بين قمة 2003 وقمة 2015 في شرم الشيخ

سبت, 2015-03-28 09:42

منصور الجمري

هذه هي القمَّة العربيَّة الثانية التي أَحضرها، وهي تُعقد في مدينة شرم الشيخ المصريَّة. القمة الأُولى كانت في مطلع (مارس / آذار 2003)، وعقدت قبيل بدء الحرب على النّظام في العراق بقيادة أَميركا، وهذه القمَّة تنعقد في نهاية (مارس 2015)، بعد بدء الحرب على الحوثيّين في اليمن بقيادة السعوديَّة.

بين القمَّتين حدثت أُمور كثيرة غيَّرت المنطقة، وهذه التغيّرات والتقلُّبات، لاتزال مستمرَّة. ففي 2003، وبينما كان القادة العرب مجتمعين، كانت القوَّات الأميركيَّة ترسل قوَّاتها وتستعدُّ لإِعلان ساعة الصفر. وفي الوقت ذاته، كان منتجع شرم الشيخ مملوءاً بالسيَّاح من كل جانب. بعكس ما عليه الحال اليوم، فقد كان السيّاح الإيطاليون، آنذاك، يزدحمون حول مقرّ إِقامة الزَّعيم الليبي آنذاك معمَّر القذَّافي؛ لالتقاط صور مع النّساء اللاتي كنَّ يحرسنه، ويتمنون التقاط الصور معهنَّ ومع القذَّافي.

أَمَّا داخل قاعة المؤتمر، فقد كانت ملاسنة بين القذَّافي وولي العهد السعودي آنذاك، كما كانت هناك المبادرة (المفاجئة) التي طرحتها الإمارات، والتي دعت إلى رحيل صدَّام حسين من الحكم بسلام؛ لتوفير معاناة الحرب على العراق.

بين الخلافات والمفاجآت، انتهت القمَّة العربيَّة في 2003، كما بدأت من دون قرار حاسم ومحدَّد بشأن الحرب، التي كانت ستبدأ شمال السَّعودية (في العراق)، أَمَّا هذه المرة، فإِنَّ القمة تبدأ، وقرار الحرب جنوب السَّعودية (في اليمن) قد اتخذ، وبدأت الحرب – وهي مستمرَّة – مع انعقاد قمَّة 2015.

بين القمَّتين اهتزَّت المنطقة، وتغيَّرت المعادلات السياسيَّة، بصورة لم يتوقعْها أَحد، والحديث عن اليمن لا يمكن عزله عما يجري في باقي السَّاحات المشتعلة في المنطقة. لكنَّ الملاحظ هذه المرة، أَنَّ أَميركا تطرح نفسها بصورة مختلفة، فهي أَيَّدت الحملة العسكريَّة التي تقودها السعوديَّة في اليمن، وفي الوقت ذاته، تلعب دوراً حاسماً في الحملة العسكريَّة العراقيَّة في مدينة تكريت، ما يجعلها فوق الحسابات المطروحة إِقليميّاً. وأميركا أَيضاً لديها اجتماعاتها الحاسمة بشأَن الملفّ النووي الإِيراني… وهذه التقاطعات والتعقيدات ستلعب دوراً أَساسيّاً فيما سيجري في المنطقة من تحوُّلات نمرُّ بمخاضاتها حاليّاً.

الوسط البحرينية