رغم تألقه بالمونديال .. ميسي لم يكمل الاختبار

ثلاثاء, 2014-07-08 14:50

يحتاج المنتخب الارجنتيني الى تألق ولمعان نجمه ليونيل ميسي أكثر من أي وقت مضى عندما يلاقي هولندا غدا الاربعاء في ساو باولو في الدور قبل النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل.

 

تألق نجم برشلونة الاسباني ميسي منذ بداية المونديال وتدين له الارجنتين كثيرا ببلوغ الدور قبل النهائي للمرة الاولى منذ عام 1990 بعدما ابلى البلاء الحسن وبنسب متفاوتة منذ انطلاق العرس العالمي، فسجل 4 اهداف حاسمة في المباريات الثلاث الاولى وقاد "لا البيسيليستي" الى الدور الثاني، وصنع تمريرة هدف الفوز على سويسرا في دور الستة عشر، وخطف الكرة في منتصف الملعب من البلجيكيين ومررها الى انخل دي ماريا قبل ان تصل الى جونزالو هيدواين الذي سجل منها هدف الفوز والتأهل الى دور الاربعة.

 

كل ما قدمه "البرغوث" في المباريات السابقة قد يذهب سدى في حال فشل الارجنتين في بلوغ المباراة النهائية على الاقل علما بان تاريخ "لا البيسيليستي" في العرس العالمي يشهد على انه كلما تخطى دور الثمانية  يصل المباراة النهائية.

 

من هنا تكمن أهمية مواجهة هولندا غدا الاربعاء كونها ستكون الاختبار الحقيقي الثاني لرجال المدرب اليخاندرو سابيلا في النسخة الحالية، ان لم يكن الاهم بالنظر الى العروض الرائعة التي يقدمها المنتخب البرتقالي وصيف بطل النسخة الاخيرة منذ بداية المونديال البرازيلي وقوته الهجومية الضاربة وترسانته المدججة بالنجوم ابرزها الجناح الطائر اريين روبن وروبن فان بيرسي وويسلي شنايدر.

 

اما الأرجنتين فتدخل الى المواجهة في غياب ابرز اسلحتها الهجومية مهاجم ريال مدريد الاسباني انخل دي ماريا الذي تعرض للإصابة امام بلجيكا في ربع النهائي وتأكد غيابه عن مباراة الغد، بالإضافة الى الشكوك التي تحوم حول عودة مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي سيرخيو كون اغويرو الذي غاب عن المباراتين الاخيرتين بسبب الاصابة ايضا.

 

وشكلت اصابة دي ماريا ضربة قاسية لامال الارجنتينيين خاصة وانه كان احد ابرز المتألقين في التشكيلة منذ بداية المونديال وسجل هدف الفوز على سويسرا. كما ان اصابة اجويرو أثرت على الترسانة الهجومية للأرجنتين اذا ما علمنا ان بلد ال40 مليون نسمة دخل العرس العالمي مرشحا للظفر باللقب بفضل رباعيها الهجومي المرعب: ميسي، دي ماريا، اجويرو، هيجواين.

 

كل هذه العوامل، ترفع من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق ميسي وترفع الامال المعلقة عليه لحمل منتخب بلاده الى احراز اللقب العالمي على غرار "قدوته" دييجو ارماندو مارادونا الذي ساهم بشكل بارز في احراز بلاده للقب الثاني والاخير في تاريخه حتى الان.

 

ويرضخ ميسي تحت ضغوطات كبيرة منذ عام 2009 وتألقه المبهر مع برشلونة حيث احرز جميع الالقاب الممكنة (سداسية تاريخية موسم 2008-2009)، ويطالبه الارجنتينيون بالتألق كذلك مع منتخب بلاده وإعادته الى سكة الالقاب خاصة وان الكأس العالمية الوحيدة التي تنقص خزائنه المرصعة بالكؤوس.

 

لكن ابن روزاريو قلل من التعويل عليه في "لا البيسيليستي" بقوله: "لا اعتقد ان الارجنتين تعول علي فقط. لدينا مجموعة رائعة يمكنها تقديم الافضل وحمل الكأس، كل لاعب يقوم بواجباته على أكمل وجه، هذا هو سلاحنا".

 

وأضاف "دي ماريا لاعب أساسي في التشكيلة ويلعب دورا كبيرا في بناء الهجمات والبحث عن الحلول الجماعية والفردية، صحيح اننا سنفتقد اليه ولكن مثلما قلت هذا المنتخب لا يعول على لاعب واحد، نحن كتلة واحدة وسنواصل مشوارنا مثلما بدأنا البطولة وأفضل".

 

وتابع "بلغنا مرحلة مهمة من النهائيات، لم يسبق لنا تحقيق ذلك منذ فترة طويلة وبالتالي يجب ان نبقى مركزين على ما نعمله ولا نكثرت بما يقال خارج المعسكر. الطموحات والتطلعات والآمال مشروعة لكل لاعب ومشجع ولا أعتقد بأننا سنستسلم قبل بدء المحطة قبل الاخيرة نحو اللقب".

 

وتابع ميسي الذي اختير افضل لاعب في المباريات الاربع الاولى: "قدمنا مباراة كاملة امام بلجيكا حتى في غياب دي ماريا. لم نكن قادرين على خلق عدة فرص، لكنهم ايضا لم يخلقوا الفرص"، معتبرا بان الارجنتين قدمت افضل مبارياتها في المونديال امام بلجيكا.

 

وأردف قائلا: "تنتظرنا مهمة اخرى امام هولندا التي تملك منتخبا جيدا، يجب أن نستغل تواجدنا في دور الاربعة ونواصل الحلم جميعا، نحن نقترب أكثر وأكثر من اللقب".

 

وحذر لاعب وسط برشلونة خافيير ماسكيرانو من المنتخب الهولندي رغم من معاناته في حجز بطاقته الى دور الاربعة حيث احتاج الى ركلات الترجيح لتخطي عقبة كوستاريكا، مشيرا الى ان المنتخب البرتقالي جاء الى البرازيل من اجل تحقيق مهمة تعويض خسارته المباراة النهائية لعام 2010 امام اسبانيا.

 

وقال "تظهر رغبة كبيرة في أعينهم لمحو الخيبة التي يشعرون بها جراء خسارة اللقب قبل 4 اعوام، وأنهم لن يسمحوا لأي منتخب بأن يقف في طريقهم لتحقيق هذا الهدف".

 

واكد ماسكيرانو أن اصابة دي ماريا ضربة موجعة بالنسبة الينا، بيد ان عودة هيجواين الى التألق، يمكن أن تعوض ذلك.

 

وقال: "عودة جونزالو الى التألق تعني الكثير بالنسبة الينا، وتعني أيضا انه بفضل إستحواذه وليو (ميسي) على الكرة كثيرا سيتيح لنا فرصة تنفس الصعداء كثيرا".

 

التناسق بين ميسي وهيجواين اعاد الارجنتينيين الى مونديال 1986 وتألق الثنائي مارادونا وخورخي فالدانو، وهم يحلمون أكثر من أي وقت مضى في تكرار الانجاز العالمي.

 

وقتها سجل مارادونا احد هدفي الفوز على بلجيكا في قبل النهائي (2-صفر)، وقاد بمفرده تقريبا الارجنتين الى المباراة النهائية.

 

وإذا كان مارادونا فشل في هز الشباك في المباراة النهائية امام المانيا الغربية، فقد كان وراء التمريرة الحاسمة التي سجل منها بوروتشاجا هدف الفوز (3-2).

 

حينها، تحمل مارادونا دون ضغوطات إرث ماريو كيمبيس بطل ملحمة الفوز بكأس العالم للمرة الاولى عام 1978 في الارجنتين بتسجيله 6 اهداف من ثلاث ثنائيات بينها واحدة في المباراة النهائية في مرمى هولندا.

 

فهل سينجح ميسي في قيادة الارجنتين الى اللقب الثالث في 13يوليو المقبل على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو؟ وليصبح مارادونا عام 2014، يتعين على ميسي ان يخرج أفضل ما في جعبته وتحديدا غدا.

كوووووووووووورة