رئيس حزب تواصل يهاجم النظام وينتقد سباساته"الكارثية"

سبت, 2021-11-20 19:45

قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" محمد محمود ولد سيدي إن حزبه قرر التحرك للدعوة لتفادي المخاطر المحدقة بموريتانيا، والقريبة منها.

 

وأكد ولد سيدي في خطاب خلال المهرجان الذي نظمه الحزب مساء اليوم أنهم رأوا مخاطر تحدق البلد الذي لا بلد لهم سواه، وهو خطر قادم، ومحدق، ولذا قرروا أن يدقوا ناقوس الخطر.

 

وشدد ولد سيدي على أن البلد يعيش حالة انسداد أفق سياسي، وهشاشة في الوضع الأمني، وخطورة في الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

 

وأردف ولد سيدي لقد رأينا هذا الخطر في الارتفاعات المتتالية للأسعار، والتي تهدد كيان المجتمع ووحدته، ورأيناها في الفساد، وعصابات وفلول المفسدين والمجرمين الذين يتجولون بكل أمان ودون أي خوف، وهذا خطر حقيقي على تنمية البلد ومستقبله واستقراره.

 

وأضاف ولد سيدي لم نر محاكمة لمفسد واحد، ولا لمجرم واحد رغم تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، ورغم تقارير محكمة الحسابات، وكذا التحقيقات التي تنشرها وسائل الإعلام، مشددا على أنهم ضد التمييز والانتقائية في محاربة الفساد.

 

وقال ولد سيدي إنهم لمسوا الخطر على أبناء هذا الشعب من خلال انتشار الجريمة في صفوف الشباب، وكذا المخدرات، في ظل فقدان التعليم لأي بوصلة، وأي رؤية، وكأنه سيارة بلا مكابح، ولا وجهة محددة.

 

وتحدث ولد سيدي عن الموسم الفلاحي، مؤكدا أنه بدأ دون أن يجد المزارعون أسمدة، ولا معدات كافية، وذلك في وقت تتحدث الحكومة فيه عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، لافتا إلى أن الثروة الحيوانية تواجه موسم جفاف ماحق.

 

وأضاف ولد سيدي لقد رأينا الاعتداء على الحريات والاعتقالات، رأيناها في النعمة، والركيز، ونواذيبو، والزويرات، كما رأينا جرائم القتل في الزويرات، ونواذيبو، ونواكشوط، ولم يعد المجتمع آمنا حتى في بيوته.

 

وتوقف رئيس حزب "تواصل" مع ما وصفه بالتضييق على العمال حتى في حق التجمع، مردفا أن ذلك حصل مع نقابات التعليم، ومع الحمالين، مؤكدا تضامن حزبه معهما، ومع المنقبين، ومع كل الطبقات التي "يمعن النظام في إيذائها، وفي التصدي لها ومنعها من نيل حقوقها".

 

ورأى ولد سيدي أن من المخاطر التي دفعت حزبه للتحرك، وتنظيم هذا المهرجان اليوم المخاطر القادمة من الخارج، قائلا "نحن في منطقة إقليمية تعرف هزات أمنية شرقا وشمالا".

 

ولفت ولد سيدي إلى أنه كان لديهم أمل بحصول استقرار سياسي في البلد، وبناء على ذلك كرروا الدعوة للحوار، وأعلنوا أكثر من مرة استعدادهم له، وتشبثهم به، لكنهم لم يجدوا حوارا، متسائلا: "أين هو الحوار الذي لا يستثني موضوعا ولا مشاركا؟ أين هو الحوار الذي يناقش مشاكل البلد للوصول إلى حلول لها؟".

 

وذكر ولد سيدي بأن الجماهير تحركت في الشامي وأحرقت مقار عمومية، كما تحركت في الطينطان، وفي باسكنو، وفي كوبني، وفي الركيز، وأحرقت فيها كلها مقار عمومية، واصفا هذا بأنه مؤشر خطير، ويستدعي تحركا سريعا لتفادي الأسوأ، متسائلا: "ماذا لو تحركت الجماهيري في مقاطعتين أو أكثر بشكل متزامن أو في ولايتين وخرج الوضع عن السيطرة؟".

 

وشدد ولد سيدي عن أن الخطرين الداخلي والخارجي المحدقين بالبلد دفعا حزبه لتنظيم هذا المهرجان ودق ناقوس الخطر، مؤكدا أن في حال عدم اتخاذ إجراءات لتفادي هذه المخاطر فإن حزبه والشعب الموريتاني سيواصلون التحرك في قادم الأيام.

 

وقال ولد سيدي إن الفساد تصاعد خلال السنتين الأخيرتين، وزادت وطأة الأوضاع على الشعب ككل، مذكرا بأن مهمة الأحزاب هي الوقوف مع المواطنين، وحمل همومهم، والدفاع عنهم، والضغط من أجل الإصلاح.

 

وشدد ولد سيدي على أنهم لم يكونوا مستعجلين، ولم يضيعوا أي فرصة، مذكرا بأنهم نظموا مهرجانا بعد 100 يوم من تسلم الرئيس ولد الغزواني للسلطة تحت عنوان: "إصلاح لا يقبل التأجيل"، وبعد سنة من انتخابه أصدروا وثيقة حول رؤيتهم للإصلاح.

 

وقال ولد سيدي إن نظام ولد الغزواني وجد العديد من الفرص دون أن يحسن تدبيرها فقد وجد مهلة وفرصة من النظام، كما وجد تأجيلا للديون الخارجية، وارتفاعا لأسعار المواد التي تصدرها موريتانيا، لكنه لم يحسن تدبير كل هذه الفرص.

 

وأكد ولد سيدي أن حزبه دعم دون تردد جهود مكافحة كورونا، وتحرك مناضلوه في كل الولايات والمقاطعات دعما للشعب الموريتاني.

 

ودعا ولد سيدي من في السلطة إلى أن يأخذوا الأمور والأوضاع بشكل أكثر جدية، معتبرا أنهم إذا لم يأخذوها فيوشك أن يقع ما هو أخطر مما وقع في العديد من المقاطعات، مؤكدا أنه  لا سبيل إلى ذلك إلا بتعزيز الجبهة الداخلية، وجرجرة المفسدين أمام المحاكم ومعاقبتهم أمام الناس، مردفا أن حزبه لن يقبل الانتقائية، مذكرا بأن العديد منهم الآن في مناصب سامية رغم ورود أسمائهم في تقارير التي تتحدث عن الفساد، وفي تحقيقات البرلمان، والإعلام.

 

وقال ولد سيدي إن البلد يعرف موجة من تنمر المفسدين، داعيا حضور المهرجان وكل الموريتانيين إلى أن تكون حربهم الأولى على الفساد، مشددا على أن المفسدين لا يمكن أن يصلحوا، وإنما يمكن أن يتم الأصلاح بالكفاءات الموريتانية النزيهة، والقادرة على الإنجاز.

 

وأكد ولد سيدي وجود شكوك لهم حول مجريات الحوار الذي تم الحديث عنها، وتحدثت عنه أعلى سلطة، مردفا أن المعارضة اجتمعت وناقشت وأعدت رؤيتها، لكنها لم تجد أي تجاوب من الطرف الآخر.