـن انـتخبھم الـشعب وكـلفھم وحـملھم الامـانـة لـلدفـاع عـن مـصالـحھ وطـرح مـشاكـلھ المعیشـیة والـصحیة والـتعلیمیة والتشـریـع لـھا وطـلب الحـلول الـعاجـلة والـناجـعة لـھا ومـراقـبتھا ھـو دور ومـھمة تخـلى عـنھا اغـلب الـنواب وراحـوا یـبحثون عـن مـصالـحھم الـخاصـة مـن زیـادة لـلرواتـب والـعلاوات والـصفقات الـغیر مسـتحقة ، مـقایـضة للسـطة الـتنفیذیـة مـقابـل سـكوتـھم عـن مـشاكـل الـمعلم والاسـتاذ والـطبیب واصـحاب الخـدمـات الحـرة والـمھن الـغیر مـصنفة وتـراجـع وتـدنـي خـدمـات الـنفاذ الـى؛ الـصحة والـتعلیم والـمیاه والكھـربـاء و خـدمـة الادارة لـلمواطـن ، حـیث لـم نـعد نـمیز تـحت قـبة الـبرلـمان بـین
المعارضة والموالاة، بین الاقلیة النیابیھ والاكثریة النیابیة. الكل اصبح یتماھى على الشعب مستخدما العلاقات الشخصیة والزبونیة.
وعـلى المسـتوى الاجـتماعـي والـصحي فـي ظـل الـظروف الـصعبة الـتي یـمر بـھا الـمواطـن خـلال فـترة جـائـحة كـورونـا، یظھـر جـلیا لـكم جـمیعا حـالـة الـتخبط وانـعدام الـرؤیـة والاسـتراتـیجیة الـواضـحة لـدى الادارة والسـلطة الـحالـیة لـمواجـھة الـتداعـیات الـصحیة والاجـتماعـیة لـلجائـحة
1/2
مواطني الأعزاء؛
عـلى الـمواطـنین ، حـیث تـم تـبدیـد وتـبذیـرالـموارد الـمالـیة الضخـمة الـتي رصـدت لـمواجـھة الـوبـاء و آثـاره بـطرق و اسـالـیب وخـطط غـیر مـدروسـة وعـدیـمة الجـدوى لـلمواطـن. ولـیس نـفاد ادویـة الامـراض الـمزمـنة الـتي یـحتاجـھا الاطـفال والـنساء والشـیوخ إلا مـثالا واحـدا حـیا على ذلك الفشل الذي نجم عنھ للاسف الشدید فقدان العدید من الانفس الغالیة علینا.
وغـني ھـنا عـن الحـدیـث لـكم عـن الـحالـة الـمزریـة الـتي وصـلت الـیھا الـظروف المعیشـیة لـلمواطـن البسـیط فـي الـمدن والـقرى والاریـاف خـلال الاشھـر الـماضـیة ، حـیث ارتـفعت اسـعار السـلع والـمواد الـغذائـیة بـشكل مـفرط یـتجاوز طـاقـات وحـدود دخـل الـعامـل البسـیط والـموظـف الـمتوسـط و یـشكل عـبئا ثـقیلا عـلى الـفئات الـھشة والـفقیرة ، حـیث تـم الـتلاعـب بمشـروع "امـل" الـذي كـان یـخفف عـلى اصـحاب الـدخـل
المحدود والفئات الاكثر ھشاشھ اعباء المعیشة و یحمیھم من المضاربات في الاسعار.
ولـم تـتوقـف حـالـة الـتقھقر والتسـیب الـوظـیفي والاداري والـمالـي عـند ذلـك الحـد فحسـب، بـل تـجاوزتـھ الـى مـزاحـمة الـعمالـة الـوطـنیة البسـیطة فـي مـصادر رزقـھا الـطبیعیة الـوطـنیة مـن ثـروات مـعدنـیة وبحـریـة وزراعـیة ، حـیث انتشـر النھـب والاسـتغلال الـغیر آمـن والـمدمـر لھـذه الـثرواث والـمنافـسة غـیر الشـریـفة للمسـتثمر الـوطـني وتـدمـیر الـوسـط الـبیئي الـبري والبحـري والـزراعـي بـطرق واسـالـیب لا تـراعـي صـحة
المواطن ولاتتقید بقوانین حمایة واستغلال الثروة.
ولیسـت حـالـة الخـد مـات الاداریـة بـأحـسن حـال حـیث عـادت الادارة الـى سـابـق عھـدھـا مـن تسـیب و فـساد و انتشـرت صـفقات الـتراضـي والـتوظـیف عـلى اسـس" سـیاسـیة واسـریـة" واخـتفت الـرقـابـة الـمالـیة ومـتابـعة الـمشاریـع. ولـعل الـزیـادات الـمفرطـة لـمیزانـیات التسـییر فـي مـؤسـسات الـدولـة ابـتداءا مـن مـؤسـسة الـرآسـة الـتي تـضاعـفت فـي الـسنتین الاخـیرتـین بـشكل مـذھـل لـدلـیل أخـر عـلى تفشـي الـرشـوة والـزبـونـیة
في الاوساط الاداریة الامر الذي انعكس بشكل سلبي على الحالة الاقتصادیة و الإداریة و التسییر في البلد.
وبـناءا عـلى مـاتـقدم فـانـني أؤكـد لـكم كـما اكـدت لـكم سـابـقا مـرارا وتـكرار عـزیـمتنا واصـرارنـا عـلى الـحفاظ و الـدفـاع عـن المكتسـبات و الانـجازات الـتي حـققناھـا سـابـقا و الـوقـوف بـالـمرصـاد فـي وجـھ كـل الـممارسـات والسـیاسـات الـرجـعیة الـتي سـتعید شـعبنا و وطـننا الـى الـمربـع الاول مربع ؛ التخلف والفساد والتبعیة والزبونیة.
مواطني الأعزاء؛
أخـاطـبكم الـیوم لأجـدد لـكم العھـد بـأنـنا لازلـنا أوفـیاء لـتلك الـرسـالـة؛ رسـالـة الإسـتقلال والسـیادة الـوطـنیة والـتنمیة والـتطور والـبناء، وحـریـصین عـلى تـلك الأمـانـة؛ أمـانـة الـوحـدة والإسـتقرار والأمـن والـدفـاع عـن حـوزة بـلادنـا وھـیبتھا ورفـعتھا بـین الأمـم والـشعوب، إسـتمرارا لـذلـك الـعمل الـذي بـدأنـاه مـعا ولـتلك الإنـجازات الـملموسـة والـمحسوسـة الـماثـلة أمـامـكم والـمكاسـب الـتي تـحققت بـفضل تـضحیاتـكم وإخـلاصـكم وحـبكم لـوطـنكم وإسـتعدادكـم الـدائـم لخـدمـة شـعبكم، فـإنـني أتـوجـھ إلـیكم جـمیعا وأدعـو كـل الـغیوریـن عـلى ھـذا الـوطـن الحـریـصین عـلى نـھضتھ و تـطوره وإلـى الـذیـن یـطمحون إلـى الـقطیعة الـتامـة مـع التخـلف والإتـكالـیة والمسـلكیات الـبائـدة مـن فـساد ومـحسوبـیة وفشـل أن یـلتحقوا بـنا فـي المشـروع الـوطـني الـجامـع لحـزب الـربـاط الـوطـني مـن أجـل الـحقوق وبـناء الأجـیال لـمواصـلة مـابـدأنـاه یـومـا بـعقولـكم وأفـكاركـم و سـواعـدكـم و
ضمائركم.
وأوجـھ الـدعـوة أیـضا إلـى كـل الـشخصیات السـیاسـیة و الإجـتماعـیة وأصـحاب الـكفاءات والـخبرات الحـرة والمسـتقلة والـفعالـیات والـتیارات الـنسائـیة والشـبابـیة الـتي واكـبتنا فـي مـرحـلة بـناء مـوریـتانـیا الجـدیـدة والـتي لازالـت تـؤمـن مـعنا بـضرورة مـواصـلة عـملیة الـبناء وتـلك الإنـجازات وضـرورة الـحفاظ عـلیھا والـدفـاع عـنھا إلـى الإنـدمـاج فـي حـزب الـربـاط الـوطـني مـن أجـل الـحقوق وبـناء الأجـیال لـمواصـلة الـعمل
معا من أجل بلادنا و شعبنا.
"من المؤمنین رجال صدقوا ما عاھدوا الله علیھ فمنھم من قضى نحبھ ومنھم من ینتظر وما بدلوا تبدیلا" صدق الله العظیم و فقنا الله و أیاكم لما فیھ خیر بلادنا و شعبنا.
والسلام علیكم ورحمة الله وبركاتھ.
محمد ولد عبد العزیز. رئیس الجمھوریة الإسلامیة الموریتانیة السابق.
انواكشوط، بتاریخ 7/4/2021
2/2