تحذير قبل فوات الأوان!؟

خميس, 2022-01-20 13:04

موسى ولد إسلم

واهم من يعتقد أن تعديلا وزاريا يحل مشاكل الشعب أو يطفئ لهيب غضبه.
لقد مل الشعب مهدئات الطغمة الفاسدة المحيطة بالرئيس. والتي كلما اشتد الخناق على المواطن وضاقت به الأحوال و أرهقته الأسعار، لجأت تلك الزمرة إلى حلها المعتاد بإجراءات شكلية يتم خلالها تبادل في الأدوار والمناصب الوزارية عبر تعديل وزاري جزئي. وهو الإجراء الذي دأبت عليه طغمة الفساد هذه منذ استيلائها على زمام الأمور بالقصر الرئاسي.
فبدل أن يعالج هؤلاء جوهر المشكل يعمدون إلى أعراض الداء محاولة منهم في كسب مزيد من الوقت لتكريس نفوذهم، والاستيلاء ما أمكن على خيرات ومقدرات البلاد.
إن هذه الطغمة هي أكبر خطر على عرش ولد الغزواني، الذي أرادوا له أن يكون وكرا للزبونية وتوظيف الأشخاص على أساس الولاء لهم.
إننا انتقلنا من حكم شمولية عزيز إلى حكم زمرة فاسد تتلون كالحرباء، وتظهر في كل يوم بشكل ولون جديد..
إن سيطرة تلك الطغمة الفاسدة على القرار الرئاسي جعلت البلاد تعيش في دوامة من الأزمات لم تجد لها حلا منذ وصول نظام الرئيس غزواني لسدة السلطة.
فالقرارات الحكومية أصبحت حبرا على ورق، والبرامج والمشاريع التنموية لم تراوح مكانها بفعل غياب المتابعة، وعدم ترتيب الأولويات.
لقد حولت تلك الطغمة ملف العشرية عن مساره بعد أن شغلوا الرأي العام به وجعلوه أولى الأولويات، ليتضح مع مرور الوقت أن الملف تمت تصفيته بعيدا عن القانون ومساطره، وكأننا أمام حملة مجانية لولد عبد العزيز تعمل على زيادة الإحباط في نفوس المواطنين و تسعى لتآكل شعبية الرئيس غزواني.
تظن الطغمة الفاسدة أن محاباة بعض رموز المعارضة و استمالتهم لدعم النظام قد تكون عاملا لاستقرار المشهد السياسي، وتهدئة الساحة الوطنية، وهو تصور قاصر لن يزيد الساحة الوطنية إلا غليانا ولن يحقق أي استقرار للبلد، في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وتخلي الدولة عن دورها، مع سوء خدمات المرافق العمومية وضعف أداء القطاعات الصحية والتعليمية.
كل هذه العوامل وغيرها ستحرق تلك الوجوه المعارضة وتفقدها مصداقيتها وستجعل ضرها أكثر على النظام من نفعها.
إن الوضع الحالي إذا استمر على ما هو عليه من سوء وفساد لا يستغرب معه انتقال عدوى تجربة الجارة دولة مالي لبلادنا. فمن غير المقبول أن تظل البلاد وخيراتها بيد شخصين أو ثلاثة، يتقاسمونها ويتلاعبون بقوانينها ومؤسساتها، دون حسيب ولا رقيب.
لقد آن الوقت لرئيس الجمهورية أن يضع حدا لتلك الزمرة الفاسدة التي أصبحت أكبر خطر يهدد استقرار وأمن البلاد.
موسى إسلم