قرار روسيا إلغاء خط ساوث ستريم للغاز أهو انتصار لأوكرانيا أم هزيمة لبوتين؟

خميس, 2014-12-04 14:18

فاجأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أسواق الطاقة أمس الأول بقرار سبب اضطرابا شديدا فيها، عندما أعلن إلغاء مشروع خط أنابيب غاز «ساوث ستريم» (تيار الجنوب) الذي يستهدف نقل الغاز الروسي إلى أسواق غرب أوروبا عبر البحر الأسود وبلغاريا باستثمارات تصل إلى 30 مليار دولار.
وفيما يلي حقائق أساسية حول هذا الموضوع: 
سؤال: ما الذي يعنيه إنهاء مشروع خط «ساوث ستريم» بالنسبة لأمن إمدادات الطاقة في أوروبا؟
جواب: لا أحد يتوقع أن توقف روسيا ضخ الغاز إلى أوروبا باعتباره المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة لموسكو. وكمية الغاز التي كان يفترض أن ينقلها خط «ساوث ستريم» وتبلغ 63 مليار متر مكعب سنويا تم تحويلها الآن إلى خط «بلو ستريم» (التيار الأزرق) الذي سينقل الغاز من روسيا إلى تركيا.
ومن المفترض أن ينقل خط «بلو ستريم» 14 مليار متر مكعب سنويا من الغاز ستحصل تركيا على ربع هذه الكمية، في حين تتجه باقي الكمية إلى سوق أوروبا الغربية عبر اليونان. وفي الوقت نفسه ستتم مواصلة نقل الجزء الأكبر من الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية عبر أوكرانيا، التي تخوض صراعا ضاريا مع روسيا حاليا، وهو ما يعني احتمال توقف ضخ الغاز عبر أوكرانيا في أي وقت.
وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي أمس الأول ان قرار روسيا أجبرهم على ضرورة البحث عن مصادر جديدة للطاقة. وأهم بديل حاليا هو الغاز الطبيعي المسال، وهو أعلى سعرا من الغاز الطبيعي المنقول عبر الأنابيب.
سؤال: من هو الطرف الأشد تضررا من إلغاء المشروع؟
جواب: يأمل المستثمرون في الحصول على تعويضات عن الأموال التي أنفقوها بالفعل على المشروع. ومن المنتظر أن تخسر بلغاريا، وهي أول دولة من دول الاتحاد الأوروبي كان يفترض أن يمر بها الخط، حوالي 400 مليون دولار سنويا كرسوم عبور للغاز بحسب الرئيس بوتين.
سؤال: هل يؤدي إنهاء خط «ساوث ستريم» إلى إحياء خط «نابوكو»؟
جواب: كان خط «ساوث ستريم» قد هزم خط «نابوكو» لأن كل المشاركين في «ساوث ستريم» كانوا يدعمونه. 
في المقابل فقد كان الغموض يحيط بمصدر الغاز المفترض نقله عبر خط «نابوكو» الذي كان الاتحاد الأوروبي يدعمه. قفد اختارت أذربيجان عام 2013 دعم خط غاز «ترانس أدرياتيك» على حساب «نابوكو» في حين أنها كانت المصدر المفترض لغاز الخط الأخير.
سؤال: لماذا تخلى بوتين عن خط «ساوث ستريم»؟
جواب: تواجه خطط شركة الغاز الروسية العملاقة «غازبروم» لإقامة شبكة خطوط أنابيب مخاطر تمويلية. وتعاني الشركة الروسية من الضغوط ليس فقط بسبب الديون الباهظة المستحقة لها لدى أوكرانيا. كما أن خبراء اقتصاد شككوا في الجدوى الاقتصادية لمشروع «ساوث ستريم»، حيث كان ينظر إلى هذا المشروع على أنه مشروع جيوسياسي أكثر من أي شيء آخر.
سؤال: هل هذه الخطوة هزيمة لروسيا؟
جواب: روسيا تعلن عن خطط لبيع الغاز إلى آسيا وبخاصة الصين. ولكن هذا يحتاج إلى مد خطوط أنابيب جديدة. وقدرة روسيا على تنفيذ هذه الخطط أصبحت أقل بسبب الأزمة الاقتصادية.
سؤال: هل هذه الخطوة انتصارا لأوكرانيا؟
جواب: أوكرانيا كانت دائما ضد خط «ساوث ستريم»، الذي يتجاوز أراضيها. كما أن أوكرانيا فقدت بالفعل حصة من سوق نقل الغاز الروسي لصالح خط «نورث ستريم» (تيار الشمال) الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية عبر بحر البلطيق. 
وقال وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان أمس الأول ان دور بلاده في إمداد أوروبا بالغاز تزايد. وطالب بضرورة الاهتمام بتحديث شبكة خطوط الغاز التي تمر عبر أراضي أوكرانيا بدلا من التفكير في مد خطوط جديدة.