كيفه:(حراك الدشرة) بلا عجلة!

اثنين, 2015-01-26 11:49

فجّر (حراك الدشره ) منذ نشأته شرارة جدل حول أهدافه ومآربه ؛وأثار مدلول شعاره زوبعة بين مناصريه ومعارضيه؛ ما بين آو مناصر له ؛ ومهادن متغافل عنه ؛ ونابذ ساخط يسعى لفشله ؛ لذا يجزم بعضهم إلى أنّ من وضع شعاره كان يطمح قطعا إلى ما هوأعم من حيّ القديمة ؛وهو مدينة كيفه ؛ أو على الأقل قد تدارك ذالك حين شاهد فتورا فيهم ؛ وبهذا يكون واضع الشعار له خيال واسع يسبح فيه ؛ويسرف في خوضه ؛لأنّ من يهوى جمع ساسة مدينة كيفه تحت ظل يافطة واحدة ؛ فكأنّما يهوى جذب نجوم السماء لإنارة حيّ من أحيائها الغارق في الظلام الدامس . حصدنا خمسة أشهر على الحراك ؛ وأهله ماضون في حراكهم لا يحيدون عن خطابهم ؛ و لا يتخلّفون عن مواعيد اجتماعاتهم ؛ التي تهدف حسب ما يزعمون ( إلى تدارس الأوضاع العامة لمدينة كيفه وتشخيص الأسباب الكامنة وراء التهميش والنسيان الذي تتعرض له من طرف السلطات العمومية ) ؛ وملأ فراغها السياسي ؛ رغم وفرة الأحزاب .
وضمّت جلساتهم شخصيات لها حضورها في المشهد السياسي الماضي منه والحاضر؛ كوزير الداخلية السابق والعمدة الحالي؛ وقد غابت عنه شخصيات تقليدية أو غيّبت عنه ؛ وهل (حراك الدشرة) إلا حساسية تفجّرت من هيمنة تلك القوّى التقليدية ؛ فخرجوا من عباءتها متذمرين ؛ يجهرون بمعانات مدينتهم ؛ والبوح بآلامها ؛وتلك تعتبر سابقة ودرسا قدموها للموالاة كلّهم أجمعين ؛ يمكن أن يتعلموا من خلالها بأنّ الانحياز للنظام قد لا يعني الذوبان ؛ والتنصل من هموم المواطن ومطالبه المشروعة ؛وحاول هذا الحراك بناء حلف خال من الأسس التقليدية؛ مما يشفع له في التجديد ؛ ويبعث الأمل فيه.
لكنّ خمسة أشهر و(حراك الدشرة ) معطل في مطبخ ول كيّه يغلي؛ والكل ينتظر نضجه؛ كانت كافية لسكب لهيب من اللّغط حول أهدافه ؛فمن قائل هؤلاء لا يلتمسون شرعية من (دشرتهم) ؛ و يسعون فقط بحراكهم إلى شدّ أذن النظام؛والضغط عليه بإثارة آلام المواطن لصناعة حاوية؛ عسى أن تحجز لهم موطئا ولو صغيرا؛في ملعب السياسة الداخلية للولاية؛التي أحتوى عليها أشخاص قلّة ؛ يتقاسمونها حسب هواهم ؛ وصاروا هم فيها كأنّهم غرباء ؛لا يشفع لهم فيها نسب ولا سبب ؛ والذين يراهنون على هذا الطرح؛ ينبّهون على أن مطالبهم الشعبية ظلت بين جدران أربعة في فندق ول كيّه ؛ويعتريهم الخجل من مكاشفة النظام بها ؛ويقوّي حجة هذا المذهب؛ حين يزداد السّعر؛ و يشتد العطش في (دشرتهم)؛ ولا يسمع لهم همسا ؛ وتفرض الضرائب في عهدهم ومن أحد مؤسسيهم على المواطنين ؛ ولا يسمع لهم شجبا ولا عتابا ؛ فهم جعجعة عنده بلا طحين ؛ و حراك بلا عجلة.
غالي بن الصغير
الصغير [email protected]