علت الأمواج الغاضبة في وجه محمد صلاح نجم ليفربول، لا سيما بعد نشوب خلاف حاد بينه وبين مدربه الألماني يورجن كلوب، خلال مواجهة وست هام، والتي انتهت بالتعادل 2-2 في البريميرليج.
اشتباك صلاح لفظيا مع كلوب، جعله في مرمى نيران الانتقادات، سواء من الجماهير الإنجليزية أو وسائل الإعلام، وكذلك من المحللين واللاعبين السابقين، الذين أكدوا سوء سلوكه، فضلا عن تراجع مستواه.
وكان أكثر تعليق حاد منذ تلك الأزمة، من نصيب جرايم سونيس أسطورة ليفربول، الذي وصف صلاح بأنه أكثر لاعب أناني يراه في حياته.
لكن سونيس زاد على ذلك بتصريح مثير للجدل، جاء فيه "كثيرا ما يختفي صلاح في المباريات الكبيرة.. في الموسم الماضي بأولد ترافورد، تغلب ليساندرو مارتينيز عليه، وفي بقية اللقاء كان يحاول التخلص منه.. هو لا يحب هذا الجانب من اللعبة، ولن يؤذي صلاح نفسه أبدا".
فهل صدق أسطورة الريدز في كلماته، أم خالف الصواب بوضوح في اتهامه للدولي المصري بالاختفاء في المباريات الكبرى؟
جلاد الكبار
بالنظر إلى مسيرة صلاح مع الريدز منذ 2017، فإن صاحب 31 عاما، يبزغ نجمه دائما في المباريات الكبرى بالدوري الإنجليزي على وجه التحديد.
وعند العودة لإحصائيات محمد صلاح، سنجد أن كبار البريميرليج يأتون في مقدمة ضحاياه المفضلين بأرقام استثنائية لا تخفى عن الجميع.
وعلى ذكر مانشستر يونايتد، الذي استدل به سونيس، لإثبات اختفاء صلاح أمام الكبار، سنجد أنه الضحية المفضلة لنجم روما السابق.
ولعب صلاح 15 مباراة ضد الشياطين الحمر، استطاع خلالها هز شباكهم 14 مرة، إلى جانب صناعة 4 أهداف، ليصل إلى 19 مساهمة تهديفية أمامهم.
ويأتي مانشستر سيتي في المرتبة الثانية ضمن قائمة ضحايا الدولي المصري، الذي اصطاد شباكه 11 مرة، إلى جانب 6 تمريرات حاسمة في 21 مباراة بمختلف البطولات.
ويتساوى مع المان سيتي، كل من توتنهام هوتسبير ووست هام، حيث نجح صلاح في تسجيل 11 هدفا في شباك كل منهما.
وبعدهما، يأتي آرسنال في قائمة ضحايا النجم المصري، بعدما سجل أمامه 10 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين.
وهذا يعني أن 4 من الكبار يتواجدون ضمن أول 5 ضحايا لصلاح، بالإضافة إلى صيد شباك فريقه السابق تشيلسي، بـ 7 أهداف، إلى جانب 3 تمريرات حاسمة.
تضليل أم ضعف ذاكرة؟
بالعودة من جديد إلى تصريح سونيس، وبالتحديد عندما ذكر سوء مستوى صلاح أمام اليونايتد في الموسم الماضي، سنجد أن اللاعب استطاع تسجيل 3 أهداف وصناعة اثنين في مباراتين فقط بالكلاسيكو في الموسم المنصرم.
وكان صلاح صاحب الهدف الوحيد الذي سجله الريدز في خسارته بملعب أولد ترافورد (1-2)، وهي المباراة التي استدل بها سونيس، للتأكيد على اختفاء اللاعب أمام الكبار.
كذلك حصل محمد صلاح خلالها على تقييم (7.4) من (10)، بحسب موقع "sofa score"، في تلك المباراة، وهو أعلى تقييم بين لاعبي ليفربول.
الأغرب من ذلك أن صلاح يتفوق بهذا التقييم على ليساندرو مارتينيز، الذي أشار سونيس إلى تبديده خطورة نجم الريدز، حيث حصل المدافع الأرجنتيني على (7.1).
وعند ذكر تصريح سونيس مجددا، الذي قال فيه إن "صلاح كان يحاول التخلص من مارتينيز طوال المباراة"، مؤكدا أن الأول لا يحب الصراعات الثنائية، لعدم رغبته في إيذاء نفسه، سنجد أن الواقع لم يكن كذلك.
والدليل على ذلك، هي إحصائيات صلاح نفسه أمام دفاع اليونايتد في تلك المباراة، حيث نجح نجم ليفربول في القيام بمراوغتين ناجحتين من أصل 3 محاولات، فضلا عن تفوقه في 4 صراعات ثنائية على أرض الملعب، وواحد في الهواء.
أما مارتينيز، الذي أشار سونيس إلى تفوقه على صلاح، فقد فشل على صعيد الصراعات الثنائية، ولم ينجح سوى مرة وحيدة، فيما لم يتفوق بأي صراع هوائي مطلقا.
وربما تثبت هذه الإحصائيات أن صاحب 70 عاما، أراد الصيد في الماء العكر، بتضليل الجماهير عبر التفوه بكلمات لا تمت للواقع بصلة، إما بسوء نية، أو لضعف ذاكرته بسبب تقدمه في العمر.