17 قتيلا في تفجير انتحاري ضد زوار شيعة شمال بغداد

اثنين, 2014-12-29 18:20

قتل 17 شخصا الاثنين في تفجير انتحاري استهدف زوارا شيعة قرب مدينة سامراء العراقية، حيث قتل الاحد ضابط ايراني يؤدي دورا استشاريا للقوات العراقية في قتالها ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى الاغتيال.

وشددت طهران الاثنين على سياستها “الاستراتيجية” بدعم العراق، خلال استقبالها وزير الدفاع خالد العبيدي الذي طالبها بتعزيز التعاون العسكري.

وقالت مصادر امنية وطبية عراقية لوكالة فرانس برس ان 17 شخصا قتلوا واصيب 35 آخرون على الاقل، عندما قام انتحاري بتفجير نفسه عند موكب لخدمة الزوار الشيعة قرب منطقة التاجي (20 كلم شمال بغداد).

واستهدف التفجير شيعة متجهين الى سامراء لزيارة مرقد الامام الحسن العسكري، لاحياء ذكرى وفاته (في العام 874 ميلادية) الاربعاء.

وبحسب شهود، فجر الانتحاري نفسه عند احدى الخيم التي تقام على الطرق التي يسلكها الزوار ويقدم فيها الطعام والشراب، وتعرف باسم “الموكب”.

ونقل الجرحى الى مستشفى في منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد، حيث شاهد صحافي في فرانس برس عشرات الرجال المصابين ممدين على اسرة في اروقة جناح الطوارئ. وغطت الدماء وجوه العديد من هؤلاء، بينما بدا آخرون مصابين في الصدر او الرجلين.

وقال سجاد محمد (25 عاما)، وهو احد العاملين في الموكب المستهدف، “كنا نقوم بتوزيع الطعام والفاكهة والشاي للزوار القادمين سيرا باتجاه سامراء، فقام انتحاري بتفجير نفسه قرب مائدة توزيع الفاكهة التي تجمع حولها عدد كبير من الزوار”.

واوضح سجاد الذي اتى الى المستشفى ليرافق شقيقه مصطفى (35 عاما) المصاب بجروح بليغة، ان الانتحاري “كان يحمل على ظهره حقيبة، وفي يده راية خضراء كتب عليها +يا حسين+، وصاح +الله اكبر+ مرات عدة قبل ان يقدم على تفجير نفسه”.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها بعد عن الهجوم، الا ان غالبية العمليات الانتحارية عادة ما تكون من تنفيذ متطرفين يتبعون لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق منذ حزيران/يونيو.

وتحظى سامراء برمزية كبيرة لدى الشيعة، اذ تضم مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري. وشكل تفجير المرقد في 2006 على يد متطرفين من تنظيم القاعدة، شرارة نزاع طائفي دام استمر قرابة عامين.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الذي تعود جذوره الى تنظيم القاعدة في العراق، الاثنين قتل العميد في الحرس الثوري الايراني حميد تقوي في سامراء.

ونشر منتدى الكتروني يعنى باخبار الجماعات الجهادية صورة لتقوي كتب في اسفلها “صورة الهالك المجوسي حميد تقوي الذي تم (تمت) تصفيته على يد رجال الدولة الاسلامية قرب سامراء”.

وكان الحرس الثوري اعلن الاحد ان تقوي “استشهد (…) خلال مهمة استشارية لدى الجيش العراقي والمتطوعين العراقيين لقتال ارهابيي داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم المتطرف) في مدينة سامراء”.

وشيع تقوي الاثنين في طهران بحضور مسؤولين بارزين.

وقال الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني “لو لم يتدخل اشخاص مثل تقوي في سوريا والعراق ضد الارهابيين، لسعى العدو الى زعزعة الاستقرار في بلدنا”.

واضافة الى الدعم الاقتصادي والعسكري الذي تقدمه لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، اقرت طهران بارسالها اسلحة ومستشارين عسكريين الى العراق لمساعدة قواته على استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم. كما تدعم ايران فصائل شيعية مسلحة التي تقاتل الى جانب القوات العراقية.

الا ان ايران بقيت خارج التحالف الذي تقوده واشنطن، والذي ينفذ منذ اشهر ضربات جوية ضد مناطق تواجد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

وفي طهران، اعلن وزير الدفاع الايراني حسين دهقان خلال استقباله نظيره العراقي خالد العبيدي الاثنين ان “دعم الجمهورية الاسلامية في ايران للجيش والقوات المسلحة العراقية سياسة استراتيجية”.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية عنه قوله ان “ايران مستعدة لتطوير تعاونها العسكري من اجل تعزيز قدرات العراق الدفاعية”.

وطالب العبيدي بتعزيز هذا التعاون “لمساعدة العراق في محاربة الارهاب والفساد والسماح بتحديث القوات العراقية”.

وادى هجوم تنظيم الدولة الاسلامية الى انهيار العديد من قطعات الجيش، لا سيما في الموصل كبرى مدن الشمال. الا ان القوات الامنية مدعومة بفصائل شيعية وابناء عشائر سنية، وضربات التحالف الدولي، استعادت بعض الزخم مؤخرا، لا سيما جنوب بغداد ومحافظة صلاح الدين.

وغداة دخولها بلدة الضلوعية (90 كلم شمال بغداد)، واصلت القوات الامنية عمليتها العسكرية سعيا لاستعادة كامل البلدة المحاذية لنهر دجلة.

واوضحت مصادر عسكرية ان القوات تحاول التقدم ببطء في البلدة، و”تطهير” المناطق المحيطة بها لتطويق عناصر الدولة الاسلامية.

في المقابل، نشر التنظيم عبر المنتديات الجهادية صورا لعناصره مع اسلحتهم وعلى متن شاحنات صغيرة مجهزة برشاشات ثقيلة، ضمن ما قال انه “المعارك الدائرة في الضلوعية” وعمليات “دحر الرافضة (الشيعة)”.

في سوريا، قتل ثمانية اشخاص على الاقل بينهم اربعة من عناصر قوات النظام السوري في انفجار سيارة مفخخة الاثنين قرب منشاة للغاز في ريف حمص الشرقي (وسط)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية التفجير، مؤكدا مقتل منفذيها “ابو علي المغربي” (انتحاري) و”أبو ايوب المغربي”. الا ان وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) التي اكدت وقوع التفجير، اشارت الى اعتقال “الارهابيين اللذين فجرا السيارة (…) لدى محاولتهما الفرار”.

ويسعى تنظيم الدولة الاسلامية الى السيطرة على اكبر عدد ممكن من حقول النفط والغاز في العراق وسوريا، كونها مصدر ايرادات مهم له.

القدس العربي