جنود أمريكيون وصلوا الى قاعدة عسكرية عراقية في الانبار

ثلاثاء, 2014-11-11 22:40

وصل خمسون جنديا اميركيا الى قاعدة عسكرية عراقية في الانبار تمهيدا لوصول عدد اكبر لتدريب القوات العراقية، بعد اعلان الرئيس باراك اوباما بدء “مرحلة جديدة” في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

واعلنت واشنطن قبل ايام عزمها مضاعفة عدد جنودها في العراق بهدف تدريب القوات العراقية والكردية على قتال التنظيم الذي رجحت واشنطن اصابة عدد من قادته من الصف الثاني اثر ضربات جوية للتحالف الدولي الجمعة، من دون ان تؤكد اصابة زعيمه ابو بكر البغدادي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اليسا سميث الاثنين “بامكاني تاكيد ان حوالى خمسين جنديا يقومون بزيارة قاعدة الاسد الجوية للقيام بمسح للمكان بهدف احتمال استخدامه مستقبلا لتقديم النصائح والمساعدة في عملية دعم القوات العراقية”.

وتقع القاعدة في الانبار كبرى محافظات العراق والحدودية مع سوريا والاردن والسعودية. وباتت غالبية المحافظة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية رغم الضربات الجوية للتحالف بقيادة واشنطن.

وتراجع العديد من القوات العراقية الى قاعدة الاسد التي استخدمتها القوات الاميركية خلال تواجدها في العراق بين العامين 2003 و2011

واعلنت الولايات المتحدة الجمعة ان اوباما اجاز ارسال حتى 1500 جندي اضافي لتدريب القوات العراقية. وسيضاف هؤلاء الى عدد مماثل تقريبا، بينهم مستشارون عسكريون وجنود لحماية السفارة الاميركية ومطار بغداد.

وقال اوباما في تصريحات صحافية الاحد ان ارسال العدد الاضافي يمثل “مرحلة جديدة” في الحرب ضد التنظيم المتطرف، مؤكدا ان قواته لن تشارك في القتال بل ستدرب المجندين العراقيين وعشائر سنية.

ورحبت حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي السبت بالخطوة الاميركية، الا انها اعتبرتها “متأخرة بعض الشيء”. وشددت على ان تسليح العشائر سيتم حصرا في اطار “الحشد الشعبي”، في اشارة الى المجموعات التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وتخوض عشائر عدة معارك ضد التنظيم الذي قتل خلال الاسابيع الماضية المئات من عشيرة البونمر. وتسعى الحكومة العراقية الى استمالة العشائر التي تطالب بدعمها بالسلاح لمواصلة القتال ضد الجهاديين.

والتقى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اليوم شيوخ عشائر في قاعدة الاسد، بهدف “رفع معنويات المقاتلين (…) وحض الحكومة على توفير قدر كبير من التجهيز بالسلاح والعتاد لمواجهة خطر الارهاب خطر داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم)”، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس.

وقال الشيخ عاشور جبر حمادي، احد شيوخ عشيرة البو محل (اكرر…. البومحل) لفرانس برس ان “اهم شيء نحتاجه هو الغطاء الجوي. نطلب من دول التحالف ان تعطينا غطاء جويا”، مشيرا الى هذا الغطاء “ضعيف جدا” حتى الآن.

وبعد قصف التحالف تجمعا لقيادات “الدولة الاسلامية” في شمال العراق الجمعة، اعلن البنتاغون الاثنين عدم قدرته على تأكيد المعلومات عن مقتل زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي او اصابته.

وقال المتحدث باسم الوزارة ستيفن وارن “من الواضح ان هناك العديد من المعلومات المتناقضة حول مصير البغدادي. الا ان الاهم بالنسبة الينا هو اننا غير قادرين على تأكيد وضعه الحالي”، مرجحا ان “يكون مسؤولون من درجة ادنى على المستوى التكتيكي قد اصيبوا” في الغارات.

سياسيا، توجه الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى السعودية مساء الثلاثاء، في اول زيارة على هذا المستوى بعد سنوات من التوتر بين الرياض وبغداد.

وغادر معصوم متجها الى السعودية عبر مطار النجف بعد لقائه المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني.

وتوترت علاقات الرياض وبغداد خلال عهد رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي اتهمته السعودية باعتماد سياسات اقصائية همشت السنة، بينما اتهمها هو بدعم “الارهاب”.

وتنحى المالكي عن السلطة في آب/اغسطس اثر ضغوط دولية وعراقية، حملته مسؤولية سيطرة “الدولة الاسلامية” على مناطق واسعة في العراق في حزيران/يونيو.

والتقى المالكي، السياسي الشيعي المقرب من طهران والذي اصبح نائبا لرئيس الجمهورية، المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، ونظيره الايراني اسحق جهانقيري الاثنين.

وبقيت طهران خارج التحالف الدولي، الا انها نشرت قوات على حدودها مع العراق وقدمت مساعدات للاكراد، بينما تفيد تقارير انها تضطلع بدور رئيسي في تدريب مجموعات شيعية عراقية تقاتل الى جانب القوات الامنية.

وتتمتع طهران بتأثير واسع على السياسيين الشيعة في العراق، وتدعم الرئيس السوري بشار الاسد في وجه معارضيه.

واعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة الثلاثاء عن اسفه لان التحالف الدولي “يغض النظر” عن تجاوزات النظام السوري في النزاع المستمر منذ قرابة اربعة اعوام.

وقال لصحيفة الغارديان البريطانية “التحالف يقاتل ظاهر المشكلة الذي هو الدولة الاسلامية من دون مهاجمة اصل المشكلة الذي هو نظام” الاسد.

اضاف بعد لقائه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الاثنين “التحالف (…) يغض النظر عندما يستخدم طيران الاسد البراميل المتفجرة والصواريخ ضد اهداف مدنية في حلب (شمال) او في اماكن اخرى”.

وغداة لقائه الرئيس الاسد، اعلن الموفد الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء ان الحكومة السورية تبدي “اهتماما بناء” باقتراحه المتعلق بتجميد القتال في مدينة حلب.

وقال في مؤتمر صحافي “لقاءاتي هنا مع الحكومة والرئيس (بشار) الاسد منحتني شعورا بانهم يدرسون بجدية كبيرة (…) اقتراح الامم المتحدة”، مضيفا “الرد الاولي للحكومة السورية (…) يعبر عن اهتمام، اهتمام بناء”.

وكان الاسد اعرب الاثنين عن استعداده لدراسة المبادرة التي طرحها المبعوث الدولي حول “تجميد” القتال في حلب، ثاني كبرى المدن السورية.

وعلى جبهة مدينة عين العرب (كوباني بالكردية)، تمكن المقاتلون الاكراد من استعادة بعض الشوارع والابنية في جنوب المدينة بعد معارك مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشن هجوما على المدينة منذ منتصف أيلول/سبتمبر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

القدس