قال الله تعالي (ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار)، صدق الله العظيم.
إننا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام لعمال الصحة في موريتانيا لنتفهم تماما استقاظة الضمير هذه, كما تفهمتم سيادة المدير تحركنا ,وان جاءت هذه الصرخة متأخرة وبمثابة وثيقة استسلام موغلة في الاستمرار حتى تحول الخطأ إلي خطيئة.
إننا الذين عاشرناكم كزميل مهني لبروفسير احمد ولد أب ونعرفكم في قطاعنا بدماثة الأخلاق و شخصيتكم المهنية وخلفيتكم الاجتماعية المحترمة لنقرأ الصورتين اللتين تكونتا في مخيلتكم بعدما عادت الأمور إلي مجراها وتكشفت لكم أبعادها وانقشع غبارها , فأنت عندما تختال سيادة المدير أمام مرآة ذاتك تري ذلك الطبيب الوادع الذي صار باكرا نجما في محيطه المهني والاجتماعي قبل ان يصبح مديرا عاما يمسك بمفاتيح السلطة علي اكبر مؤسسة استشفائية متخصصة في البلاد , هذا من جهة. أما من جهة أخري فعندما تعيد البصر كرة أو كرتين تجد انه كان من واجبك الأخلاقي والمهني أن تقف مع الحق والعدل -قبل ان تكون عن علم او غير علم- طرفا في مؤامرة واضحة المعالم علي ممرض ضعيف يعمل تحت إمرتك وكان من المفروض ان تكون ملاذا له ظالما او مظلوما حسب ما يقتضيه الشرع (انصر اخاك ظالما اومظلوما)، (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
ان المقال التوضيحي الذي نشترته باسمك الشخصي وصفتك كمدير بغض النظر عن توقيته ودوافعه يعكس تماما هذه الرؤية المزدوجة التي لا ترضي ان تركن الي الظلم ولكنها ايضا لا ترضي ان تعود الي القواعد ونظريات الاخلاق التي تفقده في لمح البصر .
إن هذا الهيل والهيلمان الذي يشكله وجودك كأحمد ولد أب علي راس هذه المؤسسة الهامة أهم منه عندنا انك كطبيب وصلت إليها بفضل نزاهتك وقربك من الأوساط الضعيفة , لا كفاءتك الإدارية حتى اعتبرنا وقتها تعيينك ذلك بمثابة تحول جذري الي الاطر النزيهة في القطاع رغم عدم تكافئ خبراتك الإدارية مع خبرات زملائك الذين كانوا مهيئين لشغل هذا المنصب .
السيد المدير
لابد هنا ان نشكركم علي اتاحة الفرصة لنا لنوضح لكم ومن خلالكم الي من يهمه الامر اين تم ظلم زميلنا من خلالكم:
1. لقد تم الاستعجال في الاجراءات الادارية الغير قانونية حتى سبقت الاجراءات القضائية الامر الذي لا يمكن تفسيره إلا أن هناك من تدخل لفرض رواية يتم بها ظلم زميلنا , فمن المعروف ان الاجراءات العقابية الإدارية لا تتخذ إلا بلجان التأديب و بعد إصدار الأحكام القضائية في مثل هذه الحادثة , فالممرض مازال متهما والمتهم بريء حتى تثبت إدانته , فإجرائكم للأسف ساهم في ظلم الممرض وتحميله كافة المسؤولية رغم انه موظف عمومي وتم الاعتداء عليه اثناء تأديته لمهامه وفي مكان عمله فلا يحق لأي ادارة ان تصدر عقوبة إلا على اثر لجنة تأديب أو حكم قضائي , عرف هذا من عرفه و جهله من جهله , ثم أن إجراء وضع الممرض تحت تصرف الوزارة إداريا إجراء خاطئ أصلا والعكس هو الصحيح .
2. إنما ما قمتم به كمدير سابقة خطيرة كما ان الطريقة التي تم بها هذا الإجراء في غضون ساعات لا ينم عن الشفافية ولم يتم بشكل إداري لان الممرضات اللواتي كن حاضرات وشهدن علي الواقعة أمام الشرطة لم تلتقوهم ولم تثبت شهادتهن وحتى لم يستمع لهن الامر الذي يشكك في سلامة مزاعمكم أن ما قمتم من اجل توثيق الحادثة اداريا وبالمناسبة نطالبكم بإطلاعنا كطرف علي هذا التقرير اذا كان موجودا.
3. ان الشخص الذي اعتدي علي الممرض في مكان عمله لم يشر اليه المدير في تحامله علي عامله وكان من المفروض ان الذي اعتدي علي الممرض قد اعتدي كذلك علي حرم هذا المدير وعليه ان يتقدم بشكوى ضده لإرجاع الاعتبار الي المؤسسة. صحيح ان هذه الحوادث متكررة والضحية فيها مهنيو الصحة لكن دائما يتم تسويتها بشكل ودي إلا هذه الحادثة التي استعصت علي كافة المحاولات حتى الان ومما زاد من تفاقمها تماهي الادارة مع المعتدي وتجاهلها للضحية الامر الذي حنط اشخاصا يعتبرون انفسهم فوق القانون يحاولون اذلال الممرض وذويه ومؤسساته التي ينتمي اليها لتلبية نزوات شيطانية
4. ان الطريقة التي تمت بها الحراسة النظرية لزميلنا وتجديدها حتى تجاوزت الفترة القانونية كان الغرض منها اجاد راحة طبية بإيعاز اداري لتثبيت عجز مؤقت مزعوم لم يصل الي الحد الأعلى الذي يتم بموجبه تحويل موظف عمومي الي سجن دار النعيم (8) أيام
5. ان منع موكلنا -وهو لا يخشي عليه من الهرب- من حرية مؤقتة وتأخير اجراءات تحقيقه بغية تطويل مدة حبسه يعتبر سابقة خطيرة وينم عنما اشرنا اليه من مؤامرة تورط فيه الكثير وسوف ترجع علي اصحابها مهما طال الزمن
6. ان عدم الاستماع الي حجة زميلنا فيما اقر المدير انه شجار والتغاضي التام عن فعلة الطرف الثاني المعتدي علي عاملكم وزميلنا ينم عن ازدواجية في المعايير ويجعل كل من تورط في حبسه يشعر بعقدة الذنب مهما حاول التخلص منها * من ظلم لابد ان يظلم عاجلا أو آجلا *
7. لقد قام السيد المدير بجهود مضنية شملت تشكيل وفود وتنظيم لقاءات منزلية بغية ارضاء اهل المعتدي علي الممرض وحرم المؤسسة كما التقي بوزير الصحة ووزير العدل وقام قبل ان يصدر هذا التوضيح باتصالات مكثفة مع كل احد باستثناء النقابة -ونحن نتفهم موقفه- الأمر الذي يوحي ان المدير لا يوافق علي تبني النقابة لهذه المظلمة التي وقعت في مؤسسته رغم ادعائه في البيان ذلك ولا يمكنه غسل يديه منها وهذا ما اكده في توضيحيه حيث قال انه يهدف الي نفس ما تهدف له النقابة من رفع الظلم عن عامله الذي رماه كما يرمي القط من النافذة وأدار له ظهره علي الأقل في بداية الأمر وإلي الساعة .
8. أما فيما يتعلق بالاتهامات الجزافية للسيد المدير في محاولة النقابة فرض العمال بالقوة عن التوقف والمشاركة في الأنشطة فهذا ينفيه جملة وتفصيلا محاولته بالترغيب والترهيب بشكل مباشر وغير مباشر لجمهم سوي أنه تفاجئ بمستوي الحماس لديهم واندفاعهم المستميت في الوقوف مع زميلهم وتطبيق قرارات النقابة مما جعله اليوم يحاول في هذا البيان إظهار نفسه بصفة القوي الذي له تأثير علي عمال مؤسسته كما يحلوا لغيره أن يحدث نفسه بذلك ونذكره أننا ضبطنا أنفسنا ولجمنا منتسبينا في مختلف مراحل هذه القضية بل تحلينا بكل مسؤولية أثناء الاحتجاجات التي حصلت سواء في مركز امراض القلب او المؤسسات الأخرى رغم هول الظلم الذي وقع علينا خاصة ظلم ذو القربي ونذكر المدير بأننا حتى الان لم نقم إلا بالحد الأدنى من الاحتجاجات القانونية لأننا نعطي الاولوية للحلول الودية واتهام السيد المدير للنقابة بالتجاوزات يدخل في نطاق حملته المستمرة ضدها و الممرض ومن يقف معه ونحن لا يخفي علينا انه يعتبر الممرض الحلقة الضعيفة ولكن الحقيقة عكس ما يتصوره .
في الأخير لا يسعنا إلا أن نذكركم ونذكر الجميع ان هذه القضية المفتعلة لابد ان تنتهي ونحن في النقابة فخورون إننا بادرنا وما زلنا نبادر ونستخدم كل الطرق لكي تجد حلا وديا عادلا بعيدا عن إتباع جماح النزوات والعنتريات لكي تظل في اطارها القانوني ولا تتحول الي سبل اخري نحن ومجتمعنا في غني عنها و بعيدا عن كل استسلام أن المعتدي يصدق فيه " ضربني فبكي وسبقني فأشتكى "
كما اننا نبلغكم سيادة المدير اننا أول من يحرص على توازن إبرة الميزان لكن ميزان العدل لا ميزان القوة ونحرص علي تأدية واجباتنا مع ذلك لن نتخلي عن زميلنا مهما ادلهمت الخطوب وازدادت وكبر حجم الضغوط وندعوكم انتم أن تقفوا نفس الموقف فليس العيب في الخطأ بل الخطيئة هو التمادي في الظلم, فالعمال ليسوا فضلات ولا نفايات ترمي في حاويات او تجعل في محرقات لكي يتم التخلص منها بل هم اناس يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها المدير والعسكري من تقدير وحماية وتعاطف حتى تسود العدالة في بلادنا.
اننا صابرون , ولكننا لسنا مستسلمون مثلكم سيادة المدير , مستمرون في كافة الطرق المتاحة لرفع الظلم عن زميلنا.
عاشت العدالة
يسقط الظلم والحيف والغطرسة وتعيش الوحدة والتضامن العمالي.
الأمانة التنفيذية للاعلام والإتصال
الجمعة 13 مارس 2015