الملتقى الأول للقصة القصيرة جدا في عمان… حضرت «النصوص» وغاب مبدعوها

جمعة, 2014-12-26 13:04

أقام منتدى الرواد الكبار في العاصمة الأردنية عمانالملتقى الأول للقصة القصيرة جدا، الذي عُقدت فعالياته ليوم واحد من خلال ثلاث جلسات. 
الملتقى الذي ضم مجموعة من القاصين الأردنيين والعرب، حضرت فيه أوراق المشاركين العرب من دون وجود أي احد منهم، نظرا للميزانية المالية المخصصة للملتقى. بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيسة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير، التي أوضحت أن فن القصة القصيرة جدا بدأ يأخذ حضوره بين فنون السرد الأدبية، بل ان انتشار ثقافة الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «الفيسبوك»، زاد من حضوره كيفا وكما، فباتت تتنافس مع الشعر في ملء صفحات التواصل. 
وقدم كلمة المشاركين جمال مقابلة، مبينا أن أفضل تعريف للقصّة القصيرة جدًّا، هو قصّة الومضة القائمة على حدث واحد فحسب، ينسب لشخصيّة إنسانيّة غير مسماه البتّة حرصًا على الاختصار، ويُلتفت فيه إلى عمق المعنى في الحدث الذي غالبًا ما ينطوي على مفارقة جارحة، كتلك التي كانت تمثّل جوهر فنّ الإبغراما في الزمن القديم.
وأضاف مقابلة: «ظاهر ما في هذا التعريف من التقييد والتخصيص لنمط واحد محدّد من أنماط القصّة القصيرة جدًّا؛ هو نمط القصّة الومضة التي تميل إلى درجة من التكثيف والتركيز عالية جدًّا، ولعلّ التعريف النقديّ الأجناسيّ لا يميل إلى هذا الحد من القطع والتخصيص في تعريف فنّ لم يزل يتلمّس طريقه بين الأجناس السرديّة العريقة الكثيرة والقارّة والمتحوّلة كذلك على مرّ الزمن». 
الجلسة الأولى التي ترأسها مقابلة وعنوانها «تأسيس ورؤية نقدية» شارك فيها كل من محمد عبيد الله، نضال الشمالي وعبد الله رضوان. والبداية كانت مع عبيد الله الذي قدم ورقة بعنوان «ما القصة القصيرة؟ رؤية في تاريخ الجنس الأدبي وتحولاته» مؤكدا فيها أن القصة القصيرة نوع سردي عالمي، ليس غربيا ولا شرقيا خالصا، ولكنه مع عالميته قابل للتلون والتكيف مع المجتمع الذي يكتب فيه، فعالميته لا تمنع من أن تكون له هوية أو هويات متعددة تبعا لتنوع الثقافة التي تنتجه، فالقول بغربيته هو امتداد للمركزية الغربية التي رعاها الاستعمار الأوروبي عندما جاء مدعيا حرصه وسعيه لتعليم العباد وإعمار البلاد، وأنه جاء بالأنوار، أنوار العلم والتحديث للشعوب المظلمة، وكل ذلك جرت مراجعته والعدول عنه بعدما تعرّض لنقد شديد ثقافيا وفكريا، ولكن الآراء النقدية تأخر تصويبها تبعا لانتصار نظرية التعدد والتنوع بديلا عن النظرية المركزية.
«إشكالية تجنيس القصة القصيرة جدا» عنوان الورقة التي قدمها الشمالي، موضحا ان الاختلاف في تجنيس القصة القصيرة جداً يؤكد أنها لم تبلغ صورتها الناضجة بعد، فهي ما تزال في طور التشكّل، و»من السابق لأوانه اعتبارها جنساً أدبياً قائماً، هي نوع أدبيّ يندرج ضمن جنس عام هو القصة القصيرة، إنها تطور جيني وانزياح مقصود في بنية القصة القصيرة، التي تعاقبت عليها تيارات عديدة أبرزها الرومانسية العاكفة على التأمل الفردي المطلق والواقعية المنشغلة بالتفاصيل، والرمزية الحافلة بالاختصار والتكثيف والإيحاء، ومع تعقد مجريات حياة المدينة كان لا بد من أن تستجيب لتسارع الحياة وتبدّل المفاهيم فكانت القصة القصيرة جداً.
وأشار الشمالي إلى ان ما أنتج من القصة القصيرة جداً على امتداد رقعة العالم العربيّ لا يكفي لنتحدث عنها بوصفها جنساً قائماً بذاته، مما يضعنا أمام ثلاثة اختيارات هي، «ظاهرة أدبية مؤقتة تزول مع مرور الزمن، أو تلوين وتنويع عن القصة القصيرة فرضه التجريب وتطور آليات الكتابة، أو نوع سردي حديث فرضته حاجات ثقافية وفكرية، كاستجابة لتطور طبيعي وتاريخي لصيرورة الأجناس الأدبية.
الورقة الأخيرة المقدمة في الملتقى كانت لعبد الله رضوان بعنوان «أرض الأفكار.. دراسة تطبيقية في نماذج دالّة من القصة القصيرة جدا» وتحدث فيها عن شروط النص السردي من شخصيات وأحداث وزمان ومكان، تظل عناصر رئيسية يجب توفرها أو توفر معظمها حسب الموقف والحاجة – داخل القصة القصيرة جدا، حتى نتمكن من تسميتها بذلك، خاصة أن زوال المكوّنات السردية، سيعمل على نقل العمل إلى جنس أدبي آخر يمازج بين الخاطرة والمقطع الشعري النثري، بل وربما المقالة الموجزة، فما يميز هذا النوع الفني هو الانتماء إلى حقل السرديات، وهو ما يتطلب توفّر العناصر السردية بصورة أو بأخرى حسب متطلبات الموقف. 
واختتم حديثه «إننا نتعامل في هذا النوع من القص مع أرض الأفكار، حيث الفكرة المركزية التي تمثل بؤرة الخطاب هي جوهر وأساس العمل بمجمله، بالتالي فنحن هنا نتعامل مع حقل التجريد أكثر بدرجات من تعاملنا مع اليومي المباشر، فميدان القصة القصيرة جدا هو ميدان الأفكار المجردة في الغالب، إنها أرض الأفكار بلا منازع». وخصصت الجلستان الثانية والثالثة لقراءة النصوص الأدبية حيث ترأس الثانية صبحي فحماوي وتحدث فيها كل من انتصار السري من اليمن، جمال طنوس من سوريا، علي إدريس من السودان، محمد عطيه منمصر، محمود شقير من فلسطين. ومن الأردن بسمة النمري، جمعه شنب، سامية عطعوط، سمير الشريف، عمار الجنيد ومريم جبر. 
أما الجلسة الثالثة فكانت بمشاركة: إسلام علقم، إنعام القرشي، طارق بنات، عبد الكريم حمادة، عيسى الغانم، مصباح حجاوي، منتهى العزة، نصرالله عويمرات، نضال أبو شقير، نوره العيساوي.

آية الخوالدة