الإسلاميون وركوب الأمواج ,,, / عبد الله ولد العتيق

اثنين, 2015-06-15 11:59

الحقيقة ..تظهر مع زلات اللسان ,,, جرت العادة أن تظهر المعارضة الموريتانية في المبادرات والقضايا على رأس كل داعم لها بدعوى أنها قضايا عادلة , وجر العرف بأن تحمل اللواء وتشهر بالسيف في أمور تحدث في الوطن وأخرى خارج الوطن.
وجرت سنة الحياة السياسية في البلاد أن يظهر الإسلاميون دائما في أثواب من الإنسانية التي يبدو أنها أثواب بالية مرقعة بالمصالح الخاصة وإجترار الفتن ماظهر منها وما بطن , حملات منظمة مرة للنظافة ومرة لسقاية الطالب ومرة لنصرة غزة ومرة ومرة, وحاول هؤلاء دوما ركوب أمواج عاتية تهدد وحدة البلد وأمنه وأستقراره , فكانت أول الأمواج وأعتاها (الربيع العربي) الذي ظهر فيما بعد أنه صيفا أتى على الأخضر واليابس , وبدأ بحصاد من الدمار والخراب على مختلف الشعوب التي عاشته ,فبإعترافات من داخل نظام المالكي تأكد أنها لو علمت أن العراق سيؤول إلى ما آل إليه لما أسقطوا نظام صدام حسين,,, ولاشك أن ليبيا تكرر العبارة ,ومصر تصرخ بها , ولطالما همست بها تونس ,,, لا تبصق في البئر فقد تشرب منه يوما.
وبعد دعوة الشارع الموريتاني لمحاولة إسقاط نظام كان وصوله للسلطة هو ربيع البلاد وخريفها الذي مازالت تقطف ثماره في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة , الشارع الموريتاني وبعد مشاهدة مسلل الخراب الذي صاحب الفوضي العربية فضل الإستقرار والأمن الذي يعيشه في وطنه بحرية تعبير وديمقراطية يحسدنا عليها الجميع وبوأتنا مراكز متقدمة في مجال الحريات.
لم يبخل الإسلاميون يوما في التنقيب والحفر عن معادن الفتن , فطالما تبنوا القضايا الإسلامية مستهدفين بذالك مشاعر المواطن الموريتاني المسلم وليست قضية فلسطين إلي دليل على ذالك , والتي نعتبرها قضية إنسانية قبل أن تكون قضية قومية أو إسلامية .
كان يحاول الإسلاميون دائما مقارعة النظام الحالي على العبث بمشاعر المسلمين والإدعاء بأنهم هم من يحمل هم الأمة في هذا الركن من الأرض وأن غيرتهم على الدين لاحدود لها , ومع ذالك لم نشاهد مايدعم ذالك على أرض الواقع , فعند حادثة المصحف الأخيرة حاول هؤلاء الخونة إثارة المشاعر في محاولة منهم لتسيب الوضع وبذالك محاولة إسقاط النظام بعدما فشلت ورقة الربيع العربي , حينها قادوا المسيرة الضخمة التي سقط فيها شهيد المصحف… لكن هذا يطرح تساؤلا ,,ما علاقة النظام بحادثة المصحف التي حدثت في ساعات الفجر الأولى ,,, ثم أليس النظام الحالي هو من شرف الجمهورية الإسلامية الموريتانية بمجموعة من الخطوات التي هي نصرة للإسلام والتي ينكرونها اليوم كإنجازات شاهدة على حرص النظام الحالي على المحافظة على هوية وسمعة البلاد ,,, والتي منها بناء جامعة إسلامية و طباعة المصحف الشريف ,,وإذاعة القرآن … وقناة المحظرة ,,, ومسابقة الأيمة و الاهتمام بخريجي جامعاتنا الصحراوية التي تعكس الوجه الثقافي والحصاري لمجتمعنا الموريتاني , الكثير سيقول أن هذه ليست إنجازات وأننا كل يوم نرددها ,, لكن العاقل ينظر دائما الى مد بصره ،والاحمق ينظر دائما الى ما بين قدميه.
ولم تكن نكبة امبود الأخيرة والتي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سوى ترياق لذالك السم الذي ما فتأ الإسلاميون يبثونه في عروق الشعب , فقد أصيب سكان امبود بنكبة , ولم يجدوا سوى تدخل الحكومة الموريتانية بمختلف المساعدات , الغذائية والصحية وتدخل بعض النشطاء في المجتمع المدني , في حين فتح إخوان المصالح والمشاعر سوقا ضخما لنصرة غزة ,” متناسين أن الأقرب ثم الأقرب” (هذا لايعني أن لانساهم في نصرة الشعب الفلسطيني )لكن يجب أن ننظر بعين الرحمة والشفقة والمساواة بين شعبنا المنكوب وشعب فلسطين المطحون , حينها توعد القائد الهمام داعية الفتن والإنفصال بين المجتمع الواحد , بقافلة إلى امبود , التي مازال الجميع ينتظرها , رغم أن السكان يعانون أوضاعا إنسانية مزريةوالوفاء بالوعد من صفات الكرام وأصحاب المروءة. قال الأصمعي: “وصف أعرابي قوماً، فقال: أولئك قوم أدبتهم الحكمة، وأحكمتهم التجارب، ولم تغررهم السلامة المنطوية على الهلكة، ورحل عنهم التسويف الذي قطع الناس به مسافة آجالهم، فقالت ألسنتهم بالوعد، وانبسطت أيديهم بالإنجاز، فأحسنوا المقال، وشفعوه بالفعال” قال أبو بكر: وكان يقال: “آفة المروءة خلف الوعد”.  نسأل الله أن يرزقنا الوفاء بالوعود، وتجنب صفات المنافقين.

مرة أخرى وفي موجة عاتية , وأثناء مؤتمر الحركة الإنفصالية الداعية إلى تمزيق المجتمع الموريتاني الذي عاش قرونا من الزمن تظله سماء واحدة ويفترش أرضا واحدة ويتقاسم الرغيف الواحد , ركب القائد الهمام هذه الموجة وحضر مؤتمرا يدعو إلى تقسيم موريتانيا , ولم يفلح إسهال التوضيحات الذي صاحب الإنتقادات الشديدة والإنسحابات في إقناع الراي العام ولا حتى أنصاره  , كحجته من قبل , حين شارك في انتخابات 2013 النيابية والبلدية وكأنه يتناسى  أنه من المخجل التعثر مرتين بالحجر نفسه , وصدق حين قالها الرجل “المعارضة تركب الأمواج”

 

بقلم:عبدالله العتيق