موريتانيا: الغزواني يستعرض سياسات حكومته لتعزيز الهيدروجين الأخضر

أربعاء, 2022-02-16 13:14

 قال الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، إن «موريتانيا، تتمتع بإمكانيات كبيرة من الموارد الطاقوية المتجددة، حيث أكد أحدث تقييم لإمكانيات الدولة توفرها على مستوى إجمالي من الموارد يبلغ 4000 جيجاوات، يمكن تطوير 500 جيجاوات منها، وفقاً لأشد اللوائح الفنية والبيئية صرامة».

جاء ذلك في مداخلة ألقاها الرئيس الغزواني عبر الفيديو كونفرانس، أمام المشاركين في منتدى الأعمال الأوروبي الإفريقي السابع المنظم حالياً بالاشتراك بين المفوضية الأوروبية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، ومنظمات الأعمال الأوروبية والإفريقية، حول موضوع: «الهيدروجين والملاحة الخضراء، من أجل طاقة نظيفة: متطلبات السوق وفرص انتقال الطاقة الخضراء للشراكة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي».
وأكد الرئيس الموريتاني «أن جزءاً كبيراً من هذه الإمكانات، يقع في الجزء الشمالي الغربي من موريتانيا، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة وقريبة من الساحل، مما يوفر فرصاً حقيقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا على نطاق واسع». وأوضح الغزواني «أن موريتانيا وقعت مذكرات تفاهم مع شركات دولية لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، كما أن مشاريع أخرى توجد قيد المناقشة حالياً مع شركاء آخرين» مبرزاً «أن كل تلك المشاريع، التي ما زالت في طور الدراسة، تهدف جميعها إلى تصدير الطاقة الخضراء إلى الأسواق الدولية، ولا سيما السوق الأوروبية».
وأكد الغزواني «أن موريتانيا، من جانبها، مستعدة لهذه الشراكة الاستراتيجية وتعتمد في تنفيذها على الالتزام النشط والدعم متعدد الأوجه من جانب أوروبا».
وأضاف «أن تطوير الهيدروجين والأمونيا الأخضر يفتح آفاقاً جديدة لاستعادة احتياطات موريتانيا الهائلة من الحديد، من خلال إنتاج الصلب الأخضر» مبيناً «أنه إذا وفى الهيدروجين الأخضر بوعده، فإنه يمكن أن يغير بشكل جذري آفاق التنمية في موريتانيا وإفريقيا والعالم ككل، وهذا بالضبط ما يعزز تصميم موريتانيا على الشروع، اعتباراً من اليوم، في الإجراءات المطلوبة لتلبية هذه الفرصة الجديدة».
وقال «إننا نعمل أيضاً على تطوير إطار تقني وتجاري مناسب للشركات العالمية وجاذب للاستثمارات الخاصة والأجنبية والوطنية من أجل إنتاج هيدروجين وأمونيا صديقين بتكلفة منخفضة لسوقنا المحلي وللتصدير؛ وإن سياستنا لتعزيز الهيدروجين الأخضر تكمل استراتيجيتنا الوطنية لتحقيق الولوج الشامل إلى الكهرباء في بلدنا بحلول عام 2030، والتي يتم إعدادها حالياً بدعم من الاتحاد الأوروبي وباقي شركائنا في التنمية».
وزاد: «يمكن أن يكون تطوير الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر نقطة انطلاق قوية لبناء التحالف الجديد بين إفريقيا وأوروبا الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخراً أمام البرلمان الأوروبي، ولم تظهر مطلقاً في الواقع إمكانيات التنمية المشتركة، والمربحة للجانبين، لأوروبا وإفريقيا، بهذا القدر من الوضوح والآفاق السعيدة».
وتحدث الرئيس الموريتاني في كلمته عن مخاطر التغير المناخي مؤكداً «أنه يهدد كوكبنا، وأنه على مستوى قارتنا الإفريقية، يؤدي الجفاف والفيضانات وتزايد ندرة المياه، إلى الحد من قدرة مجتمعاتنا المحلية على الصمود، وزيادة تدهور ظروفها المعيشية، ورهن استقرار دولنا، وكذلك أمنها وآمال شعوبها في التطور والازدهار».
ودعا الرئيس الغزواني «لضرورة التحرك بسرعة وحزم لمواجهة هذا التحدي الذي يهدد مستقبلنا، وبشكل أعم، مستقبل البشرية جمعاء» مضيفاً: «أنه للقيام بذلك، سيتعين علينا أن نجد بشكل سريع الطريق إلى نمو اقتصادي قوي ومنصف يحترم التوازنات البيئية».
وقال: «لئن كان تطوير الوقود الأحفوري من أهم أسباب التحولات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة في القرون الماضية، فإنه من الممكن أن تصبح الطاقات المتجددة، ولا سيما الهيدروجين الأخضر، اليوم المحرك لتحول اقتصادي واجتماعي جديد، أسرع وأكثر إنصافاً وقبل كل شيء أكثر عناية بالبيئة من حيث أنه يوفر فرصة حقيقية لتحقيق هدف تحييد أثر الكربون بحلول عام 2050».

عبد الله مولود

​نواكشوط –«القدس العربي»