في انتظار الإصلاح..

اثنين, 2015-06-01 08:25

مع كل زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية للولايات الداخلية للبلاد، نطلع على
حجم المأساة التي تعيشها المدن الداخلية للوطن على الصعيد الاقتصادي
والاجتماعي وحتى مستوى الوعي بمفهوم الدولة. زيارات ظاهرها الاطلاع على
أوضاع المواطنين و معاناتهم وباطنها استعراض سياسي  وتقييم لحجم الكتل
الناخبة وتشريع للقبلية التي طغت مظاهرها في كل زيارة . صحيح أن رئيس
الجمهورية  وقف بنفسه على الفصول الدراسية المتهالكة ، ولا شك قرأ في
وجوه الساكنة حجم الخذلان ، ومن المؤكد أنه حاور في قسمات وجوههم قبل ان
يتحدثوا  بأصواتهم المبحوحة من- فرط الألم  -  اصناف الحرمان . قد لا
يصدق أحد من المواطنين في دول العالم المتحضر أن علية القوم من وجهاء
وشخصيات تقليدية وأساتذة في الجامعات والثانويات و المعاهد و أطباء
ومهندسين وطلبة، كلهم يتزاحمون في مشهد مقزز يمتهن كرامتهم من أجل مصافحة
رئيس الجمهورية، قد لا يصدق أحد من ساكنة  الد ول المجاورة أن الماء
والكهرباء مازالوا من أولويات مطالب المدن المزورة ،  وقد لا يصدق الرئيس
نفسه سوء التسيير الإداري والمالي ، وغياب الإدارة المحلية عن الشأن
العام , وقد لا يصدق الشعب الموريتاني أنه مازال يراوح مكانه في دائرة
الجهل والتخلف والمرض  , وأنه مازال رغم الزمن وتقلب الوجوه يشاهد في تلفزيونه  كيف تصفع كرامته  باسم التفقد والإطلاع.!! 
والإصلاح كلمة تشي بأن خللا ما  مازال يمنعنا من الإقلاع والتقدم والازدهار ، والإصلاح في حقيقته فعل ايجابي ينطلق بالمجتمع نحو حالة ثورية تعصف بكل مصادر الخلل , والإصلاح ليس كلاما للاستهلاك او لذرالرماد في العيون.

الإصلاح أن نثور على الماضي السلبي فنمحقه  , الإصلاح هو التجديد والرقي ، ولعل مكمن الخلل في مركز "العقلية " عند النخبة والعامة على حد سواء هو الارتهان للمصالح الشخصية الضيقة بعيدا عن الاهتمام بالشأن العام أو القناعة بضرورة الاصلاح، ومالم تتغير سنبقى في
انتظار الإصلاح

عدد يونيو من مجلة الدرب العربي