الكثير من الموريتانيين احتفلوا بعيد "ميلادهم" مع مطلع العام الجديد

سبت, 2015-01-03 14:28

العربي الجديد: ليلة رأس السنة مناسبة في موريتانيا، ليست للاحتفال بقدوم عام جديد فقط، وإنما للاحتفال بأعياد ميلاد عشرات الآلاف من الموريتانيين الذين ولدوا "افتراضاً" في اليوم الأخير من العام، وهم ليسوا من مواليد هذا اليوم بالفعل.

وتعود الأسباب إلى الإحصاء الذي أجرته الحكومة الموريتانية في عام 1998، إذ جرى تعديل كل الوثائق الرسمية، وتم تسجيل غالبية الموريتانيين على أنهم مواليد يوم واحد هو 31 ديسمبر.

"

 ولم يسلم من هذه القاعدة إلا من ولد خارج موريتانيا، أو من كان وقت تنظيم الإحصاء خارج البلاد.

ولا يزال هذا الخطأ، حتى يومنا هذا، يؤثر على حياة سكان موريتانيا المقدر عددهم بنحو 3.3 ملايين نسمة. وإذا كانت فئات واسعة من الشعب الموريتاني لا تهتم بجزئية تاريخ الميلاد، ولا تعرف حتى ومتى ولدت، فإن جيل الشباب يبدي امتعاضاً كبيراً من اعتماد تاريخ موحد لميلاد أغلب الموريتانيين، خاصة مع استمرار تسجيل المواليد الجدد على يد المشرفين على الحالة المدنية بنفس التاريخ.

وتواجه الحكومة الموريتانية انتقادات واسعة، بسبب فشلها في إيجاد حل لهذه المشكلة، وتحديث الحالة المدنية بشكل يسمح بتأريخ الميلاد بتواريخ حقيقية.

لهذه الأسباب يحتفل عشرات آلاف الموريتانيين، مع نهاية كل عام، بعيد ميلاهم لأنهم ولدوا- حسب تسجيلات الإحصاء الرسمي- في يوم واحد هو 31 ديسمبر، ومن يخالف هذه القاعدة قلة قليلة أغلبهم ممن ولدوا في الخارج، فجاء ميلادهم في أيام وتواريخ مختلفة.

وتشكل المناسبة فرصة للكثيرين للتندر والسخرية من الواقعة، حيث اقترح بعضهم شراء أكبر كعكة، والاحتفال الجماعي ترشيداً للنفقات. وقال بعض المعلقين إن اختيار يوم ميلاد موحد للموريتانيين فكرة عبقرية مفيدة، من أجل الاحتفال بالمناسبتين: رأس السنة وعيد الميلاد في نفس الوقت، كما أن الاحتفال الجماعي بالمناسبة يوفر شراء الهدايا، ويسهل حفظ تواريخ الميلاد.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تبادل الموريتانيون التهنئة بمناسبة بداية العام الجديد وعيد ميلادهم "الجماعي"، وأطلق البعض النكات لمناسبة عيد ميلاد أغلبيتهم. وقال أحد الناشطين "أتمنى لـ99% من الموريتانيين عيد ميلاد سعيدا"، وقال آخر "فتحت فيسبوك اليوم وتفاجأت بكم هائل من التهاني، وإشعار من فيسبوك يفيد بأن أغلب أصدقائي يحتفلون اليوم بأعياد ميلادهم".

وعلّق آخر بسخرية "أغلب نساء موريتانيا يضعن مواليدهن في هذا اليوم"، وكتب آخر "ذهبت لآخذ هديتي من والدي، فطلب مني هو الآخر هدية... اليوم هو يوم فرح لكل أسرة موريتانية".

تعليقات كثيرة للصدفة الخارقة التي تسببت في توحيد تاريخ ميلاد أكثر من 90% من الموريتانيين في يوم 31/12. ولا يقتصر الأمر على عامة الناس، بل إن الوزراء وكبار الشخصيات ومشاهير المجتمع حدد تاريخ ميلادهم في 31 من ديسمبر. وحسب ما اطلعت عليه "العربي الجديد"، فإن أغلب وزراء الحكومة الحالية من مواليد هذا اليوم.

وتسببت هذه الحالة الفريدة، التي تميز بها الشعب الموريتاني عن غيره من الشعوب، في مشاكل كثيرة وإحراجات للوفود الرسمية التي تمثل موريتانيا في المحافل الدولية، خاصة للذين يسافرون جماعيا إلى الخارج. وإن كان هذا الأمر مألوفا في موريتانيا، فإنه خارج عن المألوف بالنسبة للدول الأخرى.

ففي الكثير من الأحيان، تواجه الوفود الرياضية اتهامات بالتزوير حين تسافر إلى الخارج، حيث تجد الجهات المنظمة أن تواريخ الميلاد متطابقة، كما حدث مع منتخب موريتانيا لكرة القدم لفئة الشبان، حيث وجد المنظمون أن الفريق بأكمله من مواليد 31 ديسمبر.