تحقيق استقصائي يكشف معلومات مثيرة عن التشيع في موريتانيا

أربعاء, 2015-07-08 11:34

بدأ ظهور المد الشيعي في موريتانيا قبل عشر سنوات ،و تحديدا سنة 2006، حين أعلن محاسب وزارة المرأة الموريتانية وقتها بكار ولد بكار اعتناق المذهب الشيعي، حيث دخل في نشاط غير مسبوق للترويج لكتب ومنهج الشيعة في البلاد،مع سعيه لإقامة حسينية في مقاطعة دار النعيم التي تعتبر من اكثر مناطق العاصمة فقرا.

ظل بكار يعمل بصمت تماشيا مع تعليمات الحوزات العلمية في ايران؛ خشية مضايقته في نشر التشيع في البلاد؛ لكن بعد وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز الى السلطة و ربطه علاقات قوية مع إيران، تجسدت في افتتاح متبادل للسفارات بدأت أنشطة بكار تظهر للعلن وسمح له بإجراء مقابلات صحفية كشف فيها عن ارقام مبالغة حول تنامي المد الشيعي؛ الذي قدره بما يناهز 45000 قال إنهم يقيمون في جميع مناطق موريتانيا. وأصدر بكار مؤلفات تمت طباعتها بعناية في ” مركز الدراسات الدراسات التخصصية حول الامام المهدي” من ابرزها:

 

1. تعريف الموريتانيين بالشيعة.

 

2. هل الشيعة في موريتانيا اكثر من 1.5%.

 

ولم يعر الموريتانيون اهتماما كبيرا لتصريحات بكار ونشاطاته في نشر التشيع حيث أرجعها الكثيرون الى قدرة الموريتانيين على النصب والاحتيال وتوظيف شتى الوسائل للحصول على تمويلات مالية لإقامة مشاريع تجارية خاصة.

 

بعثات موريتانية في الحوزات العلمية بلبنان لم تكد تمر شهور قليلة على افتتاح السفارة الإيرانية في نواكشوط؛ حتى بدأ طاقم السفارة نشاطا محموما في عقد لقاءات مع عشرات الشخصيات الموريتانية؛ وتمويل مراكز ومدارس لحفظ القرءان وأخرى لتعليم العلوم الفقهية واللغوية؛ واتبعت السفارة ” خارطة الطريق” التي رسمها بكار ومساعديه في نشر التشيع في البلد؛ واستغلال الفئات والمناطق التي ينتشر فيه الجهل والفقر لتحقيق أهدافهم وبلوغ مراميهم . وقامت بدعم أنشطة جمعيات أسست لنشر المذهب الشيعي من ابرزها:

 

– المركز الافريقي للدراسات والابحاث الصوفية

 

– جمعية بكار للثقافة والعلوم

 

– منظمة آلِ البيت في موريتانيا ونجحت السفارة في ارسال 50 طالبا موريتانيا الى الحوزات العلمية في لبنان من بينهم اميلمنين السيدة التي جاهرت قبل ايام بسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقبل سفرهم تم منح مبلغ مليون أوقية لكل واحد منهم لترتيب اجراءات السفر وفي لبنان تم توزيعهم على:

 

– حوزة الرسول الأكرم” التابعة لحزب الله، وهي مرتبطة بإيران ومرجعية خامنئي

 

– حوزة الإمام الرضا في منطقة الغبيري من الضاحية الجنوبية لبيروت؛ وقد أسسها الشيخ حسن رميتي العاملي.

 

– معهد الشهيد الأول” الذي أسسه الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ويرتبط بالعراق وبمرجعية علي السيستاني.

 

وفي هذه الحوزات تم تسجيلهم في مرحلة ” السطوح” وهي مرحلة يتلقى فيها الطالب دراسة معمقة حول الفقه الشيعي والمنطق، ويضاف إليها دروس في الفلسفة وعلم الكلام والحديث والتفسير.

 

ويعمل الطالب خلال هذه الفترة على حفظ الأناشيد الشيعية التي تمجد آل البيت؛ وتسب الصحابة وأمهات المؤمنين ،ويستطيع الطالب في هذه المرحلة أن يطرح آراءه ونظرياته الفقهية الخاصة ليصل من خلالها إلى رتبة “الإجتهاد”، ويطلق عليه لقب “مجتهِد”.

 

altوبعد سنة من الدراسة ؛ حصل الطلاب الموريتانيون على شهادة ” تجديد الاسلام” وأعلنوا في حفل أقيم في منطقة بعلبك وبحضور محمد قانصو خلال زيارته للمدرسة القرآنية في نواكشوطمحمد قانصو خلال زيارته للمدرسة القرآنية في نواكشوطشخصيات قيادية في حزب الله؛ بيعتهم وولاءهم للإمام الخميني، حينها قررت المرجعية الدينية العليا في ايران ارسال رجل الدين الشيعي اللبناني محمد قانصو لموريتانيا؛ وهي الزيارة التي دقت ناقوس الخطر بتطور المد الشيعي في موريتانيا؛ وتوفر بيئة حاضنة له؛ خاصة بعد تدشين قانصو لمدرسة قرآنية صغيرة باسم الزعيم الروحي لشيعة غرب أفريقيا عبد المنعم الزين، وقد فجرت الزيارة غضبا عارما في صفحات التواصل الاجتماعي و لدى الأوساط الدينية مما دفع الأجهزة الأمنية لإستجواب قادة احزاب كانوا في مقدمة مستقبلي الزعيم الشيعي.

إستيراتيجية الإعلان عن التشيع مع ظهور موجة إلحاد لم يألفها المجتمع الموريتاني من قبل؛ وجدت المرجعية الشيعية في ايران الفرصة سانحة لظهور حالات من التشيع على النمط الإيراني؛ الذي يوازي الإلحاد في سبه لصحابة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام؛ وتم اتباع إستيراتيجية تتمثل في ظهور سيدة تسب الصحابة؛ على خلاف موجة الإلحاد التي كان الشباب وقودها؛ ولتحطيم سكينة المجتمع الموريتاني السني الذي ظل ينظر الى المرأة على انها اكثر حرصاً من الرجل على التشبث بقيم الدين وثوابت المجتمع؛ كما انها هي المدرسة الاولى لشعب طيب الأعراق. وتعمل الإستيراتيجية الشيعية على متابعة موجة ردة فعل الشارع الموريتاني؛ وبعد هدوء حالة الغضب الشعبي يظهر خمسة شباب موريتانيين بشكل متفاوت في نفس البرنامج الديني؛ في مسعى لتعويد المجتمع الموريتاني على سماع سب الصحابة الكرام من أوساط شبابية داخله.

سكووب ميديا