"أوبك" انهيار اسعار النفط بدأ يكبح الاقتصاد لامريكي وحصتها من السوق في تراجع

جمعة, 2015-01-16 12:16

قالت «أوبك» أمس الخميس ان انهيار أسعار النفط بدأ يكبح نمو الإنتاج الأمريكي، رغم ان التباطؤ لن يحول دون تراجع الطلب على إنتاج المنظمة في 2015 إلى أدنى مستوياته في عشر سنوات.
وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقريرها الشهري ان ينخفض الطلب على إنتاجها النفطي بمقدار 140 ألف برميل يوميا عن تقديراتها السابقة، ليصل إلى 28.78 مليون برميل يوميا في 2015، وهو ما يقل بأكثر من مليون برميل يوميا عن إنتاجها الحالي.
وهوت أسعار النفط نحو 60 في المئة منذ يونيو/حزيران لأسباب منها قرار «أوبك» في نوفمبر/تشرين الثاني عدم خفض الإنتاج للمحافظة على حصتها السوقية في مواجهة الموردين المنافسين. ووضع ذلك توقعات طفرة الإنتاج الأمريكي في دائرة الاضواء.
وقالت «أوبك» في التقرير الذي وضعه خبراؤها الاقتصاديون بمقر الأمانة العامة للمنظمة في فيينا «التراجع الحاد في أسعار النفط العالمية قد يهدد… الإنتاج من المصادر غير التقليدية. مع انحسار أعمال الحفر بسبب ارتفاع التكاليف واحتمال استمرار سعر النفط المنخفض يمكن توقع أن يتبع ذلك انخفاض الإنتاج ربما في أواخر 2015.»
وفي اجتماع «أوبك» حثت السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- الأعضاء الآخرين على مكافحة نمو المعروض من المصادر المنافسة، مثل النفط الصخري الأمريكي الذي ينال من حصة «أوبك» في السوق لكنه يحتاج الي سعر مرتفع نسبيا حتى يصبح ذا جدوى اقتصادية.
وتوقعت «أوبك» أن يبلغ إجمالي المعروض من النفط الأمريكي 13.81 مليون برميل يوميا في 2015 بزيادة 950 ألف برميل يوميا عن 2014. ويقل معدل النمو عن المستوى الذي كان متوقعا الشهر الماضي والبالغ 1.05 مليون برميل يوميا، لكن الولايات المتحدة ستكون أكبر مساهم في زيادة المعروض من خارج «أوبك» وبفارق كبير.
و»أوبك» ليست الوحيدة التي تتوقع تباطؤ الإمدادات الأمريكية. فقد قالت الحكومة الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي انها تتوقع نمو إنتاج النفط المحلي 2.2 في المئة فقط في 2016 وهو ما سيكون أبطأ معدل في سنوات.
ورغم ذلك من المتوقع أن يسجل متوسط الطلب على نفط «أوبك» أدنى مستوى، منذ بلغ 28.15 مليون برميل يوميا في 2004، وفقا لتقارير ديسمبر/كانون الأول التي ينشرها موقع «أوبك» على الانترنت بشكل سنوي.
ويشير خفض توقعات الطلب على نفط «أوبك» في 2015، وزيادة في إنتاج المنظمة في ديسمبر قادتها العراق، إلى أن المنظمة تتوقع فائضا عالميا أكبر في المعروض هذا العام بدون خفض إنتاج «أوبك» أو المنتجين الآخرين.
ويشير التقرير، الذي نقل عن مصادر ثانوية أن «أوبك» ضخت 30.20 مليون برميل يوميا في ديسمبر، إلى انه سيكون هناك فائض قدره 1.42 مليون برميل يوميا في المعروض في 2015 .
وفي الأسواق استقرت أسعار النفط دون 49 دولارا للبرميل أمس الخميس بعد تعاملات متقلبة نزل فيها مزيج برنت والخام الأمريكي ليقتربا من أدنى مستوياتهما في ست سنوات مع خفض بنك أمريكي كبير آخر توقعاته لأسعار الخام.
وخفض «بانك أوف أمريكا ميريل لينش» توقعاته لأسعار النفط أمس قائلا ان برنت قد ينزل إلى 31 دولارا للبرميل بحلول نهاية الربع الأول من 2015.
وقال محللو البنك في مذكرة الي العملاء «تزيد المخزونات في جميع أنحاء العالم بوتيرة سريعة جدا»، مضيفين أن الارتفاع الشديد في المخزونات سيقلل كثيرا من احتمالات حدوث انتعاش كبير للأسعار.
وبحلول الساعة 1440 بتوقيت غرينتش نزل سعر خام برنت 26 سنتا للبرميل إلى 48.43 دولار للبرميل، بما يقل قليلا عن سعر الخام الأمريكي الذي ارتفع 10 سنتات الي 48.58 دولار للبرميل.
وفي وقت سابق أمس قفز برنت والخام الأمريكي فوق مستوى 50 دولارا للبرميل لأسباب فنية.
وهوى الخامان إلى أدنى مستوياتهما في حوالي ست سنوات هذا الأسبوع بفعل تخمة المعروض العالمي من النفط العالي الجودة.
وأمس الخميس انتهى تداول العقود الآجلة لمزيج برنت لاقرب استحقاق. وقال تجار ان المستثمرين الذين باعوا عند مستويات أعلى في الأيام والأسابيع الماضية يعودون إلى شراء العقود الآجلة لجني أرباح بعد الهبوط الشديد الذي سجلته الأسعار في الآونة الأخيرة.
وذكر التجار أن ذلك قدم بعض الدعم للنفط الخام.
وساهم ضعف الدولار أيضا في دعم النفط، حيث نزلت العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية أمس بعد أن تخلى البنك الوطني السويسري (المركزي) عن السقف الذي وضعه لسعر الفرنك أمام اليورو، وهو ما أدى إلى صعود قوي للعملة السويسرية وتراجع العملة الأوروبية.
ويصعد النفط وغيره من السلع الأولية المقومة بالدولار مع نزول العملة الأمريكية.
وكانت غالبية الأنباء الأخرى ذات تأثير سلبي على النفط.
فقد توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول «»أوبك»» في تقريرها الشهري أن يتراجع الطلب على نفط المنظمة إلى 28.78 مليون برميل يوميا في 2015 بانخفاض 140 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.
وخفضت «»أوبك»» أيضا توقعاتها لمعدل نمو المعروض من خارج المنظمة بسبب تباطؤ الإنتاج الصخري الأمريكي. غير أن المنظمة ما زالت تتوقع ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي بنحو مليون برميل يوميا حتى مع الانخفاض الكبير للأسعار.
وقالت مصادر تجارية أمس إن العراق يخطط لزيادة صادرات الخام الشهرية من موانيه الجنوبية إلى مستوى قياسي في فبراير/شباط.