ربما تعلن الهيئة العامة للسلع التموينية المصرية قريبا عن مناقصة لشراء قمح أمريكي المنشأ فقط للاستفادة من خط إئتمان قيمته 100 مليون دولار وفرته الولايات المتحدة لها.
وقال وزير التموين المصري خالد حنفي أمس «من شروط استخدام تلك المنحة طرح مناقصة لشراء القمح الأمريكي للحصول على أفضل سعر. الدفعة الأولى التي سيتاح لنا استخدامها تبلغ 100 مليون دولار.»
وقال تجار ان القمح الأمريكي لا يزال أعلى بحوالي 25-30 دولارا للطن على أساس تسليم ظهر السفينة من القمح الفرنسي والروماني.
واشترت مصر في أحدث مناقصة طرحتها الهيئة 300 ألف طن من القمح الفرنسي والروماني للشحن من الأول إلى العاشر من مارس/آذار.
وقال حنفي ان قرار الإعلان عن مناقصة لشراء قمح أمريكي المنشأ يتوقف على أسعار السوق. وأضاف «لا يوجد قيد زمني .. لا نقدر أن نقول أياما أو أسابيع .. سنرى حسب الأسعار والبورصة.»
وقال تاجر مقيم في القاهرة ان مصر ربما تتطلع إلى خيار شراء القمح الأمريكي لخلطه مع القمح الفرنسي لصنع الخبز المدعم الذي تبيعه للملايين من المواطنين.
ويشكو أصحاب المخابز في مصر من ارتفاع نسبة الرطوبة في القمح الفرنسي.
وقال التاجر «نظرا لأن القمح الروسي لم يعد متوفرا الآن .. فإن الهيئة تحتاج إلى خلط القمح الفرنسي الذي تشتريه مع أقماح من مناشئ أخرى.»
وتشتري مصر عادة القمح الأمريكي الشتوي الأحمر اللين. لكن تلك المشتريات هبطت بشكل حاد عن الأعوام السابقة، نظرا لتوافر القمح من أوروبا وروسيا ومنطقة البحر الأسود بأسعار تقل كثيرا عن القمح الأمريكي، إضافة إلى انخفاض تكلفة الشحن
من جهة ثانية قالت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر أمس انها قد تشتري أقماح البحر الأسود من السوق المحلية بالجنيه المصري في مسعى للحد من تسريب تلك الأقماح خلال موسم التوريد المحلي.
وتحدد الحكومة المصرية كل عام سعرا لشراء القمح المصري يفوق الأسعار العالمية سعيا منها لتشجيع الفلاحين على زراعته.
وأدى ارتفاع سعر توريد القمح المحلي للدولة إلى ظهور نشاط التسريب الذي يبيع فيها التجار للحكومة القمح المستورد ومعظمه من روسيا على أنه قمح مصري.
وذكر الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر أنه سيحاول شراء القمح الروسي من السوق قبل الموسم المحلي. وأوضح ان ذلك من الخيارات المتاحة أمام الهيئة وتدرس اللجوء إليه للحد من الكميات المسربة من مناشئ البحر الأسود في موسم توريد القمح المحلي.
وقالت هيئة السلع التموينية إن ما بين 500 ألف و700 ألف طن من القمح الروسي تتوافر في السوق المحلية.
وأشار تاجر في القاهرة إلى أن كمية القمح الروسي في السوق المحلية تبلغ 1.5 مليون طن، قائلا إن الصوامع بها 500 ألف طن لكن يوجد ما يقرب من مليون طن في الموانئ المصرية.
وأضاف التاجر أن الخطوة التي اتخذتها هيئة السلع التموينية «ستحول دون التسريب وستعطي الهيئة فرصة لشراء قمح تمزجه مع القمح الفرنسي الذي تشتريه.»
وتعتمد هيئة السلع التموينية اعتمادا شديدا على مشتريات القمح الفرنسي، منذ أعلنت روسيا في الآونة الأخيرة فرض قيود غير رسمية على صادراتها من القمح.