«بلا توقف» للإسباني جوليان مور: محاولة لكسر النمطية ونفي صفة الإرهاب عن المسلمين!

اثنين, 2014-11-10 11:53

ذا كان الفيلم الهوليوودي «الكابتن فيليبس»، المستوحى من قصة قرصنة حقيقية، قد صور بالكامل تقريبا في أعماق المحيط، فإن فيلم المغامرات والتشويق «بلا توقف» للمخرج الإسباني جوم كوليت سيرا، بطولة النجم الإيرلندي الشمالي ليام نيسون والنجمة الأمريكية جوليان مور، ومن تأليف كريستوفر روش، وريان أنجل، يستند في بنائه الدرامي الى رحلة جوية – تمتد ست ساعات- لطائرة تقل مئة وخمسين راكبا، تخطف في الجو، وفوق الأمواج العاتية للمحيط الأطلسي، حيث تتوالى الأحداث المشوقة، التي تحبس الأنفاس.
يفاجأ المشاهد بأن الخاطف المجهول، الذي يطالب شركة الطيران بفدية، يرسل عبر الشبكة الخاصة بالطائرة مجموعة من الرسائل النصية إلى هاتف المارشال الجوي «بيل» (ليام نيسون)، مهددا بقتل راكب كل عشرين دقيقة، في حالة عدم تحويل مبلغ مئة وخمسن مليون دولار إلى حساب سري في أحد البنوك، ويبلغ بيل كابتن الطائرة، ثم يشك في أحد زملائه، الذي يصطحب معه حقيبة، حاول من خلالها تهريب ممنوعات، ويضطر إلى قتله دفاعا عن النفس، بعد أن تأكد من تورطه مع من يراسله، وذلك مع انتهاء أول عشرين دقيقة.
واندهش المارشال بيل حين تحرت السلطات عن رقم الحساب المصرفي، واكتشفت أن صاحبه هو المارشال الجوي بيل، المكلف بحراسة الطائرة، فصادر قبطان الطائرة شارته وسلاحه وأبلغه بوقفه عن العمل، وعاد الشخص المجهول إلى مراسلة بيل مرة أخرى، مانحا إياه مهلة لتأكيد التحويل المالي، قبل أن يبادر بقتل شخص ثان.
وتعرض «بيل» للتشويه من قبل وسائل الإعلام، ووجهت أصابع الاتهام مباشرة إليه كمجرم وإرهابي متهم باختطاف الطائرة، بعد بث فيديو عبر شاشات التلفزيون، صوره أحد ركاب الطائرة، يظهر فيه بيل وهو يعنف أحد الركاب، لكن مقطع الفيديو سيكون مفتاح اللغز الحقيقي لكشف هوية الخاطف، وأنقذ بيل الركاب، بعد نقل القنبلة الموقوتة إلى الجزء الخلفي من الطائرة، مخبئا إياها بين الحقائب والأمتعة، لتخفيف قوة ضغطها، واتضح في النهاية أن مختطف الطائرة هو المارشال الجوي كارسون (بيتر سكارسفارد)، الذي يدبر هذه المكيدة لبيل.
من حسنات هذا الفيلم أنه قدم صورة مشرقة للعربي المسلم، بخلاف الأفلام الهوليوودية التي كرست صورة نمطية عن العرب والمسلمين، حيث قدم هذا الفيلم الفنان عمر متولي – وهو شاب مولود في كاليفورنيا من أب مصري وأم ألمانية، شخصية الطبيب فهيم ناصر الذي حاول أن يسعف المصابين على متن هذه الطائرة، وقد درس عمر متولي التاريخ في جامعة كاليفورنيا، ثم حصل على الماجستير في فنون التمثيل، ومن أبرز أفلامه فيلم «ميونيخ» مع ستيفن سبيلبرغ، وله العديد من الأعمال التلفزيونية، وهو من الفنانين المنحدرين من أصول عربية الناشطين في السينما والتلفزيون الأمريكي.

٭ ناقد مغربي

هشام بن الشاوي